وطن- في تصريحات غير مُتوقّعة، وصفها مراقبون بـ”مفاجأة من العيار الثقيل”، طالب الفنان المصري البارز محمد صبحي، الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي بإعطاء الفرصة لوجه جديد أفضل منه حسب وصفه، ليدخل الانتخابات بطريقة حرّة ونزيهة بدلاً عنه، قبل أن يتراجع ويُوضّح لاحقاً أن تصريحاته تلك “مُجتزأة” عن سياقها.
محمد صبحي يدعو السيسي للرحيل بشكل غير مباشر
في بثٍّ مباشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، وجّه الفنان محمد صبحي رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالبه فيها بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تضمن حق المواطنين في اختيار قائدهم.
https://twitter.com/HossamAlGhamry/status/1658998655720857600?s=20
وقال صبحي: “نحن نقدر القيادة المصرية… أنقذت مصر في لحظة فارقة ومن أنقذها هي القوات المسلحة والشرطة، أنقذت مصر من الضياع ومن أن تكون مثل ليبيا واليمن وسوريا… نعترف بهذا ولكن سمحنا بوقت كافٍ للملمة الأمور لكن لن يدوم ولن يُصبح خطاً سياسياً إلى الأبد”.
وتابع الممثل المصري محمد صبحي: “لو كان هناك مؤتمر وطني فنحن نريد الحديث في أمور كثيرة، نحن نحب الرئيس ونحب الحكومة، فلو كانت أي حكومة أخرى، كنا سنمتعض منها أيضاً”.
الفنان #محمد_صبحي يوجه رسالة صـــ ـــادمة لـ #السيسي ! #مزيد pic.twitter.com/oifrzM5WMh
— مزيد – Mazid (@MazidNews) May 18, 2023
وأضاف: “نحن نحب الحكومة والقيادة وكل المخلصين لهذا البلد ومن يريد أن يُعبر عن حبه بهذه الطريقة فنحن نختلف مع الأولويات وفي الخطوات التنفيذية، ومع ذلك نحن متمسكون بالرئيس”.
وأردف الممثل المصري محمد صبحي قائلاً: “أريد أن أقول للرئيس: تأكد من حب الناس لك.. وإذا كنت متأكداً من ذلك أرجوك اسمح لمن هو أحسن منك بالتقدم للانتخابات”.
محمد صبحي يُوضح ويتراجع عن تصريحاته
أثارت تصريحات محمد صبحي تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليخرج الفنان المصري من جديد للتوضيح وتفسير تصريحاته، فيما بدا أنه تعرض لضغط كبير من السلطات المصرية، كما أكد مراقبون.
وفي توضيحه، قال محمد صبحي: “هذا رد على كارهي مصر الوطن ورسالة لكل من أساء لي واقتطع جزءاً من كلامي في بث مباشر: أنا لا أخشى شيئاً، ولكن كان كلاماً معكوساً لمجرد تشويه صورة مصر وقيادتها عبر اتهامي بأنني أسيء سواء لمصر أو لقيادة مصر”.
وأوضح الممثل المصري قائلاً: “الكلام في الفيديو الذي سيُعرض الآن هو الكلام الذي قيل، وهو ما أخذه الأساتذة العباقرة من أجل اقتطاع منه ما يُسيء لمصر”.
وأضاف محمد صبحي قائلاً: “لا… نحن متمسكون برئيسنا وبالحكومة ونطالب بتعديلات وبإصلاح في أمور كثيرة لكن متمسكين بإرادتنا لا بإرادة من يلوثون سمعة مصر في الخارج”.
الاستبداد والفساد ينخران النظام المصري
منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي (المُنتخب ديمقراطياً لأول مرة في مصر) على يد الجيش في 2013، ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان قائداً للقوات المسلحة، إلى السلطة في العام التالي، شهدت مصر موجات غير مسبوقة من “القمع والاستبداد” ضد كل أشكال المعارضة والنقد.
تم حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها إرهابية، وقُتل واعتُقل وحُكم على آلاف من أنصارها في محاكمات جائرة. تمّ فضّ اعتصامات سلمية بالقوة وباستخدام الذخيرة الحية، مما أدى إلى مجزرة رابعة العدوية التي راح ضحيها المئات، في أقل تقدير.
تمّ تقييد حرية التعبير والصحافة والتظاهر بقوانين مقيدة ومراقبة شديدة. تم فرض حالة الطوارئ منذ 2017، والتي منحت الشرطة صلاحيات واسعة في التوقيف والمراقبة.
منذ انقلاب السيسي في 2013، تمّ استخدام التعذيب والإخفاء القسري والعنف الجنسي ضد المعتقلين بشكل منهجي وغير مسبوق. كما لجأت السلطات لتعديلات دستورية أفضت لتمديد فترة حكم السيسي وتعزيز سلطاته على السلطة القضائية.