Close Menu
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    الأربعاء, ديسمبر 31, 2025
    • Contact us
    • Sitemap
    • من نحن / Who we are
    • Cookie Policy (EU)
    • سياسة الاستخدام والخصوصية
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام RSS
    صحيفة وطن – الأرشيفصحيفة وطن – الأرشيف
    • الرئيسية
    • تقارير
    • الهدهد
    • حياتنا
    • اقتصاد
    • رياضة
    • فيديو
    • Contact us
    • فريق وكتاب وطن
    صحيفة وطن – الأرشيفصحيفة وطن – الأرشيف
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية » تحرر الكلام » الحانوتي: قصة تاجر الأكفان وصراعات الروح في الأجواء الشتوية القارصة
    تحرر الكلام

    الحانوتي: قصة تاجر الأكفان وصراعات الروح في الأجواء الشتوية القارصة

    علي خيري7 يناير، 20173 دقائق
    فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    شاركها
    فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني

    انتظرته أنا وصديقي أمام دكانه المغلق، كانت أنفاس الشتاء الباردة تلسعنا بشدة، وكان حزن صديقي يحرق روحه وروحي أيضا، جاء من كنا في انتظاره إنه الحانوتي تاجر الأكفان، رجل خمسيني المظهر رمادي الشعر منحني القوام متوسط الطول، ذو ملامح لا أعرف إن كانت غير مريحة أم أن حالتي النفسية المضطربة وقتها هي ما هيأت لي هذا الشعور، بمجرد أن فتح باب الدكان هبت علينا رائحة غريبة نسبتها فورا للموت، لم تكن رائحة سيئة بالعكس كانت رائحة تميل للعطور إلا أنها تقبض الروح، السواد الذي صمم الحانوتي على دهان الأطر الخشبية به زاد من شعوري بالانقباض.

    كنت قد قرأت أن أهل الأندلس كانوا يرتدون البياض في حالة الحداد، فهل كانوا ينقبضون للون الأبيض كما ننقبض نحن من اللون الأسود، أقصد أن أقول هل المشكلة في اللون نفسه أم فيما يعنيه هذا اللون؟.

    كان كل ما يشغل صديقي هو إكرام شقيقته المتوفاة بأفضل كفن، عندما نظرت إلى الحانوتي وجدته ينظر إلينا نظره التاجر إلى عملائه، على الرغم من أنه كان يصطنع الحزن أثناء مخاطبتنا، من الواضح أن هذا الحزن المصطنع هو أيضا من لوازم الصنعة، فكرت كيف اختار هذا الرجل مهنته، كيف يعيش حياته مع كل هذا الموت؟ هل من الممكن أن يحلم صبي بأن يصبح حانوتي عندما يكبر؟، هي مهنة غاية في الأهمية بالنسبة لنا نحن بني البشر، ولكن من الذي يحب أن يمتهنها؟.

    تخيلت مشاعر هذا الرجل في أيامه الأولى في مهنته، هل كان يتألم لألم كل حالة يعاينها ويمارس مهمته معها، ما نظرة هذا الرجل للموت، هل ألفه وتقبله كجزء أساسي في حياته، بل من المفترض أن يصدر إليه كجالب للرزق، أم أنه يخشاه هو الأخر كخشيتنا له.

    ولكن هل الحانوتي فقط هو من يعيش حياته مع الموت، ألم يصبح الموت رفيقا يوميا لرحلاتنا في نشرات الأخبار، أهلنا في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا والعراق وبورما يموتون أمامنا بصورة يومية، بل  في كل لحظة ودقيقة ونحن لا نحرك ساكنا، بل إننا نعيش حياتنا بدون أي منغصات، جل ما من الممكن أن نفعلة هو أن نضغط زر أحزنني على الفيس بوك، وذلك لكي نريح ضميرنا المحتضر، أو من الممكن أن نكتب المقالات النارية والمنشورات البليغة ثم ننتظر مردود هذة الكلمات في صورة الحصيلة التي نجنيها من الإعجابات والمشاركات، مثلما ينتظر الحانوتي ثمن الكفن الذي أشتريناه منه.

    أكثر ما أخاف منه أن أنقلب في مشاعري إزاء الموت الذي يحاصر أمتنا، والكوارث التي تكتنفنا من كل جانب إلى مجرد حانوتي، مهمتي تنحصر في أن أظهر حزني لأن هذا أصبح جزءا من مهنتي، أو لأنني أعتدت على مجرد إظهار الحزن دونما أي محاولة مسبقة لإنقاذ أمتنا المريضة.

    حاول أن تكون طبيبا يداوي جراح الأمة ولا ترضى لنفسك بمكان الحانوتي الذي ينتظر موتها ليقوم بدوره.


    اقرأ أيضًا

    • أرشيف وطن أونلاين
    • أحدث تقارير وتحليلات وطن
    • آخر الأخبار العربية والدولية
    شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني

    المقالات ذات الصلة

    بين ترامب والسيسي

    27 يناير، 2025

    غسالة، فرن، غسالة صحون.. في أي وقت يجب استخدام هذه الأجهزة لخفض الاستهلاك؟

    1 مارس، 2023

    نموذج قطر: مدرسة في “إدارة التحالفات” الدولية المتميزة

    17 فبراير، 2022
    اترك تعليقاً إلغاء الرد

    اقرأ أيضاَ

    جدل واسع بعد رسالة أحمد السقا إلى ليفربول دعمًا لمحمد صلاح تتحول إلى عاصفة انتقادات

    13 ديسمبر، 2025

     أبوظبي تفرش السجاد لحاخام صهيوني.. وغلام ابن زايد يستقبله!

    13 ديسمبر، 2025

    تمساح أرعب قرية مصرية ثم تحول إلى “بطل كوميدي”!

    13 ديسمبر، 2025

    آراوخو يحج إلى تل أبيب.. رحلة مثيرة تهز برشلونة ومتابعيه

    13 ديسمبر، 2025

    البؤرة التي تخفيها كلمة “مزرعة”.. مشروع تمدّد استيطاني يقوده جندي احتياط

    13 ديسمبر، 2025

    “الفاشر جحيم مفتوح”.. تحقيق صادم لـ واشنطن بوست!

    13 ديسمبر، 2025

    تحركات إماراتية مشبوهة في أوروبا.. ما وراء الكواليس!

    13 ديسمبر، 2025

    “لعنة السودان” تُطارد آل نهيان في عواصم الغرب!

    11 ديسمبر، 2025

    أبوظبي المنبوذة.. الحملة تتسع وجامعات العالم تُقاطع الإمارات

    11 ديسمبر، 2025

    حين يكشف الوجه الحقيقي.. محمد صبحي من نصوص الأخلاق إلى اختبار السائق 

    11 ديسمبر، 2025

    أخطر من بيغاسوس.. هاتفك ليس آمنا والموساد يسمعك؟!

    10 ديسمبر، 2025

    تحت دخان أبوظبي.. الرّياض تسحب قواتها من اليمن

    10 ديسمبر، 2025

    غزّة تغرق.. يا مطر لا تقسو على شعب الخيام

    10 ديسمبر، 2025

    الموساد يفجّر المفاجأة.. خطة سرّية لتسليح مصر والسعودية بالنووي

    10 ديسمبر، 2025

    فضيحة «الجرو القاتل».. داء الكلب يضرب جيش الاحتلال

    10 ديسمبر، 2025
    © 2025 جميع الحقوق محفوظة.

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter