وطن- أكد رئيس وزراء قطر السابق الشيخ “حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني”، أنه ليس من مشجعي كرة القدم ولا يهوى الاستثمار في هذا المجال.
وقال الشيخ حمد بن جاسم (64 عاماً) في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ“، تعليقاً على سؤال بشأن اهتمام جهات في الشرق الأوسط في الاستثمار بالدوري الإنكليزي: “أنا لست من مشجعي كرة القدم ولا أحب هذا الاستثمار، لكنه ربما سينجح”.
وأضاف: “تعلم أن بعض أبنائي، كانوا دائماً يناقشون الأمر معي ويضغطون بقوة”، مبيّناً أن هذا المجال “ليس من اختصاصه”.
جاء ذلك بعد نحو أسبوعين من تقديم نجله جاسم بن حمد بن جاسم، عرضاً لشراء نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي.
يملك الشيخ جاسم علاقات قوية قادرة على تمويل الاستحواذ
ومنذ تنحّي الشيخ حمد بن جاسم، عن منصبه رئيسَ وزراء قطر والمفاوض الرئيسي لصندوق الثروة السيادية في البلاد، انسحب من الجغرافيا السياسية؛ ولكن ليس من عقد الصفقات، التي أصبحت الآن شأنًا عائليًا.
وأطلق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني نجل رئيس الوزراء القطري السابق، محاولةً لشراء نادي “مانشستر يونايتد” الإنجليزي لكرة القدم، الذي بدأ مالكوه الأمريكيون عملية بيع رسمية في أواخر العام الماضي.
وأشارت وكالة “بلومبرج” إلى أن الأمير جاسم نجل الشيخ حمد، قدّم عرضًا بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني (6 مليارات دولار)، لنادي مانشستر يونايتد لكرة القدم قبل أقل من أسبوعين، في بداية حرب مزايدة على أحد أكبر الأسماء في مجال الرياضة.
وذكرت بلومبرج أن الشيخ حمد، كان يساعد في تجميع كونسورتيوم قطري لتقديم عطاءات للنادي الإنجليزي الممتاز.
شراء الأندية والحقوق الرياضية
وفيما قد تصل قيمة الصفقة إلى أكثر من خمسة مليارات دولار أمريكي، لم يذكر الإعلان من أين ستأتي الأموال، في وقت يملك الشيخ جاسم علاقات قوية قادرة على تمويل الاستحواذ.
والشيخ جاسم، المالك المستقبلي المحتمل ليونايتد، واحد من 15 من أبناء الشيخ حمد، رئيس الوزراء القطري بين 2007 و2013، الذي أنشأ صندوق الاستثمار المساهم بتمويل صفقة استحواذ باريس سان جرمان الفرنسي ومعالم شهيرة في لندن على غرار متاجر هارودز وناطحة السحاب شارد.
وكان الشيخ حمد -وفق المصدر- مقرّباً من أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، صاحب الدور الفاعل في الاستثمار الضخم لقطر في الأحداث الرياضية الكبرى، على غرار كأس العالم لكرة القدم، بالإضافة إلى شراء الأندية والحقوق الرياضية.
وتزامنت فترة ولايته مع طفرة غير عادية في ثروة قطر حيث أدت احتياطياتها من الغاز الطبيعي المسال إلى تحول الاقتصاد. ووجّه الشيخ حمد بعض هذه التدفقات النقدية نحو جعل دولته الصغيرة معروفة على الساحة العالمية من خلال الدبلوماسية الجريئة والاستثمارات المميزة.
حمد بن جاسم ضد فكرة الاستثمار في أندية الكرة
وحول موضوع الاستثمار في الرياضة قال: “إذا كان هذا هو خياري، فلن أفعل ذلك في هذا الوقت”.
وأضاف: “عندما كنت رئيسًا للوزراء، جاءت هذه الفكرة لسمو الأمير الوالد، وولي عهده في ذلك الوقت، الشيخ تميم، كانوا يعلمون أنني ضدها. لأنني اعتقدت أن كثيراً من المال والجهد الذي سيتم إنفاقه. يمكننا أن ننفقه على شيء آخر يعود بالفائدة على الشعب والبلد.
وينصبّ تركيز الشيخ والملياردير القطري هذه الأيام على استثماراته الشخصية وعمله الخيري. ويبدو أنه يشبه إلى حد كبير أي رب أسرة، فهو يوازن بين قدرة أبنائه المتميزين على إدارة الثروة، تقول “بلومبيرغ”.
وعلى الجانب العائلي، تحدث حمد بن جاسم قائلاً: “عندما تكون رجلاً ثرياً ولديك أبناء، فأنت بحاجة للتأكد من أنهم ليسوا مدللين”.
وأضاف: “هذا ليس بالأمر السهل في منطقتنا من العالم لأنهم يرون أصدقاءهم وأقاربهم. وتابع هذه معركة كنت أخوضها طوال حياتي. فأبنائي لا يحصلون دائمًا على ما يريدون. لا يحصلون على سيارات فاخرة، ولا يسافرون بالدرجة الأولى أو يقيمون في أفضل الفنادق”.
واستكمل: “عليهم أن يكونوا ناجحين أولاً في وظيفة من أجل القيام بذلك. يتقاضون راتباً عندما يكونون في الجامعة. ليس كثيراً. إذا نفد الراتب، فهذا كل شيء. عليهم الانتظار حتى الشهر المقبل”.