وطن- اكتظّت شوارع مدينة “جرجيس” جنوب تونس، بآلاف المحتجين الذين لبّوا دعوة اتحاد الشغل المحلي إلى إضراب عام، للضغط على السلطات لبذل كل ما في وسعها من جهد للكشف عن مصير المفقودين الـ 18، الذين غرق مركب الهجرة غير النظاميّة خاصتهم قبل ما يزيد عن الشهر، وسط تعتيم أمني كبير عن مصير أغلبهم.
مدينة جرجيس تنتفض
وحشد اتحاد الشغل المحلي في مدينة جرجيس، إلى إضراب عام من أجل الضغط على السلطات التونسية لبذل كل ما في وسعها من جهد للكشف عن مصير المفقودين سريعاً، ومحاسبة المتورطين في دفن غرقى من أبنائهم دون تحديد هويتهم.
جرجيس تنتفض.. مشهد مرعب..
حشود بشرية رهيبة في اكبر مظاهرة في تاريخ جرجيس#كلنا_جرجيس
يسقط يسقط الانقلاب pic.twitter.com/KSDKHwz4KE— Ikbel Jmili (@jmili_ikbel) October 18, 2022
وكانت السلطات المحلية في وقت سابق، قد أقدمت على دفن عدد من جثث هؤلاء المهاجرين غير النظاميّين في مقبرة “الغرباء”، دون التثبت أصلاً من هوياتهم أو أصولهم.
“أعيدوا أبنائنا”.. فاجعة “جرجيس” تشعل الاحتجاجات في تونس
زادت تلك الحادثة -على غرار تلكؤ السلطات في البحث عن المفقودين، مما اضطر البحارة في الجهة لتنظيم حملات بحث بأنفسهم- من حدة الغضب الشعبي في المدينة الساحلية جنوب البلاد التونسية، مما أشعل موجة من الاحتجاجات منذ الأسبوع الماضي، والتي بلغت ذروتها اليوم الثلاثاء.
🔴 حشود بشرية رهيبة في اكبر مظاهرة في تاريخ جرجيس pic.twitter.com/mYbHgyC3Rn
— Mouje Gharbi (@MoujeGharbi) October 18, 2022
تجدر الإشارة إلى أن المحتجين رفعوا أيضاً شعارات تطالب بالتنمية وتحسين أوضاع المنطقة، للحدّ من نزيف الهجرة باتجاه سواحل أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر قوارب متهالكة.
وأصبحت “جرجيس” الوسم الأكثر تداولاً عبر مواقع التواصل في تونس، وسط صمت رسمي غير مسبوق إزاء ما تتعرض له هذه المدينة.
ووصف بعض النشطاء على السوشيال ميديا صنّاع القرار في البلاد، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، بأنهم فعلياً في حكم الغائب، ولا ينتظر منهم أساساً أي تدخل؛ على اعتبار أن “فاقد الشيء لا يعطيه”، على حد تعبير الكثيرين.
وهكذا غرد حساب باسم”نبيل التونسي” عبر منصة تويتر قائلاً: “مظاهرة ضخمة في جرجيس الان تنديدا بتعامل الانقلاب الوضيع مع كارثة غرق العشرات و دفن بعضهم خلسة دون الرجوع الي ذويهم”.
وتابع: “الشعب التونسي مارد إن استفاق لن يبقي على رؤوسهم حجرا يحميهم”.
مظاهرة ضخمة في جرجيس الان تنديدا بتعامل الانقلاب الوضيع مع كارثة غرق العشرات و دفن بعضهم خلسة دون الرجوع الي ذويهم
الشعب التونسي مارد ان استفاق لن يبقي على رؤوسهم حجرا يحميهم pic.twitter.com/tCxmYCUIc4— ابو نبيل (@Nabilettounsi) October 18, 2022
موجة غضب عارمة في تونس
وتحدثت الناشطة “إقبال الجميل” عن الحشد الكبير الذي أجتمع تنديداً بـ ممارسات السلطة القائمة، التي دأبت على اللامبالاة فيما يتعلق بمشاكل التونسيين، داعية إلى ضرورة أن يسقط الانقلاب الذي يحكم البلاد منذ 25 جويلية 2021.
وغرّدت عبر حسابها على منصة تويتر تقول: “جرجيس تنتفض.. مشهد مرعب.. حشود بشرية رهيبة في اكبر مظاهرة في تاريخ جرجيس.. كلنا جرجيس، يسقط يسقط الانقلاب”.
جرجيس تنتفض.. مشهد مرعب..
حشود بشرية رهيبة في اكبر مظاهرة في تاريخ جرجيس#كلنا_جرجيس
يسقط يسقط الانقلاب pic.twitter.com/KSDKHwz4KE— Ikbel Jmili (@jmili_ikbel) October 18, 2022
من جانبها، غردت الناشطة “منال البراهمي” عبر حسابها على منصة تويتر، تقول: إنه “عندما يقوم الشعب.. تخرس جميع الأصوات النشاز وللشعب سديد النظر.. يفعل ما يراه مناسبا وهو مصدر الشرعية ومصدر السلطات”.
وأضافت أن “شعب جرجيس خرج اليوم 18 اكتوبر 2022، عن بكرة أبيه.. في حركة احتجاجية سلمية ضد الظلم والقهر والفقر.. ثورة المقهورين والمسحوقين والمحروقين والحارقين.. ثورة الجياع على الأبواب.. أحذروا غضب الشعب.. فلا عاش في تونس من خانها”.
شعب #جرجيس خرج اليوم 18 اكتوبر 2022، عن بكرة أبيه.. في حركة إحتجاجية سلمية ضد الظلم والقهر والفقر..
ثورة المقهورين والمسحوقين والمحروقين والحارقين..
ثورة الجياع على الأبواب..
أحذروا غضب الشعب..
فلا عاش في #تونس من خانها…#جرجيس_تنتفض pic.twitter.com/FtVKM92jG3— منال براهمي (@Manal_Brahmi) October 18, 2022
يذكر أن المهاجرين الـ 18 من مدينة جرجيس جنوب شرق البلاد التونسية ما زالوا إلى اليوم في عداد المفقودين، ولم تعثر السلطات المحلية سوى على 6 جثث منهم، وسط تساؤلات متواصلة عن السبب الحقيقي وراء تكتم السلطات الأمنية على مصيرهم.

