وطن– شهدت ليبيا جريمة غريبة من نوعها، حين أقدم زوج على قتل زوجته، بسبب إعدادها العصيدة في المولد النبوي.
عصيدة المولد النبوي
وذكرت صحيفة “الجماهيرية” المحلية، أنّ زوجاً في منطقة الوحيشي، بأحد أحياء مدينة بنغازي، غرب ليبيا، أقدم على قتل زوجته لأنها أعدت طبق “عصيدة المولد النبوي“.
وينتمي الزوج القاتل إلى أحد التيارات السلفية، التي تحرّم الاحتفال بالمولد النبوي، وتعتبر كل ما يتم فعله من مظاهر واحتفالات، بدعة محرمة.
يبعتلها الخبر هدا يا شعبان استفاق سكان منطقة الوحيشي اليوم صباحاً على جريمة قتل مروعة.
شاب من التيار السلفي يقتل زوجته بالخطأ أثناء ضربها بسبب قيامها بعمل عصيدة.
يذكر أن جميع الجيران شهدوا بأن الراجل محترم وملتزم ولكن كان يتعالج المدة الأخيرة من السحر. pic.twitter.com/om8N3NMmOr— Fawzi Abusaa (@Fawzi31122891) October 8, 2022
وتُعِدّ الكثير من النساء في ليبيا حلوى العصيدة في ذكرى المولد النبوي. لكن المتشددين لا يأكلونها ويرفضون الاحتفال.
وقام الزوج بضرب زوجته ضرباً مبرحاً إلى أن فارقت الحياة.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
وأشيعت طوال الأيام الماضية، مع حلول ذكرى المولد النبوي، أقاويل كثيرة بخصوص حكم الاحتفال بهذه المناسبة بين مؤيد ومعارض.
والمولد النبوي أو مولد الرسول، هو ذكرى سنوية في يوم مولد النبي محمد بن عبد الله في 12 ربيع الأول، حسب أشهر الأقوال عند أهل السنّة.
وتبدأ الاحتفالات الشعبية بهذه المناسبة في بعض البلاد الإسلامية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس تنشد فيها قصائد مدح النبي، وتكون فيها الدروس من سيرته، وذكر شمائله، ويُقدّم فيها الطعام والحلوى، مثل: حلاوة المولد.
وحسم الداعية الإسلامي الشهير الشيخ عمر عبد الكافي، الجدل الدائر حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وفق شروط حددها.
وقال الداعية عمر عبد الكافي في كلمة له بمناسبة حلول هذه الذكرى: “من الجميل أن نحتفل بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في وقت نسي الناس فيه سيرة النبي ونهجه”.
"جميل أن تحتفلوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت نسي الناس فيه".. الداعية عمر عبدالكافي يجيب على حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف pic.twitter.com/gSLwisLL7A
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) October 7, 2022
السلف لا يحتفلون
وأضاف “عبدالكافي” أن السلف الصالح كانوا لا يحتفلون بهذا الأمر، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان دائمَ الحضور في حياتهم “في صغير الأمر وكبيره”، حسب وصفه.
مضيفاً: “وكان قدوة في صغير الأمر وكبيره.. لكن الأجيال الحالية الآن نسيت سيرته وحياته”.
وتابع الداعية الشهير: “إئتني بـ 10 جامعات عربية إسلامية وقل لهم صفوا لي رسول الله صلى العليه وسلم.. فيقولون كان جميلا”.
واستطرد: “بينما إذا سألتهم صفوا لي اللاعب رقم 9 في الفريق الفلاني.. فسيأتون بكل مواصفاته وصفاته من رقم فانلته، إلى كيف يأكل وماذا يحب وكيف يقوم بالحمية. ومتزوج ممن أو مصادق من وأولاده.. وكل تفاصيل حياته الدقيقة في حين نسي الناس الإطار النبوي الشريف وحياته”.
وأضاف الداعية المصري: “فلنذكر الناس بالنبي وهديه ونستغل هذه المناسبة”.
وتابع مشدّداً على أنه لا يرى حرمة أو بدعة في الاحتفال بالمولد النبوي: “أنا لا أرى فيها إن شاء الله شيء”.
وأوضح: “وإن بدعها البعض أقول هذه آثارة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس”.
واستدرك: “ولكن يجب إذا احتلفنا بالمولد النبوي ألا يصاحب هذا الاحتفال تعديات على الثوابت”.