يصاب مليونا شخص حول العالم بسرطان القولون كل عام. ولذلك، يعتمد تشخيصُك لهَذا المرض الخطير على مدى سرعة اكتشافه. وفي كثير من الحالات، يمكن الوقاية منه باتباع بعض الإرشادات البسيطة المتعلقة بنمط الحياة.
وفقا لما أوردته صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية. تحتل أورام الرئة والثدي والقولون والمستقيم، بهذا الترتيب، قائمة أكثر أنواع السرطان شيوعًا. ينتج عن مجموع الحالات الثلاثة رصيد سنوي يزيد قليلاً عن ستة ملايين حالة جديدة في العالم، أقل بقليل من مليوني حالة مقارنة بسرطان القولون والمستقيم.
في إسبانيا على سبيل المثال، يعتبر هذا الورم الذي يصيب الأمعاء الغليظة هو الأكثر شيوعًا (أكثر من 43500 حالة هذا العام وأكثر من 16400 حالة وفاة، وفقًا لبيانات من الجمعية الإسبانية لطب الأورام (SEOM). ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بنَمط الحياة (نمط الحياة المستقرة على غرار، السمنة واتباع نظام غذائي غني بالدهون وقليل الألياف، من بين عوامل أخرى).
لفتت “وطن” في ترجمتها، أنه يمكن إيقاف الورم، إذا تم اكتشافه مبكرا قبل ظهور الأعراض، ولهذا السبب يتم تنفيذ حملات الكشف المبكر من سن 50 عاما. والتي تتكون من فحص البراز (بحثا عن الدم الخفي)، واعتمادًا على النتيجة يتم إجراء اختبارات أخرى.
اقرأ أيضا:
الكثير من المضادات الحيوية قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون
في ذات السياق، تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2030، ستزيد أورام القولون بنسبة 90 بالمئة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 34 عامًا.
نقلا عن الصحيفة أكدت “وطن”، أن المشكلة تكمن عند الشباب، الذين لا يريدون الخضوع لحملات الكشف المبكر. ظنا منهم أن نسبة خطر الإصابة بالورم ليس مرتفعًا. وهو أمر غير صحيح في الواقع. على العكس من ذلك، من الشائع بشكل متزايد أن يعاني الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من سرطان القولون. كما يتضح من حالات حزينة ومشهورة مثل تلك الخاصة بباو دونيس، مطرب مجموعة جارابي دي بالو، الذي توفي في يونيو 2020 بسبب الورم. الذي تم تشخيصه في عام 2015، قبل عيد ميلاده الـ 48، أو الممثل الأمريكي تشادويك بوسمان، الذي توفي بعد شهرين، عن عمر يناهز 43 عامًا، نتيجة لذات المرض، والذي تم اكتشافه قبل 4 سنوات.
توقع المستقبل
في عام 2015، توقعت دراسة نشرت في مجلة JAMA Surgery لعام 2030، زيادة بنسبة 90 بالمئة من المصابين بهذا النوع من السرطان بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 34 عامً. بينما ستنخفض بنسبة 23 بالمئة عند الأشخاص البالغين 50 عامًا. وفي مواجهة هذا المنظور أصدرت جمعية السرطان الأمريكية سلسلة من التوصيات التي تتضمن نصائح لإجراء أول تنظير للقولون في سن 45 عامًا.
في إسبانيا. في الوقت الحالي، لا يزال التركيز على أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وهو العمر الذي تزداد فيه إمكانية الإصابة بورم القولون والمستقيم (يتجاوز 90 بالمئة من المصابين هذا الحاجز). على الرغم من أنه لا ينبغي استبعاد ذلك في في المستقبل القريب. ستعمل مجتمعاتنا العلمية أيضًا على خفض الحد الأدنى للسن.
بغض النظر عن السنوات، يصدر المتخصصون سلسلة من الإرشادات لتقليل المخاطر. مما تقترح Mayo Clinic، وهي واحدة من أكثر المؤسسات الطبية شهرة في العالم. خمسة مبادئ توجيهية، مدمجة في روتيننا اليومي، تعمل بمثابة تعويذة قوية ضد سرطان القولون والمستقيم.
تناول الدهون مقابل الخضروات الصحية
أظهر العلم أن النظام الغذائي الغربي الغني بالدهون المشبعة يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون. وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالألياف هم أقل عرضة للإصابة بالمرض.
اقرأ ايضا:
4 علامات غير إعتيادية لسرطان القولون لا يعرفها الناس!
يرتبط تناول اللحوم – خاصة المعالجة – أيضًا بمخاطر أعلى، وهي علاقة لا تخلو من الجدل والتي حللها الدكتور أنجيل دورانتز بالتفصيل في مقالات مختلفة نُشرت في مجلة Aliment الإسبانية.
في المقابل. فإن استهلاك الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون، والسلمون (الغني بالأوميغا 3)، والأفوكادو والجوز، وتقييد الأطعمة المقلية، تؤدي إلى وظيفة وقائية.
حافظ على النشاط البدني
تحافظ التمارين الرياضية على صحة القلب والأوعية الدموية، وتساعد في الحفاظ على وزن صحي. فضلا عن ذلك، يمكن أن يقلل أيضًا من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (حتى سبعة أنواع من السرطان). بما في ذلك القولون). والمبدأ التوجيهي القياسي هو 30 دقيقة من التمارين المعتدلة في معظم أيام الأسبوع.
انتبه لوزنك
يضاعف الوزن الزائد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وكذلك سرطان الثدي (لدى النساء بعد سن اليأس)، والمستقيم، والمريء، والبنكرياس والكلى. للتخلص من الوزن الزائد، من الأفضل استشارة أخصائي.
قلل من استهلاك الكحول ولا تدخن
من الأفضل تجنب شرب الكحول، ولكن إذا لم تستطع، يجب ألا تتجاوز حد مشروبين كحوليين يوميًا للرجال والآخر للنساء (في إسبانيا، هذا يعادل نصف لتر من الجعة أو كأس من النبيذ).
في حالة التبغ، فإن التوصية أكثر صرامة. ينبغي عليك التخلي عنه بشكل دائم.
اتبع إرشادات الكشف المبكر
ومن أهم استراتيجيات الوقاية من السرطان وأكثرها فعالية اتباع المبادئ التوجيهية لفحص سرطان القولون. التي تناسب كل شخص على أساس العمر وعوامل الخطر وتاريخ الأسرة.
بالإضافة إلى اختبار الدم الخفي في البراز. يعتبر تنظير القولون أداة فحص ممتازة، حيث أن اكتشاف الأورام الحميدة (الآفات السرطانية) يسمح بإزالتها قبل أن تصبح خبيثة.
(المصدر: الكونفيدينسيال – ترجمة وطن)