وطن- لطالما اعتُبرت الكلاب أفضل صديق للإنسان؛ إنهم رفقاء مخلصون يرافقوننا في مغامراتنا ولحظاتنا الصعبة. لكن، هل تعلم أن الكلاب يمكنها أيضًا اكتشاف نوايا الأشخاص السيئة؟ لقد أظهر العلم أن الكلاب لديها القدرة على اكتشاف الأشخاص ذوي النوايا الخبيثة، فكيف ذلك؟
فيما يلي، استعرض موقع “مينتي أسومبروسو” الإسباني، الدراسات والأبحاث التي تدعم هذه الحقيقة:
كيف يمكن للكلاب اكتشاف الأشخاص السيئين؟
قبل الغوص في الدراسات التي تدعم هذا الادعاء، من المهم أن نفهم كيف يمكن للكلاب اكتشاف الأشخاص السيئين. فوفقًا لما ترجمته “وطن“، تتمتع الكلاب بحاسة شم متطورة للغاية؛ وهي أقوى بكثير من حاسة الشم لدى البشر. إنهم قادرون على اكتشاف الروائح حتى الدقيقة منها من مسافات بعيدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكلاب خبراء في قراءة لغة الجسد وتعبيرات الوجه، ويمكنهم اكتشاف متى يكون الشخص متوترًا أو قلقًا أو حتى عدوانيًا. هم أيضًا حساسون جدًا للتغيّرات في الصوت البشري ويمكنهم التمييز بين الصوت الودود والصوت المهدِّد.
تشير الدراسات إلى أن الكلاب يمكنها اكتشاف الأشخاص ذوي النوايا الخبيثة
أظهرت دراسة أجرتها الدكتورة ديبورا دافي، من جامعة بنسلفانيا، أن الكلاب قادرة على اكتشاف الأشخاص السيئين من خلال الرائحة. وفي الدراسة، طُلب من مجموعة من الأشخاص تقديم عينات من العَرق بعد مشاهدة مقطع فيديو أثار مشاعر سلبية، مثل: الخوف أو الغضب.
ثم تمّ تقديم هذه العينات لمجموعة من الكلاب وسُمح لهم بشمّها، ولقد أظهرت الكلاب ميلاً واضحًا للعينات التي كان مصدرها الأشخاص السيئون.
علاوة على ذلك، أظهرت دراسة أخرى أجراها الدكتور أكيكو تاكاوكا من جامعة كيوتو في اليابان أن الكلاب يمكنها التمييز بين الأشخاص الذين يقدمون المساعدة وغير المتعاونين. وفي الدراسة، لاحظت الكلاب شخصين يحاولان فتح حاوية، تظاهر أحدهما بعدم القدرة على فتحها بينما ساعده الآخر. ثم طُلب من كل شخص أن يقدم للكلب مكافأة، فأظهرت الكلاب ميلًا واضحًا للشخص الذي ساعد في فتح الحاوية.
وفي دراسة نُشرت في مجلة Animal Cognition، أظهر الباحثون أن الكلاب تستطيع التعرف على الأشخاص غير الموثوق بهم من خلال سلوكهم، حيث طُلب من أصحاب الكلاب التصرف بطرق غريبة، مثل: تجاهل الكلب أو التحدث بهدوء، بينما يقترب منهم شخص غريب آخر. وأظهرت الكلاب ميلاً واضحًا نحو الغريب الذي يتصرف بشكل طبيعي، في حين تجنبت الكلاب الغريبَ الذي يتصرف بشكل غريب.
الآثار المترتبة على هذه الدراسات
لا شكّ في أن هذه الدراسات لها آثار مهمة على فهمنا للعلاقة بين البشر والكلاب. أولاً، تشير هذه الدراسات إلى أن الكلاب أكثر ذكاءً وحساسية مما كان يُعتقد سابقًا. كما أن الكلاب لا تستطيعون اكتشاف الأشخاص الخبثاء فحسب، بل يمكنهم أيضًا التمييز بين أولئك الذين يقدمون يد المساعدة والذين لا يريدون مساعدة أحد. وهذا يعني أن الكلاب يمكنها تقديم معلومات قيمة حول مصداقية الناس.
بالإضافة إلى ذلك، تشير هذه الدراسات أيضًا إلى أنه يمكن استخدام الكلاب في المواقف التي يحتاج فيها الأشخاص اكتشاف المهربين ورؤساء العصابات الذين يتنقلون حول العالم. وعلى سبيل المثال، في المطارات، تستخدم الكلاب للكشف عن المخدرات والمتفجرات.
ولكن ماذا لو تم تدريب الكلاب أيضًا على اكتشاف الأشخاص ذوي النوايا الخبيثة؟ قد يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في مواقف مثل الاحتجاجات العامة، حيث تحتاج إلى تحديد هؤلاء الأشخاص الذين يريدون إلحاق الضرر بالمكاسب العامة.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن الكلاب لا تستطيع دائمًا التمييز بدقة بين الأفراد ذوي الطباع السيئة. فيمكن أن تتأثر الكلاب ببيئته، مثل سلوك مالكها أو الإجهاد البيئي. ولذلك، من المهم اتخاذ خطوات إضافية لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف التي يتمّ فيها استخدام الكلاب لاكتشاف الأفراد ذوي النوايا الخبيثة.
ومن ناحية أخرى، أظهر العلم أن الكلاب قادرة على اكتشاف الأشخاص الخبثاء، إذ تشير الدراسات إلى أن الكلاب تستخدم مزيجًا من حاسة الشم، وقدرتها على قراءة لغة الجسد وتعبيرات الوجه، وحساسيتها للتغيرات في صوت الإنسان.
وختم الموقع بالقول، إن هذه الدراسات لها آثار مهمة على فهمنا للعلاقة بين البشر والكلاب، ويمكن أن يكون لها تطبيقات عملية على مستوى المواقف التي نحتاج فيها إلى اكتشاف الأشخاص السيئين لتفاديهم واتخاذ إجراءات مناسبة ضدهم. فضلاً عن أنه من المهم ملاحظة أن الكلاب ليست دائمًا قادرة على تمييز الأفراد ذوي النوايا الخبيثة، وهناك حاجة إلى تدابير إضافية لاتخاذ قرارات مستنيرة لاتخاذ إجراءات تجنّبنا هؤلاء الأشخاص.