وطن– كشف الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، أن الأردن وإسرائيل ولاتفيا أعلنوا عن مراجعات للقناصل الفخريين بعد أن كشف تحقيق للاتحاد ومنظمة “بروبابليك”، عن مخالفات واسعة النطاق قام بها قناصل فخريون تابعون لها مرتبطة بغسيل الأموال.
وقال الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، إن الأردن ولاتفيا وإسرائيل قد أنهت وضع القناصل الفخريين العاملين في بلدانهم، أو أمرت بإجراء مراجعات لمن يخدمون حاليًا.
وكان الاتحاد الدولي ومنظمة “بروبابليك” قد نشرا في العام الماضي، بالتعاون مع 60 شريكًا إعلاميًا، تحقيقاً كشف أن القناصل الفخريين استغلّوا مرارًا الوضع الدبلوماسي لتهديد الأمن الدولي وسيادة القانون؛ حيث وجد التحقيق ما لا يقل عن 500 من القناصل الفخريين الحاليين والسابقين الذين اتهموا بارتكاب جرائم أو تورطوا في الجدل، معظمهم في أثناء شغلهم مناصبهم.
بموجب المعاهدة الدولية، يتلقى القناصل الفخريون الحماية والامتيازات القانونية التي يمكن أن تشمل الحصانة من الدعاوى القضائية والقدرة على نقل الحقائب القنصلية عبر الحدود دون تفتيش.
الأردن يُقيل قنصله الفخري في هندوراس شكري كافي
وكشف الاتحاد الدولي للصحفين الاستقصائيين أن مجلس الوزراء الأردني وافق مؤخراً على إقالة القنصل الفخري في هندوراس، رجل الأعمال المليونير شكري كافي.
وشغل كافي منصب القنصل الفخري للأردن في هندوراس لأكثر من ثلاثة عقود، وفي عام 2016، أشار قاضٍ إلى الوضع الدبلوماسي لكافي بصفته القنصل الفخري، في السماح للمليونير بتجنب الاعتقال بعد القبض عليه بتهمة الاحتيال وغسيل الأمول.
كما وافق مجلس الوزراء الأردني على عزل ستة قناصل فخريين آخرين، بمن فيهم كافي، كجزء من إعادة تقييم أوسع، بحسب المسؤول.
وأبلغت وزارة الخارجية الهندوراسية الشريك الإعلامي للاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، كونترا كورينتي هندوراس، أنها لم تتلقَّ إخطارًا رسميًا بالقرار.
وكان “كافي” قد نفى ارتكاب أيّ مخالفات، وقال في السابق إن التهم الجنائية، التي تمّ رفضها، كانت ذات دوافع سياسية.
قنصل فخري تابع لدولة لاتفيا استغل حصانته لمواجهة تهم اعتدائه على زوجته
وفي لاتفيا، أعلنت وزارة الخارجية عن تحقيق بعد أن كشف الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين أن القنصل الفخري الذي يمثّل إندونيسيا، حاول ذات مرة المطالبة بالحصانة الدبلوماسية عندما كان يواجه اتهامات بالاعتداء على زوجته، حيث تظهر السجلات أن القنصل الفخري فالديس تيلغاليس تلقى غرامة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: “في ضوء المعلومات الواردة، ستنظر الوزارة في الأمر بعمق”، مضيفاً أنها علمت باتهامات الاعتداء فقط بعد تلقي أسئلة من الصحفيين، وأن الوزارة حاليًا تقوم بفحص الأمر بالتعاون مع سلطات إنفاذ القانون”.
تورط قناصل فخريين إسرائيليين بالاحتيال وغسيل الأموال
وفي إسرائيل، أطلقت وزارة الخارجية مراجعة بعد أن حدّد الصحفيون وجود قناصل يواجهون قضايا فساد وتحقيقات جنائية أخرى.
وكشف الاتحاد الدولي أنّ شريكه الإعلامي “شومريم” على سجلات عامة تُظهر أن إسرائيل تطلب من القناصل الفخريين الذين يمثّلون دولًا أجنبية داخل إسرائيل، “أن يكونوا خالين من أي عيب في النقاء الأخلاقي”.
وتظهر السجلات أنه يمكن فصل القناصل الفخريين المعينين من قبل إسرائيل في الخارج، إذا تبين أنهم “تصرفوا بطريقة غير مناسبة”.
وعلى الرغم من السياسة التي تحكم ممثلي الدول الأجنبية، وجد تحقيق “دبلوماسيين الظل”، أنّ إسرائيل اعترفت وعينت قنصلًا فخريًا لتمثيلها كان قد أدين سابقًا بالاحتيال، وآخرين واجهوا تهماً بالفساد وغسيل الأموال وتهريب الماس والاغتصاب.
وأعلنت وزارة الخارجية أنها ستدرس وضع اثنين من القناصل الفخريين الحاليين، أحدهما كان شاهدًا رئيسيًا في قضية فساد واسعة النطاق في إفريقيا، والآخر استخدم مؤخرًا صفة القنصل الفخري لمنع الشرطة في إيطاليا من تفتيش منزله كجزء من عملية تحقيق تمويل سياسي غير قانوني.