وطن – انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لرسالة مسربة من معتقلي سجن “بدر3” في مصر تكشف عن وجود حالات انتحار كبيرة بين المعتقلين بسبب رفض إدارة السجن فتح الزيارات لهم.
ووفقا للرسالة المتداولة، فقد أكدت على انه لا يوجد تواصل نهائيا بين المعتقلين وأهاليهم ومحاميهم، مما اضطرهم للقيام باحتجاجت وإضرابات في كل قطاعات السجن.
ولفتت الرسالة إلى تزايد حالات الانتحار “التي هي بالعشرات”، موضحة ان اليوم الاخير شهد أكثر من “30 حالة انتحار” عبر الشنق وقطع الشرايين أو ابتلاع الأدوية، مؤكدة انه لا يُعلم مصيرأي ممن حاول الانتحار حتى الآن.
وأكدت الرسالة على انتحار المعتقل أنس مجدي شنقاـ موضحة انه تم نقله إلى المستشفى وهو فاقد للوعي والتنفس، متوقعة وفاته.
ونوهت الرسالة إلى حالة السجن لسيئة، حيث يتم منع المعتقلين من التريض والتعرض لأشعة الشمس، وكذلك تعمد إدارة السجن على الإهمال الطبي بحق المعتقلين.
استغاثة من معتقلي بدر3 تطالب بفتح الزيارات أمام أهالي المعتقلين لرؤية ذويهم #مصر pic.twitter.com/zkc1TrSbFK
— شبكة رصد (@RassdNewsN) February 26, 2023
وقبل أيام، كشف مركز الشهاب لحقوق الإنسان عبر صفحته في “فيسبوك“، عن رسالة من داخل سجن “بدر 3” في مصر بشأن انتهاكات خطيرة تسببت في إقدام عدد من المعتقلين على الانتحار، دون تحديد مصيرهم حتى الآن.
رسالة من سجن بدر
وعنوَن المعتقلون رسالتهم التي حصل عليها مركز الشهاب بـ”بيان من سجن بدر 3 (العقرب سابقًا)”، في إشارة إلى سجن طرة الشديد الحراسة الملقب سجن العقرب، وهو أكثر سجون مصر انتهاكًا لحقوق السجناء.
وجاء في نص البيان “نظرًا للتعنت الشديد من إدارة سجن بدر3 في عدم السماح للأهالي بزيارة ذويهم المعتقلين الأمر الذي وصلت مدته إلى أكثر من 7 سنوات، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى بحق المعتقلين، وهي: عدم وجود تريض بشكل كلي لكل المحبوسين سواء احتياطيًّا أو المحكوم عليهم، وقلة الوجبات المقررة التي لا تكفي لإطعام طفل صغير، والحالة الصحية المتدهورة والمأساوية، وعدم وجود ماكينات للحلاقة أو شفرات مطلقًا”.
وتابع: “وهناك المزيد والمزيد من الانتهاكات مما جعل المعتقلين يقومون بفتح كل النضارات الخاصة بالأبواب الإلكترونية وغلق كل كاميرات المراقبة الموجودة بكل الغرف، ودخول قطاع 4 و3 في إضراب كلي الأمر الذي واجهته الإدارة بمزيد من التعسف، حيث قامت باستدعاء القوة الضاربة والأمن المركزي واقتحموا الغرف وتم توزيع بعض الغرف على التأديب مما قابله رد فعل من المعتقلين”.
زوجة معتقل حاول الانتحار تروي ما يتعرض له زوجها
من جانبها، قالت زوجة أحد المحبوسين المحاولين الانتحار في سجن بدر، لـ”مدى مصر”، بعدما طلبت عدم ذكر اسمها، أنها علمت بمحاولة زوجها من خلال الرسالة المسربة فقط، لأنها ممنوعة من زيارته منذ اعتقل قبل سنوات.
وأضافت أن “المنع من الزيارة يعود لما قبل وصوله لسجن بدر 3″، موضحة أن ما تعلمه نتيجة التواصل مع أهالي السجناء هناك هو أن “كل السجناء في بدر 3 ممنوعين من الزيارة، وهو نفس ما كان عليه الأمر، حين كان زوجي مودعا في سجن العقرب قبل نقله للسجن الجديد”.
وأوضحت أن كل ما علمته عن زوجها الذي نقل إلى محبسه الجديد منتصف العام الماضي، جاء إما عبر رسائل شفوية نقلها إليها أهالي سجناء آخرين نقلا عن ذويهم، أو رسائل بخطه عبر وسطاء بنفس الطريقة تقريبًا. ولفتت إلى أنها علمت من رسالة سابقة أنه حاول الانتحار سابقا، ولكن لم تتمكن من الوصول لأي تفاصيل إضافية.
ونقلت عن زوجها قوله في رسالة سابقة بأن الانتقال الى السجن الجديد كان يعني من ناحية، حجرة أوسع، لكنه شكا من المراقبة بالكاميرات المستمرة والإضاءة الدائمة 24 ساعة يوميًا.
الجبهة المصرية لحقوق الإنسان تشير لصحة ما يتم تداوله
مصدر في الجبهة المصرية لحقوق الإنسان أكد لـ”مدى مصر” إن الجبهة علمت من عدد من المحامين حضروا إحدى الجلسات في دائرة الإرهاب المنعقدة داخل مجمع سجون بدر يوم الأربعاء الماضي، من خلال أحد السجناء، أن السجن شهد عددا من محاولات الانتحار، مشيرا إلى أن حرس المحكمة حاول منع السجين من سرد تفاصيل تلك المحاولات للمحامين، حسب قوله.
وأضاف المصدر بالجبهة أنه قبل أيام توقفت المحكمة داخل سجن بدر عن عقد الجلسات بدعوى وجود عذر تقني يمنع عقد جلسات الفيديو كونفرنس، التي تجمع السجناء بالمحامين والقاضي، وهو ما فسره الكثير من المحامين بإمتناع السجناء عن الحضور كشكل من أشكال الاحتجاج، حسب المصدر بالجبهة.