وطن– إن عدد الساعات التي نقضيها أمام شاشات الهاتف المحمول والكمبيوتر اللوحي والكمبيوتر لا يؤدي إلى تقدم سن قصر النظر فحسب. بل يساهم أيضًا في مضاعفة عدد ما يسمى بـ “المواطنون الرقميون”.
بحس مجلة “سابير فيفير” الإسبانية، فإن بعض الخبراء شخّصوا قصر النظر على أنه “جائحة أوروبية”. وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو في البداية مبالغ فيه، فإن الأرقام تدعم هذه الفكرة.
وفقًا للبيانات الصادرة عن “OPTOM 2022″، المؤتمر السابع والعشرون لقياس البصر وعلم الاتصال والبصريات العينية، فإن المواطنين الرقميين (أي الأشخاص الذين ولدوا بعد عام 2002) هم بالفعل الجيل الذي يعاني من أعلى معدل لقصر النظر.
وفي الواقع، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 50 ٪ يعانون من قصر النظر.
قد يهمك أيضاً:
من جهته، يحذر سيزار فيا كويار، الدكتور المختص في البصريات وقياس النظر و ومنسق إحدى طاولات النقاش بالمؤتمر، “من أن معدل الإصابة بين الأطفال مرتفع للغاية مقارنة بالأجيال السابقة.
ويتراوح معدل انتشار قصر النظر في مرحلة الطفولة بين 30 و 40٪. وهو رقم تحدث عنه الخبراء في المؤتمر وقد يصل إلى 60٪ في السنوات القادمة”.
ولهذا السبب لا ينبغي الاستخفاف بعيب الانكسار العيني هذا، الذي يجعل الرؤية ضبابية من بعيد.
لماذا يوجد الآن المزيد من مشاكل قصر النظر
وطبقا لما ترجمته “وطن”، لا شك فيه أن التغيير في العادات بين الشباب، الذين أصبحوا الآن يتمتعون بنمط حياة أكثر استقرارًا-حيث تعتبر الشاشات ذات أهمية كبيرة- هو أحد العوامل التي تؤثر بشكل كبير على زيادة حالات قصر النظر.
ووفقًا لتقرير “انتشار قصر النظر بين الشباب في إسبانيا ، 2018″، الذي روجت له جمعية Vision and Life، وتم فيه تحليل بيانات أكثر من 6000 إسباني ولدوا بين عامي 1990 و 2005 تبين أن:
- 45٪ من الشباب حتى سن 27 عامًا تحصلوا على أول هاتف جوال بين 6 و 12 عامًا. كما أن معدل العمر أصبح أصغر.
- يستخدم حوالي النصف الهاتف بين 4 و 8 ساعات في اليوم. وفي حالة النساء تصل النسبة إلى 59٪.
وفي الحقيقة، يفرض نمط الحياة الحالي استخدامًا مستمرًا للرؤية القريبة.
قد يهمك أيضاً:
بالإضافة إلى ذلك، يقضي 50٪ من 2 إلى 4 ساعات يوميًا أمام الكمبيوتر. ويقضون من 1 إلى 4 ساعات في القراءة أو الدراسة، وهي وضعيات يُستخدم فيها الرؤية القريبة أيضًا.
من ناحية أخرى، يقضي 66٪ من الشباب و 74٪ من الشابات أقل من 7 ساعات أسبوعياً في الهواء الطلق. وجزء كبير منهم (46٪ من النساء و 33٪ من الرجال) لا يقضون حتى ساعة في اليوم في ممارسة الرياضة في الخارج.
النساء أكثر تضررا
ذكر مؤلفو دراسة الرؤية والحياة أيضًا أن كل هذا أدى إلى معدلات مقلقة من قصر النظر، والتي تكون أعلى في حالة النساء:
- 65٪ من الشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 27 سنة يعانون من قصر النظر مقارنة بـ 54٪ من الأولاد.
وربما يعود ذلك، لأنهم يستخدمون الهاتف المحمول أكثر ويمارسون القليل من التمارين في الهواء الطلق. ما يعني أنهم يعتمدون على الرؤية القريبة وقتًا أطول مقارنة بالرؤية البعيدة.
زيادة مقلقة في قصر النظر
ولكن بالإضافة إلى عدد الشباب الذين يعانون من قصر النظر والأعمار الأصغر التي يتم اكتشافها بشكل متزايد. فإن الخبراء قلقون بشأن حقيقة أخرى.
منذ عام 2012، زاد قصر النظر بمعدل -0.88 ديوبتر في كل عين بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 27 سنة.
ومن بين أولئك الذين ولدوا بعد عام 2000، يتضاعف الرقم: فأصبح لا يقل عن -1.75 ديوبتر في المتوسط. يشير هذا إلى أنه في غضون سنوات قليلة سيكونون أكثر قصر نظر من الجيل السابق.
مخاطر المضاعفات
يحذر الخبراء من أنه إذا استمر قصر النظر في الزيادة بهذه الطريقة. فقد يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة على الشخص البالغ.
يُذكر أن انفصال الشبكية وإعتام عدسة العين، يعد أمرًا شائعًا بين المصابين بقصر النظر.
وفي هذا السياق، توضح الدكتورة ميرسي مورال، أخصائية طب العيون المختصة في القرنية وجراحة الانكسار في عيادة العين. أن “من 60 إلى 70٪ من المرضى الذين يعانون من انفصال الشبكية يعانون من قصر النظر. و 20٪ من حالات إعتام عدسة العين في الأعمار الأصغر، تعود لارتفاع قصر النظر، وتكون حوالي أكثر من 6 ديوبتر”.
معهد الجراحة المجهرية (IMO)
وفقًا لهذه المختصة، فإن قلة قليلة من الناس على دراية بالمخاطر المرتبطة بقصر النظر المرتفع.
“يمكن أن يعاني 40٪ من المصابين بقصر النظر، الذي يصل معدله إلى أكثر من 8 ديوبتر، من أمراض في المنطقة الوسطى من الشبكية، ما يؤدي إلى فقدان البصر”.
كيفية إبطاء تقدم قصر النظر
يمكن التحكم في تطور قصر النظر بفضل الأساليب التالية، على الرغم من أن هذه التقنيات لا تزال غير معروفة تمامًا لغالبية السكان:
عدسات تقويم العظام أو ortho-k
“إنها عدسات خاصة يتم ارتداؤها ليلاً وتسمح لك بالاستمتاع برؤية جيدة طوال اليوم”.
تشرح جوان بيريز كورال، نائب رئيس الأكاديمية الأوروبية لطب تقويم العظام.
بفضل هذه العدسات، يمكن إبطاء نمو قصر النظر بنسبة تصل إلى 41٪.
العدسات اللاصقة اللينة
إنها تعطي نتائج جيدة في السيطرة على قصر النظر. يقول الدكتور سيزار فيا: “إن استخدامها مثالي لمن هم دون سن العاشرة. لأن هذه هي الحالات التي سيكون فيها تطور قصر النظر قوي ومن المهم الحفاظ على قصر النظر أقل من معدل 5 ديوبتر”.
العلاج بالعلاج البصري
من خلال سلسلة من التمارين اليومية يتم العمل على بنية العين بالكامل (تدريبها) لزيادة كفاءتها.
الجراحة ممكنة لكنها ليست “علاجية”
تعد جراحة العين الانكسارية أحد الحلول لتصحيح قصر النظر والتي يتم إجراؤها بشكل متكرر لبضع سنوات، خاصة بين الشباب.
لكنهم يحذرون من جمعية الرؤية والحياة، من أن هذا النوع من العمليات “لا يحمي قصر النظر من الإصابات التي يمكن أن تعاني منها بسبب مشكلتها البصرية. حيث أن هذه العين أطول من الطبيعي وتعرض الشبكية والبنى الأخرى للإجهاد.”.
بعبارة أخرى، تصحح الجراحة الديوبتر وتحسن الرؤية. لكنها لا تشفي قصر النظر ولا تقضي على مخاطر المعاناة من الأمراض الأخرى المصاحبة لها.
علاوة على ذلك، توضح الدكتورة ميرسي مورال أنه “على الرغم من أن الجراحة الانكسارية آمنة للغاية. فإنها لا تخلو من المخاطر ومن الضروري إجراء فحص عيون شامل لكل مريض”.
وهكذا، على سبيل المثال، على الرغم من أن الجراحة بالليزر هي الأكثر ممارسة فإنها في حالة المرضى الذين يعانون من قصر النظر لأكثر من 6-8 ديوبتر أو الذين يعانون من مضاعفات أخرى، يتم عادةً اختيار زرع العدسة داخل العين (phakic بشكل عام). لأن الرؤية الليلية أفضل من الليزر.
أفضل إجراء هو الوقاية
لكل هذه الأسباب يتفق المختصون على أهمية اتخاذ الإجراءات منذ سن مبكرة لمنع ارتفاع معدلات قصر النظر وتطوره. ونظرًا لأنه من الصعب “الهروب” من استخدام الشاشات في الوقت الحاضر، يجب اتباع هذه الاحتياطات لحماية عينيك قدر الإمكان:
- اقضِ ما لا يقل عن ساعتين يوميًا في الهواء الطلق. وقم بنشاطات على غرار؛ المشي أو ممارسة الرياضة.
- حاول ألا تستخدم الشاشات لأكثر من 3 ساعات في اليوم.
- عند العمل على الكمبيوتر . خذ قسطًا من الراحة كل 20 دقيقة وانظر إلى الشاشة لمدة 20 ثانية من بعيد
- إذا كنت تعمل مع جهاز كمبيوتر، خذ فترات راحة وطبق قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة اُنظر إلى شاشتك لمدة 20 ثانية لمسافة تبلغ 5 أمتار (20 قدمًا) ورمش عينيك.
- ضع الشاشة على بعد حوالي 50 سم من العين.
- تأكد من وجود إضاءة جيدة في منطقة الدراسة أو العمل.
- احصل على فحوصات منتظمة للعيون واستشر أخصائيًا إذا كنت تعاني من عدم الراحة مثل الرؤية المزدوجة أو الحكة أو احمرار العين أو الصداع.