وطن – شهد أحد شواطئ الغردقة في محافظة البحر الأحمر في مصر، فاجعة مؤلمة إثر تعرض سائح روسى لهجوم عنيف من سمكة قرش، بعد أيام قليلة من ذهابه لمصر.
الهجوم جاء من (قرش النمر Tiger Shark) وهو أحد فصائل القرش آكلي اللحوم، ويأتي في المرتبة الثانية بعد القرش الأبيض الكبير من حيث خطورته وهجماته على البشر، ولأنه لا يمتلك حنكة القرش الأبيض، فهو لا يهرب بعيدًا بعد هجماته على البشر، لذا كان من السهل إمساكه.
🇪🇬
مثل هذه الحوادث المتكررة تستوجب وضع لوحات تحذيرية على شاطئ #الغردقة بوجود أسماك قرش وعدم التغرير بالسائح بإغرائه بالسباحة فيها مع علم السلطات المصرية بتكرار الحوادث المميتة بها pic.twitter.com/DvslL0Npoi— جنـرال الخليج (@QATARTEAM) June 8, 2023
وهذا الحادث ليس الأول، وإنما تكرر عبر السنوات الأخيرة ما أثار مخاوف وتساؤلات عن مدى أمان الشواطئ المصرية وأسباب هجوم أسماك القرش على البشر.
حوادث نادرة
وتعتبر حوادث هجوم سمك القرش على البشر نادرة نسبيًا، ومصر الأولى عربيًا، والثالثة إفريقيًا بعد جنوب إفريقيا وجزر ماسكرين في عدد هجمات أسماك القرش بإجمالي 24 هجمة منذ عام 1828، بحسب تقرير موقع متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي.
وفي عام 2022، بلغ عدد هجمات القرش 108 هجمة على مستوى العالم، منهم 57 حادث غير مبرر، و32 بسبب سلوكيات استفزازية من البشر، وفق التقرير السنوي الذي ينشره متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي، والذي يوثق ويراقب هجمات أسماك القرش عالميًا.
وأغلب الحوادث غير المبررة تقع في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام 2022 وقعت 47 هجمة في أمريكا، وهجمتين فقط في مصر وقعا في شواطئ الغردقة.
أسباب الهجوم
وأحيانًا، تكون هجمات القروش على البشر بسبب سلوكيات استفزازية منهم، زي مضايقة السمك أو محاولة لمسه أو أثناء إطعامهم، وفي أحيان أخرى تكون الهجمات غير مبررة ولا يُعرف سببها، خصوصًا إن النظام الغذائي للقرش لا يعتمد على لحم البشر.
ويقول جافين نايلور مدير برنامج فلوريدا لأبحاث القرش، إن هجمات القرش ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعدد الأشخاص وعدد أسماك القرش في الماء في نفس الوقت؛ كلما زاد عدد أسماك القرش والأشخاص في مكان واحد، زادت فرصة اصطدامهم ببعضهم البعض.
وبالنسبة للحادث الأخير في الغردقة، فحتى الآن سبب الهجوم غير معروف، ووزارة البيئة أعلنت عن قيام فريق مختص بصيد السمكة المتسببة فى الحادث والسيطرة عليها، ونقلها للمعمل لفحصها للوقوف على الأسباب المحتملة للهجوم وبيان ما إذا كانت هي نفس السمكة التي تسببت في الحوادث السابقة.
في حين قالت مصادر لصحيفة “المصري اليوم” المحلية، إن سبب الهجوم من قبل القرش يعود بشكل واضح إلى قيام تجار المواشي بإلقاء النافق منها في البحر، وهو يؤدي إلى تغذية الأسماك والقروش عليها والتي عادة لا تهاجم الإنسان، وإنما تقوم بالتتبع لنفس الطعم فتصطدم بالإنسان حتى تتأكد أنه ليس نفس الطعم لكن بعد تسببها بإصابات بالغة تؤدي عادة إلى الوفاة. وأضافت المصادر أن أحد القوارب فشل في إنقاذ السائح الذي استغاث أثناء هجوم سمكة القرش عليه، قبل أن تلتهمه والتي كانت قريبة منه.
كيف تحمي نفسك من هجوم سمكة القرش؟
ويمكن للشخص أن يحمي نفسه من سمكة القرش، بما في ذلك حتى إذا تعرض للهجوم، فبشكل مبدئي، إذا كان الشخص يسبح في مكان ووجد سمكة قرش بالقرب منه، فالأفضل هو البعد عنها والخروج من الماء، وعدم التفاعل معها أو محاولة لمسها أو مضايقتها، لأن ذلك يعتبر سلوكا استفزازيا وقد ينتج عنه خطورة على حياة الشخص.
ويُفضل أيضًا ارتداء ملابس سباحة داكنة وعدم ارتداء ملابس زاهية الألوان أو مجوهرات لامعة لأن هذا يلفت انتباه القروش، ومن الأفضل أيضًا البقاء في مجموعات لأن أسماك القرش من المرجح أن تهاجم فردًا منفردًا.
ومن المهم أيضًا عدم التواجد في الماء إذا كان لدى الشخص جرحًا نازفًا، والدخول بحذر للسيدة الحائض، لأن حاسة الشم لسمك القرش حادة وهذا قد يجذبها.
وحال التعرض لهجوم من سمكة قرش، يُنصح برد استباقي عن طريق ضرب القرش في خياشيمه أو عينيه، وهو ما سيوفر للشخص بعض الوقت للخروج من الماء، قبل أن يحاول القرش الهجوم مجددًا.
منع اقتراب القروش من الشواطئ
هناك العديد من الطرق التي تُستخدم لمنع أسماك القرش من الاقتراب من الشواطئ التي تشهد إقبالًا، أبرزها وضع شباك صيد كبيرة على مسافة من الشاطئ.
وهناك أيضًا “درع القرش” وهو جهاز صغير للاستخدام الفردي يمكنه إخراج نبضة كهرومغناطيسية لردع أسماك القرش، لكنه غالي الثمن، إذ يبلغ سعره نحو 450 دولار.
وهناك طريقة أخرى تختبرها السلطات في جنوب إفريقيا، وهي كبل كهرومغناطيسي بديلًا لشباك القرش ويستخدم كحاجز لمنع اقتراب القرش من المناطق التي يستخدمها السباحون.