وطن– يواجه الأفراد في مجتمعنا اليوم العديد من الضغوط والمطالب الشخصية والمهنية. وبالنسبة لكثيرين، فإن النجاح هو مرادف للعمل الجاد وتحقيق الأهداف. ومع ذلك، أوضحت عالمة النفس والمديرة الأولى لعلم نفس الأداء في شركة Exos المُهتمة بلياقة الرياضيين، سارة ساركيس، أن “فترة النقاهة” هي التي تصنع الفارق بين الشخص الناجح والمتعثّر.
في شركة Exos، وهي شركة للتدريب على الأداء، تقوم سارة ساركيس وفريقها من خبراء الصحة، بتعليم لاعبي اتحاد كرة القدم الأميركي والمدراء التنفيذيين في موقع Fortune وغيرهم من المهنيين، كيفيةَ الازدهار في بيئات تحت ضغط مستمر. ووفقًا لسارة ساركيس، فإن العادة غير القابلة للتفاوض التي تميز الأشخاص ذوي الإنجازات العالية هي فترة النقاهة، بحسب ما نشره موقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي.
من جهته، أوضحت الطبيبة النفسية: “نربط النجاح عن طريق الخطأ بالعمل الدؤوب وتكثيف الجهود، وإن لم يكن الأمر كذلك، نعتقد أننا كسالى أو غير مركزين أو غير منضبطين، لاسيما عندما لا تسير الأمور على النحو الذي نريده”.
وأضافت: “النقاهة أو أخذ قسط من الراحة، غالبًا ما يكون “آخر شيء يدور في أذهاننا، لا سيما عندما نشعر بالإرهاق أو التوتر أو مجرد الانشغال. لكن الأشخاص الذين يعطون الأولوية للراحة هم أولئك الذين يفهمون بشكل صحيح معنى النجاح وهم الأسعد أيضًا”.
ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإنه غالبًا ما يتم تجاهل أهمية النقاهة أو الراحة في مجتمعنا المدفوع بالإنتاجية. ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أن العمل بدون فترات راحة يقلل من الكفاءة ويقلل من الإبداع، ويمكن أن يؤديَ إلى تفاقم التوتر. وفي الواقع، الحصول على راحة أمر ضروري لإعادة شحن طاقتنا، ما يساعدنا على التركيز والإبداع.
9 ممارسات يُخطّط لها الأشخاص الناجحون في عطلة نهاية الأسبوع
كيف تستمتع بفترة نقاهة مثل المحترفين؟
تشجّع سارة ساركيس عملاءها على جرد قوائم اهتماماتهم والتحقق مما يزعجهم، من خلال طرح سؤالين، وهما كالآتي:
- كيف وأين تقضي معظم الوقت، وبماذا تهتم؟
- ما الأنشطة التي تبدو مرهقة لك، وما الذي ينشّطك؟
وشرحت سارة ساركيس قائلةً: “في كل مرة تفعل فيها شيئًا مفيدًا لصحتك العقلية أو البدنية، مثل: النوم أو ممارسة الرياضة، تحصل على طاقة إضافية، ولكن أيّ نشاط يضرّ بك، مثل العمل في وقت متأخر، أو تخطي وجبة مهمة من اليوم، يكون بمنزلة اقتطاع من طاقتك”.
تعرف على قاعدة الـ20 دقيقة التي يستخدمها أصحاب الملايين للنجاح
وأفادت: “إذا قمت بحساب الأنشطة التي ترهقك والأخرى التي تزيد من نشاطك، في روتينك اليومي لمدة أسبوع، فستستطيع تحسين أسلوب حياتك اليومي. من خلال إدراك تأثير هذه الأنشطة على مستوى طاقتك، يمكن للشخص البَدء في التخطيط للتمتع بفترة نقاهة. ومن المهم التأكيد على أنها هذه الفترة، لا تعني بالضرورة قضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة على الشاطئ أو إجازة لمدة أسبوع”.
يتعلق الأمر بإيجاد أنشطة علاجية تسمح لك بالاسترخاء وتجديد شبابك، مثل: التأمل أو اليوغا أو كتابة اليوميات أو المشي في الخارج. كما أنه من المهم جدولة أنشطة في هذه الفترة المهمة تمامًا كما تفعل مع موعد مع الطبيب أو اجتماع مع رئيسك في العمل. وفي هذا السياق، شدّدت سارة ساركيس: “يجب أن يكون جزءًا ثابتاً غير قابل للتفاوض من روتين حياتك”.