وطن– كشف وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، في حوار خاص لمجلة (الأهرام العربي) نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية “أ ش أ”، عن كواليس داخلية لعمل الحكومة العمانية وخطة السلطان هيثم بن طارق.
معوقات رؤية السلطان هيثم لتحقيق العدالة الاجتماعية
“البوسعيدي” وفي حواره للصحفي جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة “الأهرام العربي”، أكد أن الحكومة فى سلطنة عمان، ماضية فى تطبيق “الرؤية الحكيمة” للسلطان هيثم، فيما يتعلق بترسيخ العدالة الاجتماعية.
لافتا إلى أن الحكومة تقوم بإدخال العديد من الإصلاحات، فى القطاع الحكومى والقطاع الخاص، وفى المجالات الاجتماعية المتنوعة، بناء على توجيهات سلطان عمان.
لكن الوزير العماني كشف في الوقت ذاته، عما وصفه ببعض الممارسات المتجذرة التي تواجهها الحكومة في هذا الشأن.
كما تحدث “البوسعيدي” عن مصالح أو عادات وأساليب بيروقراطية معيقة، وُجِدت منذ زمن طويل، تعيق هذه الرؤية، موضحا:”لذلك تقوم الحكومة على اتخاذ وتطبيق قرارات وسياسات متدرجة، لكنها حازمة فى تحقيق التغيير الإيجابى المنشود”.
إمكانية تحقيق تقارب عربي أكبر
وفي سياق آخر وبسؤال الكاتب الصحفي “الكشكي” له عن إمكانية تحقيق تقارب عربي أكبر بين الدول العربية لمواجهة التحديات الراهنة والطارئة، قال وزير الخارجية العماني إنه “ينبغى علينا العمل من أجل تعزيز التعاون الجماعى بيننا.
مشددا على أن ذلك يجب أن يبنى على قاعدة “لا ضَرر ولا ضِرار” حسب وصفه، مضيفا أن هذه مهمة يجب أن تكون ثابتة ومستدامة.
وتابع الوزير العماني موضحا في هذا الشأن:”أعتقد على وجه الخصوص، أنه من المفيد جدا، أن نعمل على تعزيز مهارة الإنصات والاستماع، إلى هواجس بعضنا بعضًا، لاسيما شواغل أولئك الذين، قد نختلف معهم بشأن بعض القضايا والتوجهات”.
“الربيع العربي”
وردا على سؤال حول ما تعانيه بعض الدول العربية، من ارتدادات وتداعيات ما يسمى بـ «الربيع العربى» عام 2011، ورؤية السلطنة لدعم تلك الدول، قال بدر البوسعيدي: “مما لا شك فيه، أن الازدهار هو مفتاح النجاح فى ذلك.”
موضحا:”فبالازدهار نستطيع تلبية تطلعات شبابنا. نحن نود أن نوفر المزيد من الوظائف، والكثير من الفرص للشباب، لكى نضمن استدامة دورهم المحورى والبناء فى التنمية”.
وأوضح وزير خارجية سلطنة عمان، أن التدخل الخارجي، يكون سهلا ومتاحا، عندما تكون الأوضاع الاقتصادية سيئة.. موضحا أن الاقتصاد، هو القضية الأولى بالنسبة للأمن الوطني.
مجلس التعاون الخليجي
وعن سبل تعظيم العائد من نجاح منظومة مجلس التعاون الخليجي، شدد بدر البوسعيدي في حديثه لـ جمال الكشكي، أنه “ينبغى علينا مواصلة العمل الجماعي والاستفادة من التجارب الناجحة لنا، والتركيز على التعاون الاقتصادي، وتطوير البنى الأساسية المشتركة لتعزيز الترابط بين جميع الدول العربية.”
كما أكد الوزير العماني على ضرورة تعزيز التجارة البينية والاستثمار بين دول مجلس التعاون، وقال:”نحن نشترك فى علاقات عميقة جدا على المستوى الثقافى والاجتماعي، وفوق كل هذا وذاك، نحن جميعا عرب.”
مضيفا:”وهذا فى حد ذاته يمثل أساسا مهما لأمن شعوبنا وتعاونها ورفاهيتها. وليس هناك أدنى شك، فى أن التزامنا بالعمل العربى المشترك، لن يتزعزع”.
سياسية عمان الحيادية.. هل عفا عليها الزمن؟
وفي تعليقه على منهج السلطنة الدائم واتباع سياسة الحياد والطرح الذي يقول بأنه “لم يصبح هناك مكان للحياد فى عالم اليوم، ومن ليس معنا فهو علينا”، قال “البوسعيدي”: “لا أتفق مع هذا الطرح.. هناك بالتأكيد مكان حيوى للحياد، فى عالم اليوم وفى العقلية.”
وأوضح الوزير العماني:”كما أن مقولة (من ليس معنا فهو علينا)، تعبير غير صحي، وغير مفيد ويجب رفضه تماما.. وأنا أقول هذا الكلام من منطلق سياسة عمان، ذات المبادئ الثابتة.”
وشدد على أن سياسة سلطنة عمان، تمارس الحياد الإيجابي، والبناء للصالح الجماعي “ومن واجبنا الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة، لكى نتمكن من التواصل مع جميع الأطراف، الذين قد يواجهون بعض المشاكل والصعوبات.”
القضية الفلسطينية وسلطنة عمان
وبشأن رؤية وزير الخارجية العماني للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، قال “البوسعيدي” إنه “لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.”
وتابع موضحا:”لكن، بإيجاز شديد، فإن الحل يكمن فى مقايضة الأرض مقابل السلام، على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، مما يعنى تنفيذ قرارات مجلس الأمن، والعودة إلى سيادة القانون.”
وأضاف وزير خارجية سلطنة عمان:”وينبغى الإشارة هنا إلى أن مبادرة السلام العربية مازالت مطروحة على الطاولة، منذ عشرين عاما. وهى مبادرة جيدة، تحظى باحترام المجتمع الدولى والمراقبين، باعتبارها مبادرة عادلة ونحن نؤيدها”.