وطن– وفقًا لدراسة أسترالية حديثة، فإن تناول دواء شائع معيّن يوميًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم لدى كبار السن.
وبحسب ما أوردته مجلّة “فام أكتيال” الفرنسية، فإن دواء الأسبرين يعتبر عنصرًا أساسيًا في خزانات الأدوية لدى معظم الناس في العالم تقريبًا؛ وهو معروف باسمه العلمي “حمض أسيتيل الساليسيليك”.
أظهر تحليل بيانات مأخوذة من تجربة تسمى ASPREE، أن استخدام جرعة منخفضة من الأسبرين ارتبط بزيادة خطر الإصابة بفقر الدم بين كبار السن الأصحاء.
ويُكافح هذا المضاد للالتهابات؛ الألم والحمى، فضلاً عن المساعدة في جريان الدم. وكثيراً ما يوصف الأسبرين، بجرعات منخفضة، للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، أشارت دراسة نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine إلى مدى ضرر الأسبرين، إذ كشفت هذه الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة موناش في أستراليا، أن تناول الأسبرين بجرعات منخفضة وطويلة الأمد لدى كبار السن يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم.
قد يؤدي تناول الأسبرين إلى زيادة خطر الإصابة بفقر الدم
لإجراء أبحاثهم، قام العلماء بتحليل بيانات تجربة ASPirin، تحت عنوان “الحد من الأحداث في كبار السن (ASPREE)”، وهي دراسة متعددة المراكز تهدف إلى فحص جرعة منخفضة من استخدام الأسبرين على المدى الطويل. ونظر الباحثون في المعلومات لأكثر من 19000 بالغ. جميعهم كانوا بصحة جيدة، ويبلغون من العمر على الأقل 65 عامًا، ومن الولايات المتحدة وأستراليا.
كما تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين. كان النصف الأول من المشاركين يتناول 100 ملليغرام من الأسبرين يوميًا، وهي جرعة منخفضة. وفي الوقت نفسه، تناول النصف الآخر حبة وهمية. وعلى مدار ما يقرب من خمس سنوات، تلقى المشاركون زيارات طبية منتظمة وأجروا اختبارات دم للهيموجلوبين والفيريتين، وهو بروتين مسؤول عن تخزين الحديد في الجسم، وفق ما ترجمته “وطن“.
في السياق ذاته، وجد العلماء اختلافًا بسيطًا ولكن واضحًا. فقد كان كبار السن الذين يتناولون الأسبرين يوميًا أكثر عرضة بنسبة 20٪ للإصابة بفقر الدم مقارنة بمن لم يتناولوه. وبناءً على نتائجهم، قدّر الباحثون أن 24٪ من الأفراد في المجموعة الأولى سيصابون بفقر الدم في غضون خمس سنوات، مقارنة بـ 20٪ في مجموعة الدواء الوهمي. للتذكير، يؤدي فقر الدم إلى انخفاض غير طبيعي في مستوى الهيموجلوبين في الدم.
ومن الجدير بالملاحظة، أن 3% من المشاركين في مجموعة الأسبرين عانوا من نزيف واحد على الأقل سريرياً مقارنة بـ2.1% من مجموعة الدواء الوهمي.
ويقول الباحثون إن جرعة منخفضة من الأسبرين، زادت من خطر الإصابة بفقر الدم أثناء التجربة وكان هذا على الأرجح بسبب نزيف لم يكن واضحاً من الناحية السريرية. وأضافوا أنه لدى كثير من الناس، قد يكون لفقر الدم عواقب أخرى، مثل: الإرهاق والتدهور العام في الوظيفة والإدراك.
يشار إلى أن ما يقدر بنحو 30% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً أو أكثر، حول العالم، مصابون بفقر الدم. ويُعزى فقر الدم لدى كبار السن بشكل شائع إلى نقص الحديد (15-20%)، والأمراض المصاحبة الطبية (بما في ذلك القصور الكلوي) و/أو الالتهاب (مثل: فقر الدم الناجم عن الأمراض المزمنة)، وما يزال السبب غير معروف في نحو ثلث الحالات.
من المحتمل أن تكون المخاطر أعلى لدى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين لديهم مستويات أقل قليلاً من الهيموجلوبين والفيريتين. وفي هذا السياق، صرّحت زوي ماكويلتن، الأستاذة المتخصصة في أمراض الدم والمؤلفة الرئيسية لكتاب الدراسة في بيان: “تعطي هذه الدراسة صورة أوضح للمخاطر الإضافية لفقر الدم المرتبط باستخدام الأسبرين. علاوة على ذلك، من المرجح أن يكون التأثير أكبر لدى كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل الكلى“.
وبالتالي، يشجع الباحثون المهنيين الصحيين على مراقبة ظهور الأعراض المحتملة لفقر الدم لدى كبار السن الأصحاء الذين يتناولون الأسبرين بانتظام. واختتم الطبيب حديثه قائلاً: “من المرجح أن يصاب كبار السن بفقر الدم بشكل عام. كما أن الأطباء الآن لديهم طريقة لتحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بفقر الدم”.
