وطن– في فضيحة من العيار الثقيل، عدَّلت وكالة الأنباء السعودية من صيغة خبر إعدام أحد مواطنيها، وهو التنفيذ الذي جرى في شهر رمضان الكريم، وأثار انتقاداتٍ حادّة ضد المملكة.
بداية القصة كانت بنشر وكالة الأنباء السعودية، الخبر يوم 30 مارس الماضي الذي وافق الثامن من شهر رمضان، وقالت الوكالة آنذاك إن وزارة الداخلية نفّذت حكم القتل بأحد الجناة في منطقة المدينة المنورة.
وذكرت الوكالة، أنّه تمّ تنفيذ حكم القتل حدّاً بـ”خالد بن داخل بن دخيل الله الصبحي الحربي”، يوم الثلاثاء، في محافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة.
بعد نشر الخبر، تعرّضت السعودية لسلسلة من الانتقادات الحادة، كونَها نفّذت الحكم في شهر رمضان الكريم، وفي أعقاب ذلك أقدمت السلطات على فضيحة مدوية، حيث عدَّلت صيغة الخبر لتضيف بعد يوم الثلاثاء جملة بتاريخ 29 شعبان 1444 هـ، في محاولة للادعاء بأنّ الحكم لم يتمّ تنفيذه في شهر رمضان.
السعودية تغيّر تاريخ الإعدام الذي نفذته في شهر #رمضان في بيانها الرسمي إلى شعبان، بعد الانتشار الواسع لخبر تنفيذها أول حكم إعدام في شهر رمضان المبارك.
لماذا تتلاعب #السعودية ببياناتها الرسمية؟ pic.twitter.com/twAasPiGza— المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ESOHR (@ESOHumanRights) April 6, 2023
وكانت السعودية قد نفّذت حكماً بالقتل حدّاً، بحقّ مواطن خلال شهر رمضان، في واقعةٍ لم يسبقْ رصدُها خلال شهر رمضان خلال السنوات الأربعة عشر الماضية، حيث يظهر تتبع بيانات وزارة الداخلية السعودية، منذ العام 2009 عدم تنفيذ أي حكم خلال هذا الشهر.
الإعدام، الذي تمّ في المدينة المنورة في 30 مارس، رفع عدد الإعدامات المنفذة منذ بداية 2023 حتى نهاية الشهر الثالث منها، إلى 17 إعداماً نُفّذت كلّها في شهر مارس.
وتنفيذ حكم الإعدام خلال شهر رمضان المبارك، يضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي ظهرت واشتدّت في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان.
كما أنه يتزامن مع سلسلة من المؤشرات التي تثير مخاوف جديّة على حياة المعتقلين المهددين، بمن فيهم قاصرون، ويدلّ على إصرار السعودية على كسر القيود الاجتماعية والثقافية والإنسانية، وعدم التزامها بالوعود في تقييد الإعدامات والحدّ منها، كما أنه مؤشر على رغبة في تسريع تنفيذ أحكام الإعدامات الصادرة.
والسعودية من أكثر الدول التي تنفّذ أحكاماً بالإعدام في العالم، لكنّها كانت عادة ما تمتنع عن تنفيذ هذه الأحكام في شهر الصوم الذي يتّسم بأجواء روحانية يحاول خلالها المسلمون تجنّب التشاحن والعنف، قبل أن تخرج عن هذه العادة في الشهرَ الحالي.
ونفّذت السعودية أكثر من ألف عملية إعدام منذ وصول الملك سلمان للحُكم في 2015، بحسب تقرير مشترك لمنظمة “ريبريف” والمنظمة الأوروبية-السعودية لحقوق الإنسان، نُشرَ مطلعَ العام الجاري.