وطن– نشر باحثون من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، دراسة يعتقدون من خلالها أن جزيئاً معروفًا بمكافحة ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يزيد من متوسط العمر المتوقع، بحسب ما شرحه كريستوف دي جايجر، عالم وظائف الأعضاء وعضو لجنة خبراء موقع Doctissimo، الطبي.
ووفقًا لما نقله الموقع الفرنسي، فإنه لسائل أن يسأل؛ كيف يمكن إطالة العمر المتوقع للإنسان؟ في الحقيقة، هذا هو السؤال الذي طرحه بعض العلماء وفريق من الباحثين من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة بالتعاون مع معهد الطب الانتقالي في سويسرا وكلية الطب بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة.
دواء يحاكي تقييد السعرات الحرارية
درس الباحثون جزيء الريلمينيدين، وهو جزيء معروف بالفعل أنه يحارب ارتفاع ضغط الدم. وحسبما ترجمته “وطن“، فإن Rilmenidine هو دواء يمكن وصفه طبيًا، يتم تسويقه في بعض الأحيان تحت الأسماء التجارية Hyperium وAlbarel وTenaxum وIterium.
وقبل اختيار هذا الجزيء، أجرى العلماء أولاً تحليلًا حاسوبيًا لتحديد الأدوية التي يمكن أن تحاكي تقييد السعرات الحرارية. وفي الواقع، من المعروف منذ فترة طويلة أن هذا الأخير له تأثيرات مضادة للشيخوخة.
من جهته، يقول المؤلف الرئيسي الدكتور جواو بيدرو ماغالهايس: “تعمل طريقتنا الحسابية على تحديد الأدوية التي تظهر تفاعلات جزيئية مماثلة لتقييد السعرات الحرارية. وقد سمح لنا هذا بتحديد المركبات المختلفة لإبطاء الشيخوخة”.
وتابع: “اخترنا التركيز على دواء ريلمينيدين؛ لأنه يُستعمل عن طريق الفم مع استخدامات سريرية بشرية وآثار جانبية متواضعة ونادرة. لذلك، فهو عقار جذاب لإعادة تحديد مواقع الأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر ومكافحة الشيخوخة بشكل عام”.
إطالة متوسط العمر المتوقّع
ثم لإجراء الدراسة نفسها، استخدمنا نموذجًا حيوانيًا، وهو الدودة المستديرة Caenorhabditis elegans، والتي تعيش بضعة أسابيع فقط. وعولجت مجموعة من الديدان بالريمينيدين بينما لم تعالج مجموعة أخرى (المجموعة الضابطة) بهذا الدواء.
وأوضح الباحث: “وجدنا أن الحيوانات التي عولجت بالريمينيدين عاشت أطول بكثير نحو 20٪ من الحيوانات الضابطة، بعد ذلك، نظرنا إلى المؤشرات الصحية ووجدنا أن الحيوانات المعالجة بالريلمينيدين تتمتع بصحة أفضل لفترة أطول، ما يعني أن العمر الافتراضي والعمر الصحي يطولان بعلاج الرلمينيدين”.
ووفقاً له، فإن ريلمنيدين يُستخدم بالفعل سريرياً، بما في ذلك من قبل كبار السن، وإنه متاح عن طريق الفم وله آثار جانبية نادرة وغير خطيرة، ولذلك، من المعقول إعادة استخدامه للتطبيقات السريرية الأخرى، على الرغم من أن العمل ضروري لإثبات فعاليته في سياق الأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر.
رأي الدكتور كريستوف دي جايجر، عالم وظائف الأعضاء وعضو لجنة خبراء Doctissimo
أورد الدكتور: “هذه الدراسة هي منشور إضافي لعمل الجزيء على طول المدى. ومن المعروف أن تقييد السعرات الحرارية له تأثير على طول العمر، وقد تم إثبات ذلك بالفعل. وتجري إدارة الغذاء والدواء الأمريكية دراسة مستمرة على الميتفورمين، وهو دواء شائع الاستخدام ضد مرض السكري، لتحديد تأثيره على طول العمر أيضًا. وهذا يتضمن دراسة تأثيره على نسبة السكر في الدم، ولكن أيضًا على جينات FOXO الخاصة بطول العمر واستقلاب الدهون، وتنظيم النفايات داخل الخلايا مثل: الريلمينيدين، الذي تمت دراسته”.
كما أضاف: “هذا الجزيء يعمل ضد ارتفاع ضغط الدم الشريان، حيث خفض ضغط الدم لدى الفرد في الواقع كما يزيد من طول عمره، عن طريق منع بعض الأمراض القلبية الوعائية الخطيرة. لذلك فإن هذه الدراسة مثيرة للاهتمام لأنها تفتح طريقًا جديدًا، ولكن يجب أن نتذكر أن هذه الجزيئات تظل أدوية ويجب أن يظل استخدامها تحت الإشراف الطبي، ومع ذلك، فإنها تقدم إجراءات خلوية ذات تأثيرات محددة مثيرة للاهتمام، والتي من الضروري دراستها على المدى الطويل على البشر، لاستكشاف الآثار الجانبية المحتملة أو الآثار غير المرغوب فيها”.