وطن- استنكر مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، حالة التجاهل العالمية والإسلامية لما تمر به أفغانستان عقب الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 1000 شخص.
وقال الشيخ “الخليلي” في بيان له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر“:”إنا بقدر ما نأسف للواقع الأليم على إخواننا الأفغان الذين نكبوا بالزلزال المدمر، نأسف كذلك أيما أسف على تجاهل الضمير العالمي لهذه المأساة، وعدم المبادرة إلى إسعاف المنكوبين؛ فإن مواساة المصابين حق إنساني يشترك فيه جميع البشر، وتتفق عليه جميع الأديان والفلسفات”.
رسالة للدول الإسلامية
وفي كلمات موجهة للعالم الإسلامي بوجه الخصوص، قال “الخليلي”: “وإذا كنا نعجب من تجاهل العالم لهذه المأساة الأليمة فإننا نزداد عجبا أن يشترك في هذا التجاهل المسلمون، مع أن للشعب الأفغاني عليهم حقين، حق الإنسانية وحق الإسلام”.
وأوضح بأن المسلمين أمروا بأن يتحدوا في المشاعر والأحاسيس كما يتحدون في المبادئ والغايات، مدللا بالحديث النبوي الشريف: “ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتکی عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى”.
زلزال أفغانستان المدمر.. حصيلة مرعبة من القتلى والمنازل تتحول إلى أنقاض (صور وفيديو)
الخليلي ينتقد المسارعة لمساعدة أعداء الأمة
وانتقد الشيخ “الخليلي” مبادرة العديد من الدول الإسلامية واستعجالهم في إرسال المساعدات لأعداء الامة، قائلا: “على أن كثيرا من هؤلاء الذين تجاهلوا هذا الحق الذي يجب عليهم لهذا الشعب كثيرا ما يبادرون بالمشاركة بالأموال الطائلة عندما يصاب المناوئون للأمة الإسلامية المحتلون لأرضهم، فأين عنهم النخوة الإيمانية؟”.
واختتم قائلا: “لهذا أذكر الضمير العالمي بهذا الواجب الذي تناسوه، وأخص المسلمين بمزيد من التذكير؛ فالواجب يقتضيهم أن يبادروا حكومات وشعوبا، هيئات وأفرادا، إلى إغاثة الشعب الأفغاني المسلم المجاهد البطل”، مدللا بقوله تعالى في الآية 272 من سور البقرة:”وما تنفقوا من خير فلا نفسكم وما تنفقون إلا أبتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ” .
بقدر ما نأسف على إخواننا الأفغان الذين نكبوا بالزلزال المدمر نأسف أيما أسف على تجاهل الضمير العالمي لهذه المأساة، ونزداد عجبا أن يشترك في هذا المسلمون، مع أن للشعب الأفغاني عليهم حق الإنسانية وحق الإسلام.
أذكر الضمير العالمي بهذا الواجب الذي تناسوه، وأخص المسلمين بمزيد من التذكير pic.twitter.com/Q5WxG01zPd— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) June 25, 2022
يأتي ذلك في وقت قدر فيه الاتحاد الأوروبي أن 270 ألف شخص يعيشون بالمناطق المتضررة من الزلزال ويحتاجون إلى مساعدة، وقدّم مساعدة طارئة أولية بقيمة مليون يورو.
إيران وقطر ترسلان مساعدات
وأرسلت كل من إيران وقطر مساعدات للمنكوبين، بينما أعلنت الولايات المتحدة -التي انسحبت من أفغانستان أواخر أغسطس/آب بعد حرب استمرّت 20 عاما- أنها تعمل مع شركائها الإنسانيين على إرسال فرق طبية.
وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي للأمين العام للأمم المتحدة أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وزّعت خياما وبطانيات وأغطية بلاستيكية، كما أوصل برنامج الأغذية العالمي طعاما لنحو 14 ألف شخص في بكتيكا، وقدمت منظمة الصحة العالمية 10 أطنان معدّات طبية تكفي لإجراء 5400 عملية جراحية.
زلزال بقوة 6.1 يضرب أفغانستان
وهز الزلزال -الذي بلغت قوته 6.1 درجات- أفغانستان في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء بالقرب من الحدود الباكستانية، على بعد نحو 160 كيلومترا جنوب شرقي كابل، مما أدى لمقتل 1155 شخصا، وإصابة أكثر من 1600 آخرين.
ووفقا لمسؤولي الحكومة الأفغانية، دمر الزلزال أكثر من 2500 منزل بالكامل، وقد تضررت مئات المنازل جزئيا في ولاية بكتيكا على الحدود مع باكستان.
وتشهد أفغانستان بشكل متكرر زلازل خصوصا في سلسلة جبال هندوكوش التي تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، ويمكن أن تكون هذه الكوارث مدمرة بشكل خاص بسبب المرونة المنخفضة للمنازل الريفية.
ووقع أعنف زلزال في تاريخ أفغانستان الحديث في مايو/أيار 1998، وأودى بحياة 5 آلاف شخص في ولايتي تخار وبدخشان (شمال شرق).