وطن– بعد عملية الإنقاذ البطولية التي أدت إلى نجاتها وبقائها على قيد الحياة بطريقة أقرب إلى الخيال منها للواقع، تتلقى الطفلة السورية “آية اليوم العلاج في أحد المشافي بمدينة جندريس السورية، وفي الأثناء تقدم الآلاف لتبنيها.
الآلاف يريدون تبني الطفلة آية
تقدم آلاف الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي بطلب لتبني الطفلة (آية)، التي وُلدت تحت أنقاض مبنًى منهار بمدينة جندريس في شمال غرب سوريا، جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة يوم الاثنين الماضي.
حبل سري متصل بجثة.. هكذا استطاعت الطفلة السورية المعجزة "آية" الصمود تحت أنقاض #الزلزال pic.twitter.com/z9hE8Zl77m
— عربي بوست (@arabic_post) February 10, 2023
نجت آية من موت محقق، بعد جهود حثيثة من فرق الإنقاذ بالمنطقة، والتي تمكنت في آخر المطاف من انتشالها وهي لا تزال مربوطة بحبل والدتها السريّ.
الطفلة آية التي تم إنقاذها من تحت ركام منزلها المدمر إثر الزلزال وحبلها السري لا يزال مربوطاً بامها المتوفاة في مدينة عفرين شمال حلب | #زلزال_سوريا pic.twitter.com/74YaROyETP
— الأحداث السورية 🇸🇾🗨 (@Syriaevents) February 9, 2023
حظيت عملية الإنقاذ البطولية لآية بتفاعل واسع في أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول كثيرون مقاطع فيديو وصوراً توثق عملية الإنقاذ التي تظهر رجلاً يخرج من بين ركام أحد المباني، وهو يحمل رضيعة مغطاة بالغبار، وسط دهشة وسعادة الحضور.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن خليل السوادي أحد أقارب الأسرة قولَه، إنهم كانوا يبحثون عن والد الطفلة وأسرته، ووجدوا جثث الوالدين والعمة أولًا.
ثم سمعوا صوتًا خلال الحفر ليجدوا المولودة ما زالت متصلة بالحبل السري مع والدتها، قبل أن يقوموا بقصه وينقلوا المولودة إلى المستشفى، على حد تعبيره.
وشاءت الأقدار، أنه بينما كانت آية داخل الحاضنة تتلقى العلاج، تمّ في جنديرس تشييع جثامين أفراد أسرتها؛ الأم عفراء أبو هدية، والأب عبد الله تركي، والأشقاء الأربعة، إلى مقبرة عند أطراف البلدة.
https://twitter.com/Hamed_Alali/status/1623741908211171329?s=20&t=iYrqXs73-7bjAxHetjChZQ
و”آية” في الواقع، هو الاسم الذي أطلقه عليها الطبيب هاني معروف، الذي عالج جراحها الصغيرة، بعدما ولدت تحت الأنقاض.
مشاهير يريدون تبني الطفلة آية
آية، التي وُلدت حرفياً في رحم المعاناة، وجدت نفسها اليوم وهي لا تعلم، أمام آلاف الطلبات من أشخاص يريدون تبنيها.
📷 الطفلة آية الناجية الوحيدة من عائلتها، ولدت تحت ركام منزلها المدمر إثر الزلزال في عفرين السورية.#هزة_أرضية #زلزال_ترکیا #زلزال_ترکیا_وسوريا pic.twitter.com/vNglDchEeX
— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) February 8, 2023
في هذا السياق، سألت المذيعة الكويتية حليمة بولند، عن الإجراءات القانونية اللازمة لتبني الطفلة، في إشارة منها لرغبتها بتبني آية.
كما أكدت الإعلامية المغربية هند بومشمر عن رغبتها في تبني الطفلة آية، وقالت بومشمر :“أنا مستعدة أن أكفل وأتبنى هذه الطفلة إذا ليس لها إلا الله”.
وأضافت عبر حسابها الرسمي على انستغرام: “وإذا الإجراءات القانونية تسمح في سوريا… ارجوا إيصالي إلى المسؤولين والإفادة”.
View this post on Instagram
ما وضع آية الصحي الآن؟!
كشف مدير مستشفى جيهان بمدينة عفرين شمال محافظة حلب، خالد عطية، والذي يشرف على متابعة حالة الطفلة عن تلقيه عشرات الاتصالات من حول العالم، من أشخاص يريدون تبني آية.
وشدد على أنه “لن يسمح لأحد بتبنيها الآن”، مشيراً إلى أن لديه ابنة أكبر من آية بأربعة أشهر فقط، حيث ستقوم زوجته بإرضاع الطفلة إلى جانب ابنته.
أزمة إنسانية تتفاقم يومياً في الشمال السوري
مدينة جندريس حيث وُجدت آية، ما زالت إلى الآن تعاني تداعيات الزلزال المدمر الذي أصابها وعشرات المدن في الشمال السوري، على غرار محافظات جنوبي تركيا.
وبينما بلغ عدد القتلى إلى الآن ما يزيد عن 23 ألفاً، ناهيك عن عشرات آلاف المصابين، تتضاءل آمال العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض بعد 5 أيام من كارثة زلزال تركيا وسوريا.
في سوريا بشكل خاص، زاد التعامل اللاإنساني لنظام بشار الأسد مع مناطق الشمال السوري (تحكمها المعارضة)، من تفاقم الأوضاع لعشرات الآلاف من المفقودين ومثلهم أو يزيد من الناجين الذي وجدوا أنفسهم في العراء بعد تهدم منازلهم.