دراسة منهجية تجريبية موثقة ننشرها على صفحات هذه الصحيفة
(27)
موقف الجيش الليبي (تحت التأسيس) من الصراع المسلح بين ثوار 17 فبراير وميلشيات مضادات الثورة
ببطء شديد تم انتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام لتوليف وصياغة الدستور، وللقيام بمهام السلطتين التشريعية والتنفيذية ، إلا أن المؤتمر انزلق إلى خلافات سياسية أحالت بينه وبين القيام بمهامه ، ما أثار شرائح وفئات كثيرة من الشعب الليبي ، وهنا سنحت الفرصة أمام مضادات الثورة لأن تألب الناس ضد المؤتمر ، بل إن الميلشيات المسلحة من أزلام نظام “القذافي” اعتدت أكثر من مرة على أعضاء المؤتمر لعرقلته وإفشاله .
منذ وقت مبكر والقوى الثورية في ليبيا بالتعاون مع بعض القوى السياسية الجادة والمخلصة تحاول تأسيس الجيش الليبي الوطني من جديد ، وهو جيش الدولة الليبية المدنية العصرية الديمقراطية ، وبدأت ذلك بمبادرات متعددة ومتنوعة لجمع السلاح من المجموعات المسلحة وضم كافة القوى إلى الجيش الوطني ، إلا أن تلك المبادرات لم تجد نفعاً ولم تحقق هدفاً ، وظل الجيش الوطني أضعف من أن يسيطر على الأوضاع الأمنية داخل ليبيا .
وعندما تعقدت الأمور واستشرى عدم الاستقرار في أنحاء البلاد وأصبح خطف الرموز السياسية والاعتداء عليها أمراً معتاداً ، لم تتورع السلطات الليبية عن طلب المعونة من الأمم المتحدة والقوى الكبرى لتدريب وتنظيم الجيش الليبي ، بل تخطى ذلك إلى طلب المعونة من الأمم المتحدة والقوى الكبري لحفظ الأمن داخل ليبيا إلى أن يتم تأهيل الجيش الوطني الليبي .
لقد فرضت الأوضاع والمعطيات في الواقع الليبي أن يتحمل ثوار 17 فبراير تبعات تسوية أوضاع الجماعات المسلحة من أزلام وحثالات نظام “القذافي” بالتعاون والتنسيق مع الجيش الوطني ، وهذا يتطلب تكاتف فواعل مهمة في المجتمع الليبي ، هي الشعب الليبي ، وثوار 17 فبراير ، والجيش الوطني الليبي .

