شهدت الساحة السياسية في تل أبيب صدمة غير مسبوقة بعد تقدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسمياً بطلب عفو إلى رئيس الكيان يتسحاك هرتسوغ، في خطوة كانت حتى وقت قريب مجرّد همسات في الكواليس. الطلب يضع “سيد الأمن” في موقع المتّهم الساعي للهروب من محاكمة باتت تلاحقه من كل اتجاه.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من ضغط علني مارسه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على هرتسوغ، طالباً منحه عفواً شاملاً، ومعتبراً قضايا الفساد ضد نتنياهو “محاكمة سياسية”. لكنّ القانون الإسرائيلي يشترط الاعتراف بالذنب وإظهار الندم للحصول على العفو، في وقت يصرّ نتنياهو أمام الإعلام على أنه لن يعترف بأي تهمة.
نتنياهو يواجه ثلاث قضايا فساد تتجاوز فيها قيمة الهدايا 200 ألف دولار، إضافة إلى مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بغزة. ورغم ذلك، يتواصل الدعم من معسكر اليمين، حيث يبارك بن غفير، ويضغط ترامب، بينما يرفع أنصار نتنياهو شعار “أنقذوا بيبي”.
ومع تقديم الطلب رسمياً، تنتقل الكرة إلى ملعب الرئيس هرتسوغ، الذي بات أمام قرار سياسي-قانوني بالغ الحساسية: إما إنقاذ أكثر زعيم يثير الانقسام في تاريخ إسرائيل، أو تركه يواجه محاكمات قد تطيح بمستقبله السياسي بالكامل.