وطن – أثارت قضية ترحيل الطبيبة اللبنانية راشا علويه جدلًا واسعًا في الولايات المتحدة، خاصة بعد أن تبين أن السلطات الفيدرالية تجاهلت أمرًا قضائيًا بمنع ترحيلها. علويه، البالغة من العمر 34 عامًا، طبيبة متخصصة في زراعة الكلى، وكانت تعمل أستاذًا مساعدًا في كلية الطب بجامعة براون، حيث حصلت على تأشيرة عمل من فئة H-1B في 11 مارس 2025.
لكن بعد عودتها من لبنان، تم احتجازها في مطار بوسطن لوجان، ثم تم ترحيلها سريعًا إلى باريس ومنها إلى بيروت، رغم صدور قرار من قاضٍ فيدرالي بوقف الترحيل وإعطاء المحكمة مهلة 48 ساعة لمراجعة القضية.
السؤال الرئيسي الذي أثار الجدل: هل كان الترحيل بسبب أسباب أمنية، أم أن السلطات الأمريكية تجاوزت القانون؟
الاتهامات الأمريكية ضد رشا علويه
🔹 وفقًا لوزارة الأمن الداخلي (DHS)، فإن علويه حضرت جنازة حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الذي قُتل في فبراير 2025، والذي تتهمه واشنطن بالمسؤولية عن مقتل مئات الأمريكيين.
🔹 قال مسؤولون في الأمن القومي الأمريكي إن علويه أبدت دعمًا لنصر الله خلال استجوابها في المطار، وزعموا أنها احتفظت بصور ومقاطع فيديو لعناصر من حزب الله على هاتفها، بعضها كان مخفيًا في مجلدات محذوفة.
🔹 وزارة الأمن الداخلي صرّحت بأن دعم التنظيمات المتطرفة يشكل انتهاكًا لقوانين الهجرة الأمريكية، مما يجعلها غير مؤهلة للحصول على تأشيرة دخول.
💬 “التأشيرة ليست حقًا، بل امتيازًا. دعم الإرهاب أو الترويج للأيديولوجيات المتطرفة يجعل الشخص غير مؤهل لدخول الولايات المتحدة”، وفقًا لتصريح هيلتون بيكهام، مسؤول في الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.
لكن علويه دافعت عن نفسها، قائلة إن حضورها الجنازة كان “من منطلق ديني” وليس لأسباب سياسية.
انتهاك أمر المحكمة: هل تجاهلت السلطات القضاء؟
🚨 في تطور صادم، كشف محامي علويه أن السلطات الفيدرالية تجاهلت أمر قاضٍ فيدرالي بعدم ترحيلها قبل إشعار المحكمة بمدة 48 ساعة.
🔹 القاضي ليو سوركين، المعيّن من قبل الرئيس السابق باراك أوباما، أصدر أمرًا واضحًا يوم الجمعة 14 مارس 2025، يقضي بمنع ترحيل علويه إلى أن تتم مراجعة القضية في جلسة استماع.
🔹 لكن الطائرة غادرت مطار بوسطن متجهة إلى باريس، دون انتظار قرار المحكمة.
🔹 في ردها، زعمت الجمارك وحماية الحدود (CBP) أنها لم تتلق الإشعار القانوني بالوقت المناسب، مما أدى إلى ترحيل علويه عن طريق الخطأ.
🔹 القاضي سوركين أمر بمثول مسؤولي وزارة الأمن الداخلي والجمارك أمام المحكمة في 25 مارس لتوضيح ملابسات الترحيل، مما قد يفتح المجال لتحقيق قانوني واسع حول انتهاك أوامر المحكمة من قبل إدارة الهجرة.
علويه ومسيرتها الأكاديمية: هل كانت تمثل خطرًا حقيقيًا؟
🔹 دخلت علويه الولايات المتحدة عام 2018 لمتابعة زمالة في أمراض الكلى بجامعة ولاية أوهايو.
🔹 أكملت لاحقًا زمالة في جامعة واشنطن، ثم برنامج الطب الباطني في جامعة ييل.
🔹 حصلت على وظيفة في جامعة براون، حيث كانت تعمل كأستاذ مساعد وطبيبة في مستشفى رود آيلاند.
🔹 تم منحها تأشيرة عمل H-1B سارية حتى عام 2027، مما يؤكد أن وضعها القانوني كان سليمًا قبل الترحيل المفاجئ.
زملاؤها في جامعة براون عبروا عن غضبهم من القرار، معتبرين أن علويه لم تكن تشكل أي تهديد، وأنها ضحية قرارات تعسفية من السلطات الفيدرالية.
🗣 “إنها طبيبة مرموقة تعمل بجد وتلتزم بالقوانين. ترحيلها بهذا الشكل التعسفي يجعلنا نشعر بالخوف من الطريقة التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع المهاجرين الأكاديميين”، قال الدكتور جورج بايليس، رئيس قسم زراعة الكلى في جامعة براون.
تداعيات القضية: هل أصبحت الهجرة إلى أمريكا أكثر صعوبة؟
قضية رشا عاويه تكشف عن سياسة أمريكية متشددة ضد المهاجرين الأكاديميين، خاصة من الشرق الأوسط، حتى لو لم يكن هناك دليل واضح على تورطهم في أي أنشطة إرهابية.
🔹 السلطات الأمريكية تتبع سياسة “الصفر تسامح” مع أي شخص يُشتبه في تعاطفه مع جماعات مصنفة إرهابية، حتى لو كان ذلك من منطلق ديني أو ثقافي.
🔹 الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي للأفراد أصبحت عاملاً أساسيًا في قرارات منح التأشيرات، حيث يتم فحص هواتف المهاجرين وحساباتهم بحثًا عن أي محتوى يُعتبر مشبوهًا.
🔹 القرارات المتسرعة مثل ترحيل علويه دون احترام أوامر المحكمة تثير تساؤلات حول مدى التزام السلطات الأمريكية بالمعايير القانونية العادلة.
📌 الآن، القضية أصبحت محل جدل قانوني كبير، حيث من المتوقع أن تشهد جلسة المحكمة في 25 مارس مواجهات قانونية حاسمة بين محامي علويه ومسؤولي وزارة الأمن الداخلي.
ماذا بعد؟ هل يمكن لعلويه العودة إلى أمريكا؟
🔹 من الناحية القانونية، يمكن لمحامي علويه الطعن في قرار الترحيل استنادًا إلى انتهاك أمر المحكمة، لكن من الصعب إعادتها إلى أمريكا دون إعادة النظر في ملفها الأمني.
🔹 القضية قد تؤدي إلى تحقيق داخلي حول تجاوزات إدارة الجمارك وحماية الحدود في تنفيذ أوامر المحكمة.
🔹 قد تؤدي الجلسة القادمة إلى تسليط الضوء على قرارات الهجرة الأمريكية، مما قد ينعكس على سياسات التأشيرات في المستقبل.
🚨 القضية لم تنتهِ بعد، وما سيحدث في جلسة المحكمة القادمة قد يكون له تأثير واسع على مستقبل الهجرة الأكاديمية إلى الولايات المتحدة.