وطن – نشر موقع “نيكي آسيا” الياباني الناطق باللغة الإنجليزية، تحليلا عن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للولايات المتحدة، ولقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن. الذي أعلن الدوحة كحليف استراتيجي لبلاده من خارج حلف الناتو.
وقال التقرير، إنه عندما جلس الرئيس الأمريكي جو بايدن مقابل أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في المكتب البيضاوي في 31 يناير. كان ذلك بمثابة ضربة في القلب لمسؤولي الحكومة اليابانية.
وأوضح أن هذا الألم لم يأتي من إدراك أن الزعيم الأمريكي رحب بالأمير القطري فقط. بل لأنه لم يوجه مثل هذه الدعوة إلى رئيس الوزراء الياباني الجديد فوميو كيشيدا، حيث وجدت طوكيو أيضًا أن فتور العلاقات مع قطر مؤخرًا لا يمكن أن يأتي في وقت أسوأ من هذا الوقت.
ولفت التقرير إلى ان شركة “جيرا” ، وهي أكبر مشتر للطاقة في اليابان، قررت عدم تمديد عقد مدته 25 عامًا مع الدوحة للغاز الطبيعي المسال. موضحا أن هذا الخيار. وإن كان قرارًا تجاريًا للقطاع الخاص، بدا فجأة وكأنه دعوة جيوسياسية خاطئة.
وأشار التقرير إلى انه منذ أن أصبح كيشيدا رئيسًا للوزراء في أكتوبر ، تعمل وزارة الخارجية والسفارة اليابانية في واشنطن لتأمين زيارة مبكرة للبيت الأبيض. كما هو معتاد بالنسبة للقادة اليابانيين الجدد.
وقال إنه تم إخبار طوكيو بأن كيشيدا ، الذي لم يكن قادرًا على إجراء زيارة خلال شهر يناير. استقر على اجتماع افتراضي في 21 يناير.
وتابع التقرير مستغربا، إلا انه بعد 10 أيام فقط ، صافح بايدن الزعيم القطري أمام المدفأة في مكتبه. وقال إنه سيطلب من الكونغرس تصنيف الدولة الخليجية كحليف رئيسي من خارج الناتو.
ونقل التقرير عن مسؤول حكومي ياباني غير مصدق وهو يراقب المشهد قوله: “بعد كل هذا الجهد الذي بذلناه”.
معضلة إمدادات الغاز الطبيعي
ووفقا للتقرير فقد أثار حشد القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية مباراة شطرنج عالمية حول الطاقة. حيث تهدد موسكو بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن جارتها وأي دولة أوروبية قد تسد طريقها. في حين تبحث الولايات المتحدة عن مصادر بديلة للغاز مثل قطر ، لمساعدة حلفائها الأوروبيين.
وأكد التقرير أنه يجب على اليابان ، وهي دولة فقيرة بالموارد ، أن تدرك دائمًا مخاطر انخفاض احتياطيات الطاقة. مشيرا إلى رفض “جيرا” تمديد عقد قطر لأنها أرادت تجنب الاعتماد المفرط على دولة واحدة في الخليج العربي. إلا ان الأزمة الأوكرانية الروسية والميل الشديد لبايدن نحو قطر أوقعت طوكيو في موقف ضعيف وسلطت الضوء على صعوبة صياغة استراتيجية فعالة للطاقة والأمن الاقتصادي.
العلاقات الأمريكية القطرية
ولفت التقرير إلى أن هناك سببين لقيام واشنطن بوضع السجادة الحمراء لقطر، الدولة التي يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة ومساحتها أصغر من ولاية كونيتيكت الأمريكية.
الأولى هي أفغانستان، حيث استضافت قطر قيادة طالبان لسنوات عديدة وتحافظ على علاقات قوية مع المنظمة. بعد الانسحاب السريع من أفغانستان الذي أضعف تصنيف قبول بايدن، يحتاج البيت الأبيض إلى مساعدة قطر لتحقيق الاستقرار في البلاد.
والثاني هو مكانة قطر كأكبر منتج للغاز الطبيعي المسال ، وذلك بفضل حقل الشمال البحري ، وهو جزء من أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم غير مرتبط بالنفط الخام، حيث يبلغ إجمالي الإنتاج السنوي 77 مليون طن ، واستثمرت الدولة العام الماضي 28.7 مليار دولار لتعزيز الطاقة الإنتاجية.
وأوضح التقرير أنه من المحتمل أن تلعب قطر دورًا حاسمًا في أفغانستان وأوكرانيا. حيث تستنزف الأزمتان الدوليتان الموارد السياسية لبايدن. وعلى الرغم من أن زيارة الأمير تعكس ببساطة هذا الواقع ، يتساءل البعض في طوكيو أين تكمن الأولويات الحقيقية للإدارة الأمريكية بعد عام من التأكيد على أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ ، وخاصة الصين ، هي الشاغل الأول.
ووفقا للتقرير، يعتبر الغاز الطبيعي المسال أكبر مصدر للوقود في اليابان لتوليد الطاقة ، مما يجعل البلاد عرضة لأي طوارئ في أوكرانيا. ولكن بينما تفكر طوكيو في زيادة مخزوناتها من الطاقة ، فإن الصداع النصفي باق لصانعي القرار.
ونقل التقرير ما قاله وزير قطري غاضبا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لمسؤول ياباني في الوقت الذي قررت فيه جيرا. أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال في العالم ، عدم تمديد عقد مدته 25 عامًا مع قطر في نهاية عام 2021: “فقط انتظر حتى الأزمة التالية. من أين ستحصل على الغاز الطبيعي المسال الخاص بك؟”
ولفت التقرير إلى أنه بمجرد أن تشكلت هذه التطورات. دفعت أزمة أفغانستان وأوكرانيا قطر إلى مركز الصدارة الجيوسياسي – وصعودها إلى قائمة أولويات البيت الأبيض.
خيبة أمل في اليابان
ولا يستطيع المسؤولون في وزارة الخارجية اليابانية ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، اللتان تضعان استراتيجية الطاقة للبلاد. إخفاء خيبة أملهم.
ونقل التقرير عن أحدهم :”نحن نعلم أننا لا نستطيع أن نلوم القرارات التجارية التي تتخذها الشركات الخاصة على العلاقات الثنائية. لكن ألم تكن هناك طريقة أنظف للانفصال؟”.
وقال آخر “أتمنى لو تعاملوا مع الأمر بشكل أفضل”. في إشارة إلى ازدراء جيرا لقطر.
واختتم التقرير، أن قطر كانت موردًا موثوقًا للطاقة بعد كارثة فوكوشيما النووية في مارس 2011 عندما توقفت جميع مولدات الطاقة النووية اليابانية عن العمل. احتاجت طوكيو إلى الغاز الطبيعي المسال ليحترق في معاملها الحرارية. وأرسلت قطر كميات كبيرة للمساعدة.
وتشير ملاحظة الوزير القطري إلى أنه لن يكون هناك مثل هذه البادرة من الدوحة إذا غزت روسيا أوكرانيا.
(المصدر: نيكي آسيا – ترجمة وطن)
اقرأ أيضا
لهذه الأسباب .. الاستثمار الأجنبي في قطر يصعد “صاروخياً” وأمريكا أكبر مستثمر مباشر
ماذا قال حمد بن جاسم عن تصنيف قطر حليفا رئيسيا لأمريكا خارج حلف الناتو!
بلومبيرغ: بنك بريطاني قدم نصائح للإمارات لضرب اقتصاد قطر وقدرتها على استضافة كأس العالم
“رويترز”: لماذا لم تتواصل قطر مع المشترين الآسيويين بشأن تحويل الغاز إلى أوروبا!؟
أول لقاء بين أمير قطر ومحمد بن زايد منذ أزمة 2017 .. ماذا تقول لغة الجسد! (فيديو)