استيقظت ريو دي جانيرو فجر اليوم على كابوسٍ يشبه الحرب. مروحيات تحلّق في السماء، مدرّعات تملأ الشوارع، وصراخ يعلو من الأزقّة الفقيرة. أكثر من 2500 شرطي شاركوا في أضخم حملة أمنية تشهدها البلاد، استهدفت القضاء على عصابة “كوماندو فيرميلو”، إحدى أخطر شبكات المخدرات في البرازيل.
العملية التي بدأت مع الفجر تحوّلت إلى معركة حقيقية: رصاص كثيف، سيارات محترقة، ودخان غطّى سماء المدينة. وفق الحصيلة الرسمية، قُتل ما لا يقل عن 60 شخصًا، بينهم 4 من رجال الشرطة، فيما أُوقف 81 مشتبهًا خلال المداهمات التي طالت أحياء “أليماو” و“بينها” شمال المدينة.
المشهد كان صادمًا: نساء يصرخن من النوافذ، أطفال يختبئون تحت الأسرّة، ورجال يحملون جثث القتلى بأيديهم. السلطات طالبت السكان بالبقاء في منازلهم، لكن الرصاص — كما يقول الأهالي — “لا يعرف الأبواب المغلقة”. المدينة التي تستعد لاستضافة قمة المناخ العالمية تختنق اليوم بدخان الموت والخوف.
الحكومة تؤكد أن ما جرى “حرب ضد الإرهاب وتجارة المخدرات”، لكن أصواتًا محلية تصفها بأنها حرب على الفقراء، تُشنّ بلا إنذار ولا رحمة. وبين نار الدولة ونار العصابات، تنزف ريو دي جانيرو مجددًا… مدينة تدفع ثمنًا لا يخصها.

