في مفاجأة سياسية قلبت التوقعات، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني داخل البيت الأبيض، رغم أنه قبل أسابيع فقط وصفه بـ”الشيوعي المجنون”. اللقاء بدا كأنه انقلاب كامل في خطاب ترامب، الذي تحوّل من الهجوم والاستهزاء إلى لغة هادئة أقرب إلى الاحترام.
وخلال الاجتماع، نفى ترامب الاتهامات التي لاحقت ممداني حول التطرف والجهادية، واصفًا إياه بأنه رجل “عقلاني” و”يريد أن يجعل نيويورك عظيمة مجددًا”، في خطوة فسّرها المراقبون بأنها براغماتية واضحة من الرئيس، ورغبة في بناء علاقة مستقرة مع عمدة أكبر مدينة في الولايات المتحدة.
ممداني بدوره دخل الاجتماع كما هو، وخرج كما هو؛ لا تنازلات ولا تراجع. كرّر أمام ترامب مواقفه الرافضة لتمويل الحروب الخارجية، واعتبر أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بدعم أمريكي، مؤكّدًا أن أولويته ليست واشنطن ولا الحزب، بل سكان نيويورك. وبرغم ذلك، لقي احترامًا غير مسبوق من ترامب نفسه.
المشهد اختصر الفارق بين الرجلين: ترامب، الذي اعتاد إهانة خصومه، ظهر بابتسامة مرحّبة؛ وممداني، الذي اعتاد مواجهة السلطة، حافظ على ثباته دون خفض سقف مواقفه. لقاء جمع أقصى اليمين بأقصى اليسار، لكن نتيجته كانت لحظة سياسية نادرة تكشف أن القوة الحقيقية لا يصنعها الصراخ… بل المبادئ والثبات.