وطن – أصدر الديوان الملكي المغربي توجيهات جديدة بشأن القضية الشائكة التي تم الكشف عنها قبل أيام وفجرت جدلا واسعا، بخصوص الاعتداءات الجنسية لرجل أعمال فرنسي على “قاصرات مغربيات” واغتصابهن مستغلا سلطته عليهن بالعمل.
تحرك مغربي بشأن اغتصاب مغربيات من قبل رجل أعمال فرنسي
وبحسب وسائل إعلام مغربية محلية، فإن الوكيل العام لملك المغرب محمد السادس، أعطى تعليماته للمصالح الأمنية بالمدينة، لمباشرة التحقيق في ظروف وملابسات الاعتداءات الجنسية التي تعرض لها الضحايا المغاربة.
وكشفت عن هذه الخطوة الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، خلال ندوة صحفية لها.
ويشار إلى أن 4 شابات في المغرب كن قد تقدمن بشكاوى قضائية ضد “جاك بوثيي” رجل الأعمال الفرنسي، يتهمنه فيها بالتحرش الجنسي.
و”بوثيي” رجل الأعمال الفرنسي والمستثمر في المغرب، تعتقله السلطات الفرسنية حاليا بقضية “اغتصاب قاصر”.
وكانت تحقيقات أجرتها شرطة باريس، أفادت بأن المليونير الفرنسي، ومدير شركة “Vilavi” التنفيذي متورط في احتجاز واغتصاب قاصر مغربية الأصل اسمها “كنزة”.
وحاول جاك ـ بحسب التحقيقات ـ التي نشرتها تقارير غربية اختطاف “كنزة” وترحيلها إلى المغرب عبر شبكة إجرامية عالمية. لكن الفتاة تمكنت من الهرب والوصول للشرطة الفرنسية، وإبلاغها بالأمر ليتم اعتقال رجل الأعمال الفرنسي.
تفاصيل خطيرة كشفتها الضحايا
وبعد إعلان اعتقال “جاك بوثيي”، تشجعت العديد من ضحاياه في المغرب على الخروج والكشف عن عمليات الابتزاز الجنسي التي تعرضن لها، من قبله حيث تتواجد فروع لشركته بطنجة، ويتعلق الأمر بثلاث شركات تابعة لمجموعة “فيلافي”.
وأكد 3 نساء من ضحايا رجل الأعمال الفرنسي، أنهن فصلن من العمل بعدما رفضن الخضوع “للتحرش والابتزاز الجنسي” من طرف “بوثيي” في وقائع تعود إلى ما بين 2018 و2022.
“تواطؤ مسؤولين آخرين”
الشابات الثلاث وفي شهاداتهن بمؤتمر صحفي علني في طنجة، نظمته الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، الجمعة، كشفت أيضا عما وصفوه بـ”تواطؤ مسؤولين آخرين” مغاربة وفرنسيين في الشركة، التي استقال بوثيي من رئاستها بعد اعتقاله.
وفي ظهورهن الإعلامي الذي يعد نادرا في المغرب، حيث تحجم النساء اللائي يتعرضن لابتزازات جنسية عن الحديث خوفا من “الوصمة الاجتماعية”، كشفن أيضا كيف كان المليونير الفرنسي يتحرش بالموظفات، ويستدرجهن لممارسة الجنس معه، مستخدما أساليب الترغيب والترهيب ومستغلا سلطته وحاجتهن للعمل.
وكان “جاك بوثيي” يرسل لهن ـ بحسب شهادتهن ـ رسائل عبر تطبيق “الواتساب” ويعرض عليهن هدايا فاخرة وإغراءات من قبيل السفر والإقامة بفرنسا، قبل أن يشرع في الاعتداء عليهن.
وكانت السلطات الفرنسية قررت في مايو الماضي، ملاحقة رجل الأعمال الفرنسي “جاك بوثيي” 75 عاما، في قضية اتجار بالبشر واغتصاب قاصر.
وكانت عائشة كلاع، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، قالت في الندوة التي عقدت، الجمعة، بطنجة أن الجمعية استمعت إلى ضحايا المجموعة الفرنسية وتبين أنهن رحن ضحية منظومة جاك بوثيي.
عصابة إجرامية
واتهمت “كلاع” الملياردير الفرنسي بأنه استغل ثروته بتكوين عصابة إجرامية، وفرت كل الظروف المناسبة لاستغلال الفتيات بمواصفات بعيدة عما ينص عليه القانون.
كما أوضحت رئيس الجمعية المغربية لحقوق الضحايا أن “مظاهر الاعتداء على الضحايا لم تقتصر على الجانب الجنسي فقط، بل شملت أيضا ظروف العمل الشاقة والصعبة.
لافتة إلى أن ذلك يخالف قوانين العمل، سواء تعلق الأمر بالأجور الشهرية أو العطل السنوية أو فترات المرض، وغيرها من مظاهر التعسف داخل الشركات المشار إليها بطنجة.