Close Menu
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
    السبت, ديسمبر 27, 2025
    • Contact us
    • Sitemap
    • من نحن / Who we are
    • Cookie Policy (EU)
    • سياسة الاستخدام والخصوصية
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام RSS
    صحيفة وطن – الأرشيفصحيفة وطن – الأرشيف
    • الرئيسية
    • تقارير
    • الهدهد
    • حياتنا
    • اقتصاد
    • رياضة
    • فيديو
    • Contact us
    • فريق وكتاب وطن
    صحيفة وطن – الأرشيفصحيفة وطن – الأرشيف
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية » تحرر الكلام » 46 ورقة خضراء 
    تحرر الكلام

    أوراق الشجر بين الخضرة والاصفرار: تأملات في تحولات الطبيعة والمناخ

    محمد ثابت3 يناير، 2016آخر تحديث:28 يوليو، 20236 دقائق
    فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني
    شاركها
    فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني

    كنتُ وما زلتُ كلما رأيتُ ورق الشجر الاصفر شبه الهش ملقاً يطير هنا وهناك أشعر بالأسى على اللوحة الطبيعية الخضراء، التي كانت متماسكة لما يطوحها الهواء، وكنتُ وما أزال أشعر بفيض الآسى لما تستجيب الأوراق للون الأصفر يسحب منها روح الحياة، وفي مرحلة التعليم الوسطى ..بداية من الإعدادية حتى الثانوية، كنتُ ولا أخفي على نفسي أو أحد سرّاً، أرقب الاعتياد في الحياة، فمن البداية: الصيف حيث خفيف الملابس وازدياد درجات الحرارة حتى تقارب الغليان، واليوم الذي قيل فيه في عهد الرئيس الراحل السادات أن الحرارة ستبلغ 49 درجة، دفعة واحدة، يومها نزلتُ إلى السوق، وأظنني كنتُ في السابعة من العمر، رأيتُ بائع الخضار فوق عربته الخشبية يحرص على أن يجفف بكم جلبابه جبينه، فيما ثمار الطماطم أمامه تقارب النضج، وبائعة الخضار الشابة الأرملة تصرخ بامرأة كبيرة:

    ـ لا تزيدي في الفصال اليوم الحرارة لا تطاق!

    أما سائقو عربات الحنطور فألهبو جبين “المتشعبطين” بالخلفية منه، وهي عادة يعرفها أبناء الجنوب جيداً، إذ إن هناك إطاران حديدان يمكنك الجلوس، إذا كنت طفلاً على إحداهما والتمسك بالأخرى على أن يكون وضعك مائلاً بزاوية، أما “السائق” فإنه يشعر بك كلما وشى بك واشٍ صائحاً:

    ـ كرباج ورا يا أسطى .. واحد “متشعبط”!

    عندها يجب عليك أن تقوم بسرعة “تفز” مغادراً التوصيلة المجانية جارياً وإلا فإن الطرف المفتول من “الكرباج” لن يرحمك ..

    لم أكن أعرف في صيف أيام الصبا إن الحكومات تمعن في الكذب، واليوم ليس ممعناً في كسر اعتياد الصيف بحرارة خاصة، وإن نظام “السادات” أراد اشتغال الناس فأعلن عن درجة حرارة تقارب الخمسين، وكم من أيام علتْ درجة الحرارة الخمسين ولن تعلن الدرجة الحقيقية؟!

    أما لسعات “الحوذي”، سائقو الحناطير، فإنه أهون بكثير من “ترهات” و”إفساد” بشر بلا ضمير كلما رأوك تقترب من علياء تقصر دونها أقدامهم، كانت تلك “القسطرات” الصغرى التي تذهب بحبة الصبر لا تضني في الصغر، بل تؤلم بعض الشىء ومؤخراً لما “فعلها” أحدهم في “روضة” كان صاحب ضمير ينوي تطهيرها، فلما أحس موتور بثقل خطواته في المحاولة .. ذهب بالحديقة إلى طريق الأنظمة العربية الحالية..وإن بقي بيت الشعر:

    وأكره التساير في روضة .. إن لم يكن خطوي في الأول

    تلك حديقة حياة ما تعلمتُ التفرد إلا لأسباب منها إنه يغنيك عن عدد صعب حصره من البشر، وبعد أن ذقتُ من مرارات قلوب البشر لما يعتادوا إحداث الألم بقلب روحك، وتعتاد التسامح، كان الربيع يأتي قرب نهاية العام الدراسي، أشعر بدبيبه في حنايا النفس، وبإن العروق والمسام تولد من جديد، لله در صديق أبي الذي قال لي بُعيد وفاته:

    ـ يا بني لا أريد إحزانك وإنما كلنا خريف تقدم العمر بنا وأنت ربيع تتقدم في العمر فلا تحزن كثيراً من أجل خريف مضى عنك!

    لم يعرف الرجل ماذا فعل بي!

    حتى عام امتحان الثانوية العامة كنتُ أدور في شوارع مدينتي، بني مزار، متلصصاً على كل الزملاء ممن وقفوا مكان آبائهم في دكاكين العطارة والنجارة والمكتبات، أقول لهم في نظرات عين صامتة:

    ـ هل قبلتم أن يجىء ربيعكم على حساب آبائكم؟!

    ذات مرة صيفية ذهبتُ بكتاب جديد في شرح المادة، فلسفة ومنطق، إلى مقهى، هم .. هم، أحد أصخب مقاهي المدينة لاستذكر، تعجب احد الرواد من كبار السن، وقال:

    ـ يا بني .. كيف تركز؟!

    لم أجبه ولم تكن اللغة تعينني على القول له بإن ما بداخلي أكبر بكثير من الوقوف لدى صخب المقهى، في قلب كل ثنية في الروح استصعاب للربيع على حساب الخريف، عند أبواب المقهى استمعت إلى الفنانة الراحلة التي كانت تقول:

    ـ الدنيا ربيع والجو بديع!

    وسآلتُ نفسي ألم يَمتْ لها أحد فتفهم إن ربيع الدنيا صعب أن يجيء على حساب أحباب راحلين؟

    في الصيف كنت أسكن النادي الرياضي من بلدتنا بروحي لإني كنتً أشعر إن رواده سعداء، أفراح وصخب وفرق من المنيا العاصمة الأقرب، وكلمات زميلة عابرة خيّل إليّ أني لم أعرفها من قبل:

    ـ يعز علي أن أراك حزيناً طوال الوقت..!

    كانت نسمة صيف لكن في جهنم والعياذ بالله ..

    أحلام التطلع، المرور أسفل بيوت تغلق النوافذ جيداً، الحلم بمملكة صغيرة، تغلق نوافذها على محبة مُضنية، رائحة المبيد الحشري كانت تشعرني بالأمان أكثر، هؤلاء يطردون كل غريب، وكل مندس من حياتهم!

    وكل خريف كنتُ أرى الأوراق يطيح بها النسيم وفيما تستجيب كنتُ أزداد معرفة في التوغل، ذات يوم قريب سوف تطيح الطرقات بعمري كله و.. استجيب!

    فصول العام كُونتْ حياة من نوع خاص بالداخل، أتذكر تفاصيلاً صغرى من حياة كنتُ “هناك” فيها، اصطليتُ بنارها، القومية الابتدائية الخاصة، من الخامسة حتى التاسعة من العمر: البراءة مذابة في فنجان لبن لا تمسه ريبة، زملاء وزميلات تفتحت الحياة على أيدينا، وكنا، فيما أحسب نهاية جيل من المحترمين الأنقياء التلاميذ، التحرير الابتدائية العامة، من السنة العاشرة حتى الحادية عشرة الذهول لرؤية الحياة من طرف مقارب للحقيقة، المعلمون لا يرحمون، الزملاء يتزلزلون تحت ضرباتهم وقاسي تدابير الحياة بهم، رأيتُ زميلاً يُضربُ حتى ليمسح بلاط الفصل بمقعدته لإنه أخطا خطأ لم يفهمه، وآخر كان يسميه المعلم باسم حيوان مستكين، وثالث لم تكن همته سوى إرضاء المعلمين، ورابع واثق بنفسه برغم إن أسرته كانت تبيع لنا السندويتشات في الطريق، تفلتْ منا الكثيرون بسبب “رعونة” المعلمين، أما الإعدادية الأميرية فكانت الحياة في صورة صخبها الأول، زميل يسرق بعد الظهر، وآخرون مغيبون عن الحياة، ودروس خصوصية .. وبشر بلا ضمير، وآخرون بالغو الحياء لكن مُنسحبين، وآخرون على استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل المبادىء ..

    بني مزار الثانوية بنين صورة لتداخل الحياة كبركان ثائر بين يديّ ملاح ينتظر سكون الحياة ليبحر، كل زميل في ناحية، والنقاشات، وفي الصف الأخير عرفتُ الركون إلى الصمت لتنتهي تلك المرحلة إلى غير رجعة..

    أما في الجامعة فقد كانت الحياة تبدأ خريفها من جديد، أحببت واتفقت مع المئات، ولكني خفتُ ممن يوهمونني إن الربيع قد يجيء في قلب الخريف، وفي العام الأخير عرفت إن اختيار الله أفضل، وإنني ينبغي أن أنهي مرحلة التعليم نهاية مشرفة، وإن يظل موضع الروح شاغراً.. وكانت أكثر من روح تحاول شغله ..

    وجاءت الوظيفة 6 سنوات تاخر فيها مجىء الحياة كثيراً، ثم جاءت فترة العمل بالتلفزيون أحب فترات الاتساق مع الحياة لولا واشِ.. أفسد، بإذن الله، فترة ظننتُها تطول، وكنتُ قد بدأتُ اتخاذ خطوات عملية نحو نافذة تغلق “يُرشُ” خلفها مبيد، فعدتُ القهقرى إلى العمل الحر رافضاً العودة إلى الوظيفة الحكومية، ومرتضياً الخطوات التي قادها العقل نحو البيت والاستقرار ثم جاء السفر ليثبت الصورة في بؤبؤ الروح .. لا خير في كثير من “نجوى” الناس إلا مارحم ربي ..

    أما آمال وآلام الثورة فقد علمتني مصداق قول الشاعر:

    تقفون والفلك الدائر مسخر .. وتقدرون وتضحك الأقدار

    الانحياز إلى أقرب الفريقين إلى الحق والسفر من جديد، ومحاولة ترتيب بيت التيّه، وتأثير ذلك على مجمل الحياة وحلم قديم بنجاح اختيار القلب .. زلزله واشٍ جديد ثبت في دعائم الروح قبل القلب قول الشاعر:

    وأكره التساير في روضة .. إن لم يكن خطوي في الأول

    أما جوهر ما تعلمتُه إن البشر نادراً ما يصفون، وإن الحلم ليس معانقاً للحقيقة، وإن أكثر الناس اقترافاً للأخطاء.. أكثرهم تمثيلاً ولبساً لثياب البراءة، وإنهم ما يرتدون ثياب النصابين إلا لإننا نتوهم فيهم!

    بقي إن الحياة كلها ورقة الخريف العالية الآن على فرع الشجرة إن سقطتْ فارقتُ الحياة .. أجمل ما تعلمتُه منها إن اختيار الله دائماً الأفضل، فما أحببتُ درباً ورتبتُ للمسير فيه إلا وأخذني الله بعيداً لدرب آخر وجدت التوفيق والنجاح فيه ..

    أما لماذا رويتُ كل هذا الآن .. فذلك لإن الورقة السادسة والأربعين من “خريفي” قد سقطتْ اليوم . . وحملها الهواء خفيفة إلى حيث لا أدري.. ولدهشتي فإنها ما “صدقتْ” أن غادرتني .. وطارتْ حتى بعيد!


    اقرأ أيضًا

    • أرشيف وطن أونلاين
    • أحدث تقارير وتحليلات وطن
    • آخر الأخبار العربية والدولية
    شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني

    المقالات ذات الصلة

    بين ترامب والسيسي

    27 يناير، 2025

    غسالة، فرن، غسالة صحون.. في أي وقت يجب استخدام هذه الأجهزة لخفض الاستهلاك؟

    1 مارس، 2023

    نموذج قطر: مدرسة في “إدارة التحالفات” الدولية المتميزة

    17 فبراير، 2022
    اترك تعليقاً إلغاء الرد

    اقرأ أيضاَ

    جدل واسع بعد رسالة أحمد السقا إلى ليفربول دعمًا لمحمد صلاح تتحول إلى عاصفة انتقادات

    13 ديسمبر، 2025

     أبوظبي تفرش السجاد لحاخام صهيوني.. وغلام ابن زايد يستقبله!

    13 ديسمبر، 2025

    تمساح أرعب قرية مصرية ثم تحول إلى “بطل كوميدي”!

    13 ديسمبر، 2025

    آراوخو يحج إلى تل أبيب.. رحلة مثيرة تهز برشلونة ومتابعيه

    13 ديسمبر، 2025

    البؤرة التي تخفيها كلمة “مزرعة”.. مشروع تمدّد استيطاني يقوده جندي احتياط

    13 ديسمبر، 2025

    “الفاشر جحيم مفتوح”.. تحقيق صادم لـ واشنطن بوست!

    13 ديسمبر، 2025

    تحركات إماراتية مشبوهة في أوروبا.. ما وراء الكواليس!

    13 ديسمبر، 2025

    “لعنة السودان” تُطارد آل نهيان في عواصم الغرب!

    11 ديسمبر، 2025

    أبوظبي المنبوذة.. الحملة تتسع وجامعات العالم تُقاطع الإمارات

    11 ديسمبر، 2025

    حين يكشف الوجه الحقيقي.. محمد صبحي من نصوص الأخلاق إلى اختبار السائق 

    11 ديسمبر، 2025

    أخطر من بيغاسوس.. هاتفك ليس آمنا والموساد يسمعك؟!

    10 ديسمبر، 2025

    تحت دخان أبوظبي.. الرّياض تسحب قواتها من اليمن

    10 ديسمبر، 2025

    غزّة تغرق.. يا مطر لا تقسو على شعب الخيام

    10 ديسمبر، 2025

    الموساد يفجّر المفاجأة.. خطة سرّية لتسليح مصر والسعودية بالنووي

    10 ديسمبر، 2025

    فضيحة «الجرو القاتل».. داء الكلب يضرب جيش الاحتلال

    10 ديسمبر، 2025
    © 2025 جميع الحقوق محفوظة.

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter