وطن- أفاد مدير دار الكتاب للنشر والتوزيع “الحبيب الزغبي”، بأنّ وزيرة الثقافة التونسية، حياة قطاط القرمازي، قرّرت سحب كتاب “فرانكشتاين تونس” لمواطنها الروائي كمال الرياحي، وغلق الجناح الموجود فيه بمعرض تونس للكتاب، بدعوى أنّ الكتاب المذكور غير مصرّح به.
قيس سعيد يُصادر حرية التعبير في معرض الكتاب بتونس
وقال الزغبي في حديثه لإذاعة “موزاييك” اليوم، الجمعة 28 أفريل/نيسان 2023، إنّه “بقرار شخصيّ جدّاً وبشكل غير مطابق للإجراءات قامت وزيرة الثقافة بالتعسّف علينا وسحب الكتاب المذكور وغلق الجناح بأكمله.. وهو قرار مخالف للقانون الداخلي للمعرض”.
وشدّد على أنّ كلّ الناشرين يستقدمون الكتب الصادرة حديثاً من المطبعة خلال المعرض، مضيفاً أنّ الناشرين وجامعة التونسيين للنشر وغرفة الناشرين التونسيين ونقابة الموزعين اتخذوا قراراً في المقابل بغلق كلّ أجنحة الناشرين التونسيين، وغداً سيدعو إلى تضامن الناشرين الأجانب لغلق كامل المعرض.
وأشار الحبيب الزغبي إلى أنّ مضمون الكتاب لا يحتوي على أيّ شكل من أشكال المسّ من أمن الدولة، قائلاً إنّ الكتاب يطرح معادلة تتعلق بالشعب وبالرؤساء المتداولين على الحكم في الجمهورية من الزعيم الحبيب بورقيبة وصولاً للرئيس قيس سعيّد.
لماذا كتاب ”فرانكشتاين تونس”؟
رواية “فرانكنشتاين تونس”، التي قررت سلطات الانقلاب في تونس مصادرتها، تتحدث بطريقة إبداعية عن الرئيس التونسي قيس سعيد.
ففي غلاف الرواية، يقول الكاتب: “قبل أن يشقى فكتور فرانكشتاين، في رواية ماري شيلي، وراء وحشه، كان يعيش قلقاً وحزناً بسبب موت أمه، فانهمك في العمل على أبحاثه ليصنع الوحش”.
وأضاف: “إن مشاعر اليتم الخلاقة هذه هي نفسها التي كان يتخبط فيها الشعب التونسي قبيل انتخاب سعيّد، فقد فشل هذا الشعب في العثور على حل لتيهه التاريخي بعد إسقاط دكتاتور كان يعتقد أنه المعرقل الوحيد أمام إدراكه السعادة، فما هلّل هذا الشعب يوما لحاكم إلا وانقلب عليه، فلا نفعه الحقوقي والمناضل ولا حتى السياسي المحنّك”.
وختم: “فلم يكن أمام هذه الجموع من الشعب ومن لم يقتنع بأحد سوى صناعة وحش من خيباتهم؛ شخص لا يعدهم بشيء لأنهم ملّوا الوعود الكاذبة. لم يكن أمامهم إلا صوت ذلك الأستاذ السوريالي الذي لا يضحك أبدا لكي ينتقموا من الكل، من السيستم الذي ظل مستمراً رغم تغير الوجوه والقادة”.
غضب واحتقان في تونس
كاتب الرواية كمال الرياحي، تفاعل بكل أسى مع قرار السلطات في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك قال فيه: “محاكم التفتيش أطلت برأسها البشع.. وصلني الان مصادرة كتابي فرانكشتاين تونس في معرض تونس الدولي للكتاب واغلاق جناح دار الكتاب..تحيا تونس”.
بدورها، كتبت الصحفية “نادية فارس” تعليقاً على قرار السلطات قائلة: “قوّات سيدنا حجبت كتاب فرنكشتاين تونس لكتابه كمال الرياحي، و سكرت جناح العارض نهائيًّا … ديكتاتورية موغلة سوداء قاتمة و مستبدّة …سيحقّق كتاب فرانكشتاين تونس في الأيّام القليلة القادمة حجم مبيعات غير مسبوق”.
وعارض التونسيون الخطوة التي قامت بها السلطات، معتبرين أنها فصل جديد من مصادرة الحريات في البلاد منذ الانقلاب الذي نفّذه قيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021.
حيث علّقت شيماء الجبالي قائلة: “المسألة موش كمال الرياحي .. على خاطر الكتاب ما تمنعش على خاطر السيد مطبع مثلا .. وانما تمنع خاطر جبد الزعيم الفذ قيس سعيد”.
وتابعت: “المسألة هي الرقابة اللي تمارس فيها الدولة على الانتاج الثقافي ..دار الكتب يمنعوها من التواجد في المعرض على خاطر قدمت كتاب تمنع من بوليس سعيد”.
وأضافت بقولها: إن “المسألة مسألة مبدأ ..الانتاج الفكري والثقافي لا يخضع لمعايير السلطة ومن مهامو يعارض وينقد ويتمسخر ويعري هالمنظومة المرهزة .. السيد مطبع والا متحرش والا بيه والا عليه عندو شربو وحدو ..اما في المساءل المبدئية ما ننطلقوش من الذواتات ..وانما المبدأ وحده لا غير “.
وبالحديث عن مصادرة الكتاب، اعتبر الناشط الحقوقي “أنيس بن رجب العبيدي“، أنّ ما قامت به السلطات أمر غير قانوني.
وكتب عبر صفحته في فيسبوك: “قانونيا: لا يمكن بأي حال اعتبار عدم وجود عنوانا من العناوين في القائمة المسبقة للكتب المعروضة بجناح اي دار سندا قانونيا لغلق الجناح بالمعرض وعليه يندرجع القرار في باب التعسف في استعمال السلطة ويجعله معيبا بعيب عدم الشرعية”.
وتابع قائلاً: “واقعيا: هذا القرار مضر بالمشهد العام الثقافي و السياسي ويربك الكتاب والناشرين ويعزز الخوف من الرجوع الى مربع الرقابة على الفكر والحد من حرية التعبير.. الفصل 37: حريّة الرّأي والفكر والتّعبير والإعلام والنّشر مضمونة”.