وطن- قال نشطاء إن تسعة مصريين متهمين بالانتماء إلى شبكة تهريب لا يزالون محتجزين في اليونان رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة ، فيما يتعلق بحادث غرق سفينة بيلوس الشهر الماضي.
وفي 13 يونيو ، غرق قارب صيد يحمل ما يقرب من 750 شخصًا قبالة سواحل شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، في واحدة من أكثر حطام قوارب اللاجئين دموية منذ سنوات، وقد نجا 104 أشخاص فقط ، بينما لا يزال أكثر من 500 في عداد المفقودين.
الأشخاص الوحيدون الذين تم القبض عليهم هم المصريون التسعة ، الذين ما زالوا رهن الاعتقال السابق للمحاكمة، بتهم تشمل الاتجار غير المشروع بالأجانب، والجريمة المنظمة والقتل عن طريق الإهمال.
ومع عدم تحديد موعد للمحاكمة، يمكن احتجاز الرجال إلى أجل غير مسمى. في حالة إدانتهم، وقد يواجهون أحكامًا بالسجن مدى الحياة.
ومع ذلك ، شكك تقرير حديث في التهم الموجهة إليهم، فقد كشفت 17 شهادة لناجين أن المهربين الرئيسيين وراء حطام الطائرة لديهم علاقات وثيقة مع القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر.
ولم تحدد أي من الشهادات المتهمين التسعة على أنهم وراء العملية.
كان محمد وابن عمه من بين الركاب الذين استقلوا قارب الصيد الهش في مدينة طبرق شرق ليبيا ليلة 9 يونيو / حزيران، وتلقت عائلته مكالمتين قصيرتين من محمد في ليبيا، ثم انقطعت الأخبار بعد الإعلان عن غرق السفينة، إلى أن تلقوا مكالمة من محمد من مخيم كالاماتا تفيد بنجاتهما.
في اليوم التالي ، نُقل محمد إلى سجن نافبليون، ولا يزال هو وثمانية رجال آخرين رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة بتهمة الاتجار بالبشر. لم يتم تأكيد موعد جلسة الاستماع التالية.
وقال سيد صهر محمد، في حديث لموقع ميدل إيست آي: “الجميع قلقون لأنهم لا يعرفون سبب اعتقالهم ، وتركوا في الظلام، والأمر قد يستغرق وقتًا طويلاً”.
في حين أن محمد لم يصب بجروح جسدية في الحطام ، إلا أنه يعاني من ندوب عقلية، وقال سيد: “إنه في نوع من الصدمة.. كان يسافر ليصنع لنفسه مستقبلًا ، وينتهي به الأمر الآن في مركز احتجاز ، ويُلقى باللوم عليه زوراً بسبب تهم لا علاقة له بها”.
وبحسب المتحدث، لم يتلق محمد أي دعم للصحة العقلية من السلطات اليونانية في أعقاب الحطام.
وكان محمد قد غادر محافظة الشرقية في مصر، في 29 مايو الماضي، مع ابن عمه ، على أمل بناء مستقبل أفضل لزوجته وأطفاله الثلاثة.
وتم تنسيق رحلة أبناء العمومة من قبل المهرب الليبي محمد أبو سلطان ، الذي وجدوه على فيسبوك، وسافر الرجلان إلى القاهرة لدفع 140 ألف جنيه مصري (4530 دولارا) للسمسار لكل منهما مقابل مرورهما.
قال السيد: “حلمه بسيط للغاية ، كما أراد أن يصطحب والدته لأداء فريضة الحج في مكة. كل أحلامه مشروعة “.
التحقيقات المضادة
التقرير الذي يلقي بظلال من الشك على التهم الموجهة إلى الرجال التسعة هو نتيجة تحقيق أجرته “لايتهاوس ريبورتس” و”دير شبيجل” و”سيراج وإل بايس” و”مراسلون يونايتد” بشأن شبكة التهريب.
وتستند النتائج إلى مقابلات مع 17 ناجًا، لم يذكر أي منهم المتهمين بالتهريب، في حين أشاروا إلى دور صدام، ابن خليفة حفتر ، الذي تم تحديده باعتباره المنظم الرئيسي للرحلة.
وقال أحد الناجين: “يشرف صدام حفتر على جميع الرحلات، ويقود صدام التعاون بنفسه أو يكلف أحد كتيبة الضفادع.. اعتمادًا على من لديه المزيد من المهاجرين لدفع الرسوم”.
ة
محاولات تشويه الأدلة
وكشف تحقيق سابق عن محاولات متعددة من قبل خفر السواحل اليوناني، لتشويه الأحداث والتلاعب بالأدلة.
وأطلقت المحكمة البحرية في البلاد بعد ذلك تحقيقًا أوليًا في دور خفر السواحل في الكارثة.
ويستأنف بعض المحامين الذين يمثلون الرجال التسعة قرار المحكمة باحتجاز الرجال على ذمة المحاكمة، وقال اثنان من المحامين ، طلبا عدم الكشف عن هويتهما ، لموقع ميدل إيست آي: “في العادة بالنسبة لهذه الأنواع من القضايا ، لا يسمحون للناس بالخروج قبل المحاكمة.. لسنا متأكدين إلى متى سيستمر ذلك. وهذا أحد اهتماماتهم الرئيسية “.
كما يطالب المحامون بشروط أكثر تساهلاً قبل المحاكمة للمتهمين، مثل الإفراج المشروط بقيود السفر أو مطلب إبلاغ الشرطة في تاريخ معين قبل المحاكمة.
قال المحامون: “لا نعرف أي شيء عن المحاكمة.. لا نعرف أي شيء عن التهم … يمكن أن يحدث أي شيء. القضاة ليس لديهم الأدلة لإجراء إحالة محددة إلى المحكمة”.