وطن– “ساركوما كابوزي” هو نوع من أمراض السرطان يتشكّل في بطانة الدم والأوعية الليمفاوية، والسبب في ظهوره، هو فيروس الهربس 8، الذي يسبب آفات جلدية، وفي أخطر أشكاله يرتبط بالأمراض المعدية المعوية والرئوية.
وبحسب تقرير لصحيفة “إل ديباتي” الإسبانية، فإن فيروس ساركوما كابوزي، يُعرَف في المقام الأول بارتباطه المتكرر بفيروس نقص المناعة البشرية، على الرغم من حقيقة أنّ فيروس الساركوما، يمكن أن يَظهر لأسباب متنوعة.
ووفقًا لترجمة “وطن“، فإن فريق من (CNM) التابع لمعهد كارلوس الثالث الصحي (ISCIII)، نشر مقالًا في المجلة العلمية PLOS ONE، يعرض نتائج دراسة علم الأوبئة الجزيئية حول فيروس الهربس 8.
ويكشف البحث عن مدى تفشي الفيروس في إسبانيا، وتنوعه الجيني، ويحذّر من أنّ العدوى يمكن أن تكون أكثر من المُتوقّع، ويقترح أيضًا بتقييم فحص السكان المعرضين للخطر.
«لانجيا» .. فيروس جديد يظهر في الصين!
من جهتهم، يشير مؤلفو البحث، ماريا دولوريس بيريز فاسكيز، وإنماكولادا غوميز، وديفيد تاراغو، إلى أنه فيروس أكثر انتشارًا مما هو معروف عادة، كما ينتشر بين عموم السكان في كثير من الأحيان في صمت. ناهيك بأن المرض له خصائص وراثية مختلفة اعتمادًا على توزيعها الجغرافي، كما أن ظهور الإيدز وتعميم عمليات زرع الأعضاء وتحركات السكان في العقود الأخيرة، قد أحدث تغييرات في عملية توسعه وانتشاره.
12 نوعًا فرعيًا مختلفًا من الفيروس
يحلّل البحث بيانات 142 مريضًا مصابًا بفيروس ساركوما كابوزي وأمراض كامنة مختلفة، وقد حُدّد ما يصل إلى 12 نوعًا فرعيًا مختلفًا من الفيروس. وعلاوة على ذلك، تم العثور على نوعين من هذه الأنواع الفرعية، تسمى E1 وE2، منتشرة في المرضى الذين يعيشون في أوروبا، بحسب هذه الدراسة البحثية.
مع المعلومات الجينية التي تمّ الوصول إليها، تم إجراء تحليلات على علم الوراثة التي جعلت من الممكن إنشاء خريطة أولى للنظر في عملية توزيع الأنواع الفرعية المتداولة في إسبانيا، ما من شأنه أن يساعد في وضع هذه البيانات في سياق التوزيع العالمي.
“مصدر تسرب فيروس كورونا”.. خبير أمريكي يكشف مفاجأة صادمة
ويوضح الباحثان Tarragó وGómez، أن “امتلاك هذه المعلومات، أمر في غاية الأهمية، لأنه تم مؤخرًا وصف ارتباط بعض الأنواع الفرعية بالفيروس بتطور أكثر ضراوة لمرض ساركوما كابوزي وأمراض أخرى”.
كما أضافوا أن تحديد النوع الفرعي للفيروس، خاصة في المجموعات المعرضة للخطر، يمكن أن يسهّل مراقبة وإدارة الفيروس والمرض.
في سياق متّصل، تشير النتائج إلى أنّ النمط الجيني A وC للفيروس، كانا يمثّلان الأغلبية ويمثّلان على التوالي 55.6 و42.3٪ من السلالات المدروسة. فيما يتعلق بالأنواع الفرعية، بلغت نسبة السلالات C3، حوالي 25.4٪ والسلالات A3، قدّرت بـ19.7٪، أما الأنواع الفرعية الأخرى، مثل: A5 ،C2 ،A1 ،A4 ،C1 ،A2 ،C7، هي الأقل انتشارًا.
دراسة حديثة: كمية فيروس كورونا في الرئتين السبب الرئيسي لوفاة المصابين
من جهة أخرى، أظهر مجتمع مدريد، الذي يحوي ما لا يقلّ عن 52.1٪ من المرضى الذين خضعوا للدراسة، توزيعًا مختلفًا بشكل ملحوظ للأنواع الفرعية مقارنة بالآخرين، وظهرت الأنواع الفرعية B1 وE1 وE2 بشكل متقطع على الرغم من أن الأنماط الجينية A وC3، لطالما كان الأنواع الأكثر شيوعًا، مع النوع الفرعي A3، باعتباره النوع الأكثر تنوعًا، وفقًا لعدد المجموعات الموجودة في تحليل نشأة وتطور المرض.
بشكل عام، لم تكن الاختلافات الموجودة في الأحمال الفيروسية بين الأنماط الجينية ذات دلالة إحصائية، على الرغم من أن المقارنة بين النوعين الفرعيين C2 وC3، أظهرت اختلافات أكثر صلة. بينما الاختلافات بين توزيع الأنواع الفرعية للفيروسات بين المرضى الذين يعانون من ساركوما كابوزي والمرضى غير المصابين بالسرطان، لم تكن ذات دلالة إحصائية.