وطن- قضت محكمة ساوثوارك كراون في لندن بالسَّجن مدى الحياة ضد ضابط شرطة متهم في أكثر من 85 جريمة، منها ما يزيد عن 70 واحدة تتعلق بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، اقترفها طيلة عقدين من الزمن قضاهما في سلك الشرطة بالعاصمة البريطانية لندن.
السجن مدى الحياة لشرطي بريطاني اغتضب عشرات النساء
وأصدرت قاضية في محكمة ساوثوارك كراون، اليوم الثلاثاء، حكماً بالسَّجن مدى الحياة ضد الشرطي “ديفيد كاريك” (48 عاماً)، بعد اعترافه بارتكاب 49 جريمة من أصل 85 وجّهتها له المحكمة، في جلسة استماع استغرقت يومين.
وكانت المحكمة قد عقدت في الشهر الماضي، جلسات استماع للمتهم، أكد خلالها أنه مذنب في 49 تهمة بحق 12 سيدة وفتاة، بما في ذلك 24 تهمة اغتصاب.
كما أقر بعدد من الجرائم الأخرى التي اقترفها، تلك المتعلقة خاصة بالاعتداء الجنسي ووضع أشخاص في الحجز دون أي وجه حق وغيرها.
وخلال جلسات المحاكمة، عرض المدعون التفاصيل المروعة للعنف الجنسي الذي ارتكبه كاريك بحق 12 فتاة وسيدة على الأقل.
وحسب ما كشفت صحيفة “التلغراف“، فإنه بموجب هذا الحكم الصادر في حقه، يجب أن يقضي ديفيد كاريك مدة لا تقل عن 32 عاماً، مع خصم المدة التي قضاها في الحبس الاحتياطي، قبل أن يتم النظر في إطلاق سراحه.
ديفيد كاريك هو شرطي بريطاني انضم إلى صفوف شرطة العاصمة، لندن، منذ 2001، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى وحدة مكلفة بمهام الحماية البرلمانية والدبلوماسية.
شهادات صادمة عن جرائم أخطر شرطي في لندن
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة البريطانية عن القاضية شيما غراب، التي أصدرت حكم الإدانة ضد الشرطي “مغتصب النساء” قولَها، إن إدانته “تمثّل سقوطاً مذهلاً لرجل كان مكلّفاً باحترام القانون”.
وذكرت القاضية أن ديفيد كاريك أظهر “درجة مذهلة من الفساد الأخلاقي”، مشيرة إلى أنه “اغتصب بوقاحة واعتدى جنسياً على العديد من النساء، بعضهن بالكاد يعرفهن”.
من جانبها، أشارت “دايلي ميل” إلى أن بعض ضحايا كيرك قد حضروا بشجاعة محكمة ساوثوارك كراون لمشاهدة القاضية تشيما غراب، وهي تصدر حكمها في حقه.
ونقلت الصحيفة البريطانية أحد الشهادات المؤلمة التي روتها ضحية من ضحايا ديفيد كاريك، وهي شرطية اعتدى عليها الجاني عام 2004.
وأوضحت الشرطية في شهادتها، أنها كانت مترددة في الإبلاغ عما حدث لها، “بسبب الثقافة السائدة” عن سلطة الشرطة وقوتها في ذلك الوقت.
شرطي بريطاني يجعل من سلطته وسيلة لاستغلال النساء جنسياً
كما ذكرت الصحيفة ما جاء على لسان توم ليتل، أحد المدعين العامين في القضية، الذي أكد أن جرائم ديفيد كاريك هي سلسلة من الجرائم الجنسية العنيفة والوحشية ضد العديد من الضحايا.
وأشار ليتل إلى كيف هدد كاريك ضحية أخرى، كان على علاقة بها، بهراوة الشرطة وأرسل لها صوراً لسلاحه المرخص، وكتب عليها أنها يجب أن تطيعه ولا ترفض له طلباً.
وقد تعرضت تلك السيدة، بحسب ليتل، للعنف وجرى حبسها في خزانة صغيرة لساعات.
شهادة أخرى تسوقها الصحيفة لامرأة قالت إنها شعرت أنها “واجهت الشر”، بعد أن اغتصبها كاريك إثر لقائهما في حانة في لندن.
وقالت: “كان أكثر شخص يمكن الشعور بالأمان معه. كان ضابط شرطة“، لكن بعد أن ذهبت معه إلى شقته، وجّه مسدساً نحو رأسها واغتصبها مرات عدة.
يشار إلى أنه خلال جلسة النطق بالحكم التي استمرت يومين، تم الاستماع إلى تفاصيل بعض الجرائم المروعة الأخرى التي ارتكبها كاريك، بما في ذلك كيف أرسل إلى أحد ضحاياه صورة لنفسه مع مسدس الشرطة، قائلاً: “تذكري أنني الرئيس”.
إلى ذلك، وفي أول ردود فعل رسمية على الحكم الصادر في حق كاريك، وصفت وزيرة الداخلية “سويلا بريفرمان” جرائمه، بأنها “ندبة على جبين شرطتنا”.
بينما قال مفوض شرطة لندن السير مارك رولي، إن “جرائم ديفيد كاريك كانت شريرة بشكل لا يوصف. التفاصيل مروعة”.
ارتفاع جرائم الاغتصاب لأعلى مستوًى في بريطانيا منذ 20 عاماً
وكانت وسائل إعلام بريطانية، دقّت ناقوس الخطر حول الارتفاع الكبير لجرائم الاغتصاب في بريطانيا منذ سنوات.
وقالت بي بي سي، في تقرير بتاريخ 12 يوليو تموز 2022، إن الشرطة في إنجلترا وويلز سجّلت أكبر عدد من حالات الاغتصاب والجرائم الجنسية منذ 20 عامًا.
حيث سجّلت السلطات 194683 جريمة جنسية في 2021-22، بما في ذلك 70330 حالة اغتصاب، وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في 2002/2003.
المثير للجدل في هذا التقرير، أن الأرقام تتعلق بقضايا وحملات بارزة في نظر الجمهور، بمعنى أن تلك المعطيات من المرجح أنها لم تتطرق إلى الجرائم “المسكوت عنها”، أو التي لم يقم ضحاياها بالتبليغ عنها