وطن– يمكن أن تحدّ ممارسة بعض الأنشطة البدنية لمدّة 11 دقيقة من مخاطر الوفاة المبكرة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو بعض أنواع السرطان، بحسب ما نشرته مجلة “فام أكتيال” الفرنسية.
لكن، لسائل أن يسأل، هل يمكن تقليل عدد الوفيات المبكرة بفضل عادة يومية بسيطة؟ في الحقيقة، هذا ما أكّدته دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج. ووفقًا لهم، فإنه من بين أسباب الوفاة المبكرة، الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع وجود ما يقارب 17.9 مليون حالة وفاة كل عام، خلصت منظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى أن هذا هو السبب الأوّل للوفاة في العالم.
وفي هذا السياق، أكّد الباحثون أن ممارسة 11 دقيقة في اليوم، أي 75 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني معتدل الشدة، من شأنه أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل: أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو بعض أنواع السرطان. ولقد تم نشر نتائجهم في المجلة البريطانية للطب الرياضي، وفق ترحمة “وطن“.
يمكن أن يمنع النشاط البدني المنتظم واحدًا من كل عشر حالات وفاة مبكرة
للوصول إلى هذا الاستنتاج، اعتمد الباحثون على مجموعة من 94 دراسة مختلفة، تناولوا من خلالها آثار النشاط البدني على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والوفاة المبكرة، وشارك فيها أكثر من 30 مليون مشارك.
بعد ذلك، قام المختصّون بتحليل نتائج آثار مدة النشاط البدني على مخاطر المرض أو الوفاة المبكرة. ولاحظ المؤلفون أن الانخراط في نشاط متوسط الشدة، مثل: المشي لمدة 75 دقيقة، أدى إلى انخفاض بنسبة 23٪ في الوفيات المبكرة. وبشكل أكثر تحديدًا، وجد المؤلفون أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17٪ وخطر الإصابة بالسرطان بنسبة 7٪.
وخلص الباحثون في بيان صحفي، إلى أن خطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق وسرطان الدم النخاعي (سرطان الدم) والورم النخاعي (سرطان الدم) وسرطان القلب (سرطان الفتحة العلوية للمعدة) انخفض بنسبة 14 إلى 26٪.
يقدّر المؤلفون أنه إذا تمكّن كلّ شخص من المشاركة في 75 دقيقة على الأقل من النشاط معتدل الكثافة، فسيتمّ تجنّب نحو واحد من كل عشر حالات وفاة مبكرة. وهذا يمكن أن يمنع 1 من 20 حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية، ونحو 1 من 30 حالة من السرطان.
المشي وركوب الدراجات واللعب مع الأطفال: طرق عديدة لنمط حياة أكثر نشاطًا
أفادت وحدة علم الأوبئة بمركز البحوث الطبية في البيان الصحفي: “نحن نعلم أن النشاط البدني، مثل: المشي أو ركوب الدراجات، مفيد لك، خاصة إذا كنت تشعر أنه يزيد من معدل ضربات قلبك. ولكن ما وجدناه هو أن هناك فوائد كبيرة لصحة القلب وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، حتى لو كان بإمكانك إدارة 10 دقائق فقط في اليوم”.
من جانبهم، يشير المؤلفون إلى أن النشاط المعتدل الشدة يتطلب بعض التغييرات الصغيرة في نمط حياتنا. على سبيل المثال، حاوِل المشي أو ركوب الدراجة إلى مكان عملك أو الدراسة بدلاً من استخدام السيارة أو الانخراط في اللعب النشط مع أطفالك أو أحفادك.
كما ينصح الدكتور لياندرو غارسيا، أحد مؤلفي الدراسة، بممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، والتي يسهل تضمينه في روتينك الأسبوعي، فهذه طريقة رائعة لتصبح أكثر نشاطًا.