وطن – قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إنه إذا سمع الأردنيون عن تورط ملكهم عبدالله الثاني وزوجته الملكة رانيا في تسريبات بنك “كريدي سويس” السويسري هذا الأسبوع، فإنهم لم يسمعوا عنها من وسائل الإعلام المحلية.
وكشفت تسريبات عن امتلاك الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا لعدد من الحسابات السرية في البنك السويسري، وهما اثنان من عدة شخصيات من جميع أنحاء العالم تم الكشف عن احتفاظهم بالملايين في بنك “كريدي سويس”.
ومع ذلك، كانت الاستجابة في الأردن لهذه التسريبات من قبل وسائل الإعلام المحلية الرئيسية والمصادر الرسمية ضعيفة إلى حد كبير الاثنين.
ولم تنشر أي وسيلة إعلامية أردنية تفاصيل التقرير الاستقصائي حول حسابات الزوجين الملكيين، التي يعتقد أنها تساوي مئات الملايين من الدولارات.
وأصدر الديوان الملكي الأردني عند الساعة 6 مساء يوم الاثنين، ردا مفصلا على التحقيقات، ونشرت معظم وسائل الإعلام الرد دون ذكر تفاصيل التحقيق نفسه.
الديوان الملكي يردّ
وذكر بيان الديوان الملكي أن “أي مزاعم تربط الأموال في هذه الحسابات بالأموال العامة أو المساعدات الخارجية هي محاولات تشهير ولا أساس لها ومتعمدة لتشويه الحقائق واستهداف سمعة الأردن بشكل منهجي وكذلك مصداقية جلالة الملك ، لا سيما بعد تقارير مماثلة نُشرت العام الماضي.”
وقال البيان إن غالبية الأموال التي تم الإبلاغ عنها تتعلق باستبدال طائرات ورثها الملك من والده الملك حسين، بما في ذلك بيع طائرة إيرباص 340 بقيمة 212 مليون دولار واستبدلت بطائرة “غلف ستريم” الأقل تكلفة التي يستخدمها عاهل الأردن حاليًا.
كما ألقى رئيس الوزراء بشر الخصاونة كلمة يوم الاثنين زاعمًا أن “الأردن وقيادته مستهدفان”.
وقال إن “الأردن ومصر مستهدفان من مصادر الشر الفكري الأسود على أساس مواقفهما الثابتة من القضايا الوطنية”.
وبحسب “ميدل إيست آي” كان هذا المشهد تكرارًا لما حدث عندما نُشرت أوراق باندورا العام الماضي والتي أظهرت أن الملك عبد الله يمتلك عقارات بقيمة 100 مليون دولار في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وفي ذلك الوقت أجبر الصمت الإعلامي العديد من النشطاء والسياسيين على اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة Clubhouse و Twitter لمناقشة القضايا الداخلية.
وفي ذلك الوقت كما هو الحال الآن، كان العديد من الأردنيين أقل استعدادًا لقبول مزاعم الحكومة بأن جميع المتورطين لديهم أيدي نظيفة.
“للأردنيين الحق في السؤال عن مصدر الأموال”
وقالت الناشطة “نهى فاعوري” لموقع Middle East Eye إن للأردنيين الحق في السؤال عن مصدر الأموال.
وتابعت “لماذا لا تسألون يا جبناء؟ ما الذي تخافون؟ أنا مواطنة أردنية اسمي نهى الفاعوري”.
وأضافت:”هل أمارس حقي وأسأل الملك ما هو مصدر الملايين الخاصة بك في تلك الحسابات هنا وهناك. بينما نحن غارقون في الديون وكادنا نموت من الجوع؟”
هذا وتم افتتاح عدد من غرف المناقشة في “كلوب هاوس” عقب تسريبات بنك “كريدي سويس”.
أحد هذه الغرف كان بها 70 مشاركا بعنوان “هل الأردن مستهدف؟”. ويدير الغرفة المعارض علاء فزع الذي يعيش كلاجئ سياسي في السويد منذ عام 2013.
وانتقد المشاركون في غرفة النادي الملك بالتوضيح وطالبوا بإعادة الأموال المخزنة في الحسابات. والتي تم الكشف في وقت ما عن أن أحدها كان قيمته 230 مليون فرنك سويسري (250 مليون دولار) للأردنيين.
وسأل أحد المشاركين في المجموعة:”إذا كانت مصادر الأموال معروفة ، فلماذا كانت الأموال مخبأة في حساب سويسري سري وليس في البنوك المحلية؟”.
وعلى تويتر وباستخدام هاشتاغ “الأردن ليس في حالة جيدة”، تساءلت مشاركة تدعى مايا رحم: “أرجوكم احترموا عقولنا قليلاً. هل نحن أناس ساذجون إلى هذه الدرجة لنصدق هذه الأكاذيب”.
وغرد أحمد ملحم ردا على بيان الديوان الملكي: “هل نصدق أن الأموال لمساعدة المقدسات الأردنية والإسلامية يتم دفعها من حسابات سويسرية سرية؟ من فضلك احترمنا؟”
مشاكل اقتصادية خطيرة
ووفق تقرير “ميدل إيست آي” ينبع الكثير من الغضب من حقيقة أن الأردن يعاني حاليًا من مشاكل اقتصادية خطيرة تفاقمت بسبب جائحة كوفيد -19.
واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد ضد الصعوبات المالية وارتفاع معدل البطالة بين الشباب.
واتُهم الملك عبد الله بعدم بذل الكثير من الجهد للتصدي للفساد الراسخ والمحسوبية التي انتشرت في الدولة الأردنية.
من جانبها قالت المحللة السياسية لاميس أنضوني: “تكمن أهمية هذه الحسابات السويسرية في أنها ظلت سرية للحماية من التسريبات. وهذا درس مفاده أنه يجب أن تكون هناك شفافية من الديوان الملكي في مثل هذه القضايا وما يتم استخدام الأموال من أجله”.
وأضافت أن الرد المحكم من قبل وسائل الإعلام الرئيسية في الأردن على ما تم الكشف عنه لن يؤدي إلا إلى تصعيد الشكوك.
وقالت لموقع Middle East Eye: “تلقوا تعليمات واضحة من الديوان الملكي بعدم نشر أي شيء يتعلق بهذا التحقيق”.
وبغض النظر عن التسريبات وأسبابها ، هناك مستوى عال من عدم الثقة بين المواطنين والقيادة بسبب غياب الشفافية “.
هل الأردن مستهدف؟
وانتقدت النائبة السابقة المعروفة في البرلمان الأردني هند الفايز رد الديوان الملكي على التسريبات.
وقالت إن الرد يؤكد أن الملك يملك الملايين بدلا من إنفاقها على شعبه وتنمية البلاد.
وبحسب بيان الديوان الملكي فإن الأموال موروثة من والده وتكلفة الطائرات. ولكن للملك خمسة اخوة وست اخوات أفلا يقسمون المال بينهم؟
عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، قال في مقابلة مع راديو البلد المحلي:أجد صعوبة في قبول الكلمات المتكررة بأن الأردن مستهدف من قبل القوات الأجنبية. لماذا لا تقوم الحكومة بتسريباتها الخاصة للصحفيين المحليين حول من هم هذه الهيئات الأجنبية؟”
وتابع:”الإعلام الأردني غير قادر على التحقق من هذا الموضوع بسبب الطبيعة التقييدية لقوانين الإعلام التي تعيق حرية الصحفيين. إذا أرادت الحكومة منا أن نؤمن بموقفها الرسمي ، فعليها أن تخبرنا من الذي يستهدف الأردن؟”
وسبق ان طالب مسؤولون وصحفيون أردنيون بفتح تحقيق في قرصنة هواتفهم.
وأثارت موجة اعتقالات في الأردن مؤخرا غضبًا وتوبيخًا علنيًا نادرًا للملك.
(المصدر: ميدل ايست آي)
اقرأ أيضاً:
تعليقان
حرامي
قام الامن العسكري بسرقه جهازين مني عندي عودتي للضفه العربيه عن طريق مطار عمان في شهر ٥ من العام الماضي. استلمت منهم وصل لاستعادت الجهازين عند عودتي لامريكا وقالو اي ان احضر للمكتبهم ساعتين قبل دخولي لمدرج الطائره وعندما قمت بهذا الامر وذهبت لمكتب الامن العسكري في المطار قبل مغادرتي تغيرت شروطهم ولم يعطوني الجهازين. وارسلت رسائل لكل من الملك عبدالله والسفير الامريكي في عمان والسفير الاردنيه في واشنطن والى مسؤل الامن العسكري في عمان
ولا حياه لمن تنادي
كلهم عصابه لصوص مسلحه وسرسريه في حاله فوضى