وطن- سلطت صحيفة “رأي اليوم” في تقرير لها الضوء على الفيديو المثير للجدل الذي انتشر مؤخرا من العاصمة البحرينية المنامة، ووثقه ناشط كويتي شهير بكاميرا هاتفه الجوال ويظهر مدى سوء الخدمات والقذارة التي تنتشر في أحياء عشوائية بالعاصمة، حيث وصفت الصحيفة المشهد بأنه “تكليلا لجهود متواصلة نفذتها جهات عليا لم تكن راضية في يوم من الأيام بأن تكون المنامة عاصمة البحرين”.
والفيديو المشار إليه نشره قبل أيام الناشط الكويتي خالد الخاطر ووثقه بكاميرا هاتفه المحمول، وكان يقول فيه إنه “موجود في أوسخ وأسوأ مكان” في المنامة عاصمة البحرين، حيث تنتشر الفوضى وفرش البضائع في السوق.
وأوضح أنه وصل لهذا السوق بينما كان يمشي فوجد نفسه في هذا المكان الذي لا يقارن بجليب الشيوخ – منطقة عشوائيات في الكويت– التي يمكن اعتبارها لندن بالنسبة لما هو موجود هنا.
البحرين | كويتي في اسوأ واوسخ مكان في العاصمة البحرينية المنامة. pic.twitter.com/u1XicancJb
— يوسف الجمري 🇧🇭 (@YusufAlJamri) July 2, 2023
صحيفة “رأي اليوم” التي يرأس تحريرها الكاتب والصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان، فردت تقريرا خاصا للتعليق على هذا المقطع الذي فجر غضب البحرينيين، حيث طالبوا بمعاقبة الناشط الكويتي مصور الفيديو ومنعه من دخول البلاد مجددا.
لكن الصحيفة تناولت الأمر من زاوية أخرى تماما وجاء عنوان التقرير “بعد تهويد المنامة.. الاستعداد لاعلان عاصمة ادارية جديدة في البحرين”
ولفت التقرير إلى أنه في 2 يوليو 2023، انتشر مقطع فيديو صوره مواطن كويتي للأحياء الرثة في العاصمة البحرينية، المنامة، وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي واصبح حديث الناس، رغم أن المشاهد التي ذكرها معروفة للجميع.
وتابع أن “تحويل المنامة إلى منطقة مزدحمة بالاسيويين بصورة وكأنها خارج القرن الواحد والعشرين “يأتي تكليلا لجهود متواصلة نفذتها جهات عليا لم تكن راضية في يوم من الأيام بأن تكون المنامة عاصمة البحرين.”
وذكرت “رأي اليوم” في بداية تقريرها بأن مقر حكم آل خليفة كان في المحرق حتى 1923، عندما تدخلت بريطانيا لإنهاء فوضى الحكم عبر إزاحة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في مايو من ذلك العام، وتعيين ابنه، الشيخ حمد بن عيسى، مسئولا عن كل شئون الحكم، وتأسيس إدارة حكومية حديثة، تتخذ من المنامة عاصمة لها. وقد تطلب عمل الشيخ حمد بن عيسى بناء قصر في القضيبية وتنظيم مكاتب الحكومة في باب البحرين.
وكان شارع باب البحرين هو المدخل الرئيسي من فرضة المنامة إلى العاصمة الحيوي ويؤدي مباشرة إلى السوق.
وكان الاستياء واضحا في مجمل تصرفات عدد من أفراد العائلة الحاكمة تجاه المنامة، والتي كانوا يعتبرونها والمناطق المحيطة بها مجرد غنائم وسكانها مستباحون.
تهويد أحياء رئيسية في المنامة
ويتابع التقرير أنه بعد انتظام عمل الحكومة في المنامة بدأت التحركات لفرض هوية مختلفة عليها، وتصاعدت الضغوط إلى أن تسببت في قلاقل وافتعال مشاكل، مثلا عبر مهاجمة مواكب العزاء في 1953، وقد تمكن وجهاء البلد من السنة والشيعة من احتواء الموقف وتحويله إلى انتفاضة شعبية عارمة بقيادة هيئة الاتحاد الوطني التي استمرت حتى 1956.
في ثمانينات القرن العشرين عادت أحياء المنامة إلى النشاط السياسي والاجتماعي المؤثر، وعليه نفذت الحكومة خطة لإخلاء الأحياء التي تشهد تلك النشاطات عبر استملاك الكثير من المنازل وتحويلها إلى شارع عام وتسهيل حصول أهل المنامة على بيوت إسكان خارج العاصمة. كما تم إهمال أي مشروع تطويري للاحياء وتم افساح المجال لتكدس الاسيويين بما ينافس الاحياء الفقيرة في الهند، بحسب ذات التقرير.
وللانتقام أكثر من المنامة وفق التقرير، فقد تم تغيير قانون الانتخابات البلدية وتم إلغاء حق الانتخاب البلدي لأهالي المنامة وعدد من المناطق المغضوب عليها والتي الحقت بجغرافية العاصمة ذلك العام. فعلى الرغم ان اول انتخابات بلدية في البحرين كانت لبلدية المنامة في 1926، فان مرسوما ملكيا صدر في 2014 الغى الانتخابات البلدية للعاصمة، وبدلا من ذلك نص المرسوم على تشكيل “مجلس أمانة العاصمة” من عدد لا يقل عن عشرة أعضاء يتم تعيينهم بمرسوم ملكي.
ولفت تقرير “رأي اليوم” إلى أنه في الفترة الأخيرة تم الشروع في تهويد أحياء رئيسية في المنامة القديمة بحيث تكون عاصمة البحرين حاليا إما للاسيويين أو لتراث يهودي خصصت له موازنة لتمريره.
وفي الوقت ذاته، بدأت دوائر ومصالح حكومية تنتقل الى جنوب البحرين (الزلاق) حيث يجري الاعداد لاعلان عاصمة ادارية جديدة هناك، بعد ان تم الغاء المنامة من الناحية الفعلية.
واختتم التقرير بالقول:”يبدو ان نجاح خطة الغاء المنامة قد شجع الحكومة مؤخرا الاعلان عن النية لتغيير مسميات المناطق التاريخية، ولا سيما ان عددا غير قليل منها اصبح مندثرا او متهالكا في بنيته التحتية الى الدرجة يصعب الوصول الى تلك المناطق او الخروج منها بسهولة.”