وطن– في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعفى الرئيس التونسي قيس سعيد عرّاب انقلابه وزير الخارجية عثمان الجرندي من منصبه، الثلاثاء، في حين ربط بعضهم قرار الإقالة بتوصّل الأخير مع نظيره بالنظام السوري فيصل المقداد، على إثر الزلزال الذي تعرضت له بعض محافظات الشمال السوري.
وأكدت الرئاسة التونسية أن سعيد قرر، مساء الثلاثاء، إنهاء مهامّ عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، وتعويضه بنبيل عمار، سفير تونس في بروكسل.
شكوك حول أسباب إقالة عثمان الجرندي
ولم توضّح الرئاسة التونسية أسباب الإقالة، لكن بعض المراقبين ربطوا الأمر بمكالمة أجراها الجرندي مع المقداد، وعبّر فيها عن “تعاطف وتضامن تونس رئيساً وحكومة وشعباً مع سوريا الشقيقة، في مجابهة آثار الزلزال”، وفق ما أكد على حسابه في موقع تويتر، حيث علّقت الباحثة والناشطة السياسية امتياز الهاشمي بالقول: “آخر مكالمة منذ 55 دقيقة لعثمان الجرندي مع نظيره السوري قبل أن ينهي قيس سعيد مهامه”.
نبيل عمار متهم بالتحرش بمساعِدته في السفارة في بروكسيل
وسبق أن كشفت صحيفة DH-Les Sports + البلجيكية، وتحديداً في نوفمر/تشرين الثاني الماضي، عن شكوًى تم تقديمها من مساعِدة نبيل عمار الذي شغل منصب سفير تونس في بروكسيل، وزير الخارجية الجديد، بتهمة التحرش.
ووفقاً للخبر المنشور آنذاك، فإن مساعدة السفير إيمان سالم اتهمت السفير بالسلوك غير اللائق والشتائم، حيث أكدت أن السفير عاملها كـ”خائنة ومتلاعبة وكاذبة ومحتالة وبقرة”.
إجبار إيمان سالم على توقيع خطاب اعتذار
وبحسب الصحيفة، فإنه في غضون ساعة، تم استدعاء إيمان سالم إلى مكتب السفير نبيل عمار وأجبرها، تحت وطأة الفصل، على توقيع خطاب اعتذار جاهز أعدّه رئيس المراسم.
وأكد الصحفي جيلبرت ديبونت، الذي نشر التقرير في الصحيفة البلجيكية، أن السفير نبيل عمار لم يرغب في الرد على أسئلته، وأنهى اللقاء معه بعد مقابلة قصيرة مدتها دقيقة و26 ثانية، مبيناً أنه “غير معني بالموضوع”.
ووفقاً لإيمان سالم، فقد جاءت هذه الخطوة القضائية بعد أن قرر السفير إنهاء عقدها وهي التي التحقت بالعمل في السفارة منتصف سنة 2021.
وبحسب الصحيفة، فإن إيمان أبلغتهم أنها تعرضت لشتى صنوف الهرسلة والسب والشتم واتهاماها بالخيانة ووصفها بالبقرة.
وقالت إيمان سالم التي اشتغلت في السابق مضيفة طيران وحاصلة على ماجستير في القانون الخاص، إن عملها كان جيداً حتى أنها أكدت أنها كانت من بين الذين ساعدوا في إعداد زيارة الرئيس قيس سعيد للعاصمة البلجيكية.
المناصب التي تولاها نبيل عمار
يشار إلى أن نبيل عمار كان سفير تونس لدى الاتحاد الأوروبي، وعمل لفترة طويلة في وزارة الخارجية قبل أن يتولى منصب السفير في بروكسل.
وشغل منصب سفير في أوسلو، ثم في لندن من عام 2012 إلى عام 2017، وهي أكثر ولاية دقيقة برز خلالها بشكل خاص عندما اضطر إلى إدارة التوترات القوية مع المملكة المتحدة في أعقاب الهجوم الإرهابي المميت الذي ارتكب ضد سائحيها في عدة شواطئ فندقية في مدينة سوسة في يونيو 2015، حيث كان 30 من 39 ضحية بريطانية الجنسية.
بعد ذلك بعامين، التحق بالمديرية العامة للاتحاد الأوروبي التابعة لوزارة الخارجية في تونس، حيث أدار الشؤون السياسية والاقتصادية والتعاونية مع الاتحاد الأوروبي.