وطن- بعد ساعات قليلة من تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال”، الذي كشف عن محتوى صفقة جديدة بين واشنطن والرياض تعترف فيها السعودية بإسرائيل مقابل تنازلات للفلسطينيين وضمانات أمنية أمريكية، قال أربعة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين لموقع “أكسيوس” إن بنيامين نتنياهو يريد الحصول على اتفاق أمني مع الولايات المتحدة يركز على ردع إيران.
ووفقا للموقع الأمريكي، فإن من شأن الاتفاق الرسمي، الذي من المرجح أن يوافق عليه الكونجرس، أن يمنح ضمانات أمنية أمريكية أقوى لإسرائيل في وقت تواصل فيه إيران دفع برنامجها النووي إلى الأمام.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي للكونغرس إن الإيرانيين يمكنهم بناء سلاح نووي في غضون خمسة أشهر إذا قرروا القيام بذلك.
اتفاقية أمنية بين تل أبيب وواشنطن
ولفت الموقع إلى أن نتنياهو طرح فكرة اتفاقية أمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل سريع خلال آخر مكالمة هاتفية له مع الرئيس بايدن في يوليو، حسبما قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
ونقل لموقع عن مسؤولون إسرائليين قولهم إن نتنياهو أبلغ بايدن أنه يريد إرسال وزير الشؤون الاستراتيجية والمقرب منه رون ديرمر إلى واشنطن لتقديم اقتراح بالتفصيل، مشيرا الموقع إلى أن ديرمر هو القوة الدافعة وراء الفكرة وقد بدأ في دفعها بعد وقت قصير من تولي نتنياهو منصبه قبل سبعة أشهر، بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي كبير.
ولا تُعرف المعايير الدقيقة لاتفاق نتنياهو المقترح لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إنه يهدف إلى التركيز على الضمانات الأمنية الأمريكية بشأن تهديد نووي عسكري محتمل من إيران.
من جانبه، قال مكتب نتنياهو إنه لن يعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة ولم يرد متحدث باسم مجلس الأمن القومي على أسئلة محددة حول فكرة نتنياهو، لكنه قال إن الإدارة تواصل “دعمها للتطبيع الكامل مع إسرائيل” و “التحدث إلى شركائنا الإقليميين [في الشرق الأوسط] حول كيفية تحقيق المزيد من التقدم . ”
وأضاف المتحدث أن “التطبيع وتفاصيل أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن تقررها دولتان ذواتا سيادة”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو يرى الاتفاقية الأمنية الأمريكية الإسرائيلية على أنها شيء يمكن توقيعه في سياق الصفقة الأوسع التي تحاول الولايات المتحدة التوصل إليها مع المملكة والتي ستشمل أيضًا اتفاقية تطبيع بين السعودية وإسرائيل.
المقابل الذي تريده السعودية
ونوه الموقع إلى أنه كجزء من المحادثات حول الصفقة، تناقش إدارة بايدن والمسؤولون السعوديون اتفاقية أمنية محتملة من شأنها أن تمنح ضمانات أمنية أمريكية للمملكة.
وأشار الموقع إلى أن السعوديين أرادوا اتفاقًا من شأنه أن يتضمن التزام المادة 5 على غرار حلف الناتو، حيث تعامل الولايات المتحدة أي هجوم ضد المملكة باعتباره هجومًا ضد الولايات المتحدة.
بايدن يرفض
وقال مسؤول أمريكي إن إدارة بايدن لم تقبل هذا الطلب لكنها وافقت على مناقشة ما يسميه بعض المسؤولين الأمريكيين التزام “المادة 4.5” – ضمان أمني لا يرقى إلى مستوى التوقعات السعودية ولكنه سيظل مهمًا.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو وديرمر يريدان شيئًا مشابهًا ويعتقدان أنه في سياق أوسع لصفقة أمريكية سعودية وإسرائيلية، سيكون من الأسهل الحصول على مثل هذا الاتفاق الأمني.