وطن- وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد، ترتبط فترة الرضاعة الطبيعية المطولة بتحسين الأداء الأكاديمي في مرحلة المراهقة، خاصة في أثناء الامتحانات.
وبحسب تقرير نشره موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي، فإن حليب الأم هو أحد أفضل الطرق لضمان صحة الطفل. فهو غني بالمغذيات والأجسام المضادة، كما يقي الرضيع من الالتهابات والأمراض، وليس هذا فحسب، فوفقًا للعمل المنشور في مجلة أرشيفات المرض في الطفولة في 5 يونيو 2022، فإن الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة سيكون لها تأثير إيجابي على النتائج المدرسية للأطفال.
تساعد الرضاعة الطبيعية في الحصول على درجات جيدة في الامتحانات
درس فريق الباحثين من جامعة أكسفورد سجلات نحو 4940 طفلاً ولدوا بين عامي 2000 و2002 في المملكة المتحدة. وقاموا بفحص علاماتهم في اللغة الإنجليزية والرياضيات خلال الامتحانات التي تسمى GCSE، منذ نحو 16 عامًا، وهي ما يعادلها “Brevet des collèges” في فرنسا. ولقد أظهرت التحليلات أن الأطفال الذين تلقَّوا رضاعة طبيعية لمدة 12 شهرًا على الأقل حقّقوا نتائج أفضل مقارنة بأولئك الذين لم يتلقّوا الرضاعة الطبيعية.
ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإن الأطفال الذي تلقّوا رضاعة طبيعية، كانوا أكثر عرضة بنسبة 39٪ للحصول على درجات جيدة في كلا التخصصين، و25٪ أقل احتمالاً لرسوبهم في اختبار اللغة الإنجليزية.
وبحسب الدراسة، فإنه ما يقارب من خُمس الشباب الذين تلقوا رضاعة طبيعية لفترة طويلة رسبوا في امتحان اللغة الإنجليزية، في حين أن النسبة تزيد عن 41٪ بين أولئك الذين لم يرضعوا قط. كما كانت نسبة درجة A أوA + 28.5٪ بين الذين تلقوا الرضاعة الطبيعية، و9.6٪ بين الأشخاص الذين لم يتلقوا الرضاعة الطبيعية قط.
أما في مادة الرياضيات، فـ23.7٪ فقط من الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية لمدة 12 شهرًا على الأقل فشلوا في الاختبار مقارنة بأكثر من 41٪ بين الأطفال الذين لم يتلقوا الرضاعة الطبيعية. كما كان معدل درجة A على التوالي 31.4٪ و11٪.
التطور المعرفي للطفل الذي تفضّله الرضاعة الطبيعية الطويلة
في الحقيقة، هذه النتائج مهمة لأنها تؤكد التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية المطولة على النمو المعرفي للأطفال، حيث كتب المؤلفون في بيانهم: “قد تفسر عدة آليات الارتباط بين الرضاعة الطبيعية والأداء المدرسي، والآلية الرئيسية المقترحة هي تحسين التطور المعرفي، إذ يحتوي حليب الأم على أحماض دهنية غير مشبعة ومغذيات دقيقة، ما يحسّن النمو العصبي”.
وأوضحوا: “ارتبطت مدة الرضاعة الطبيعية بتقديم أداء مدرسي جيّد في سن 16 لدى الأطفال الذين يعيشون في إنجلترا. لذا، ينبغي الاستمرار في تشجيع الرضاعة الطبيعية، كلما أمكن ذلك، لأن تحسين المستوى الدراسي ليس سوى واحد من فوائدها المتعددة”.
وختامًا، لا شكّ في أن العلماء يدركون أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد وشرح العلاقة الموجودة بين الرضاعة الطبيعية والأداء المدرسي.
