وطن- أثار مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الازدواجية السعودية في التعامل مع إجراءات مكافحة فيروس كورونا، غضباً لدى رواد مواقع التواصل.
ويظهر الفيديو الذي رصدته “وطن”، حادثة طرد مسن سعودي من باب المسجد بسبب عدم ارتداءه الكمامة بزعم أن ذلك لضمان عدم تفشي الفيروس وإغلاق المساجد.
كما يتناول الفيديو جانب من حفلة غنائية للفنانة اللبنانية اليسا في السعودية والتي كان واضحاً فيها الأعداد الكبيرة المشاركة في الحفل دون أي مراعاة للتباعد الاجتماعي وإجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وعلق ناشر الفيديو بالقول: “في السعودية بلاد الحرمين المساجد ممنوعة، والمراقص مفتوحة، ويحاربون الخير والفضيلة وينشرون الفساد والرذيلة”.
وأضاف: “نعم يا حاج أعانك الله، هكذا هو الوضع عندما يتولى السفهاء ويحكمونك من داخل اليخت !قال كورونا قال”.
منع مسن سعودي من الصلاة يثير غضباً واسعاً
رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن استنكارهم للقرارات السعودية التي تطال المساجد ودور العبادة وتستثني المراقص والحفلات الغنائية.
في اغلب البلاد الا من رحم ربك المقاهي والمراقص فتحت والمساجد غلقت كيف ننتظر من الله الفرج
— sadooun apdaalh (@SadounAbdallah) June 25, 2021
حسبنا الله ونعم الوكيل
— أبو مجد (@Abomagd3359) June 25, 2021
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل
— Bensulaiman M.. (@Bensulaiman2) June 25, 2021
تعميم سعودي
والأسبوع الماضي، أعلنت السلطات السعودية، إصدار تعميم فوري يقضي بتحديث جميع البروتوكولات الصحية في المساجد والجوامع بعموم مناطق المملكة.
وأصدر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عبد اللطيف آل الشيخ، التعميم، استناداً إلى ما ورد للوزارة من هيئة الصحة العامة بشأن البروتوكولات الوقائية الخاصة بالمساجد، في إطار استمرار جائحة كورونا.
وتضمن التعميم، وفقاً للوزارة، إلغاء تقليص مدة الانتظار بين الأذان والإقامة، والالتزام بالمدة المعتمدة سابقاً، التي تنص على أن تكون 25 دقيقة لصلاة الفجر، و10 دقائق لصلاة المغرب، و20 دقيقة لبقية الصلوات.
ووفق التعميم سيتم الإبقاء على فتح المساجد لصلاة الجمعة قبل أذان الجمعة بساعة وإغلاقها بعد الصلاة بحوالي نصف ساعة.
وألغى التعميم تحديد مدة إقامة خطبة الجمعة وصلاتها بـ15 دقيقة، لكنه أشار إلى عدم الإطالة في الخطبة.
ويسمح التعميم بإعادة المصاحف إلى المساجد مع دعوة المصلين إلى إحضار مصاحفهم معهم.
وسمح بعقد المحاضرات والدروس في المساجد مع الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي وفق الأوقات المسموح بها.
كما ألغى التعميم الجديد القرارات السابقة المتعلقة بإزالة برادات وثلاجات المياه من المساجد.
وأوصى التعميم بضرورة العمل بجميع بروتوكولات الوقاية من كورونا بالمساجد، المعتمدة من هيئة الصحة العامة ومتابعة تحديثاتها، والالتزام بجميع الإجراءات الوقائية، ومن ذلك لبس الكمامة، وإحضار السجادة الخاصة، وعدم التزاحم عند دخول المسجد والخروج منه.
كما أوصى التعميم باستمرار الإبقاء على مسافة متر ونصف بين المصلين، وإلغاء اشتراط ترك صف فارغ بين كل صفين.
وسمحت السعودية، بفتح مسجد قباء، الذي كان قد أغلق بعد ثبوت إصابة إحدى النساء المصليات بفيروس كورونا خلال رمضان الماضي.
مجلس الشورى السعودي
وفي وقت سابق، قالت صحيفة سعودية، إن مجلس الشورى أرجأ التصويت على التوصية المتعلقة بإلغاء قرار غلق المحال التجارية خلال أوقات الصلاة، لكنها لم تحدد الموعد الجديد للتصويت.
ونقلت صحيفة “عكاظ” عن مصادر لم تسمها، أن إرجاء التصويت شمل توصيات أخرى تتعلق ببناء المساجد وتعيين مزيد من الأئمة والخطباء والشروط الواجب توافرها في وظيفتي الإمام والمؤذن.
وكانت الصحيفة السعودية قد نقلت، الأحد، عن مصادر أن المجلس سيصوت، الاثنين، على توصية بعدم إلزام المحال التجارية بإغلاق أبوابها خلال أوقات الصلاة.
وقالت المصادر إن التوصية تقدم بها النواب عطا السبيتي، وفيصل الفاضل، ولطيفة عبد الكريم.
وتطلب التوصية، بحسب المصادر، من وزارة الشؤون الإسلامية عدم إلزام المنشآت التجارية ومحطات الوقود والصيدليات بالإغلاق خلال أوقات الصلوات اليومية عدا الجمعة.
وقد استندت التوصية إلى عدد من المسوغات؛ من بينها أن إغلاق المحال التجارية خلال أوقات الصلاة إجراء مستحدث تنفرد به المملكة من بين كل دول العالم العربي والإسلامي.
وقالت التوصية إن القرار الذي تطبقه المملكة منذ عقود بني على اجتهاد من إحدى الجهات الحكومية، مشيرة إلى “عدم وجود نص قرآني أو حديث نبوي يوجب هذا الأمر”.
وتأتي هذه التوصيات في سياق عملية “الإصلاح” التي بدأها الأمير محمد بن سلمان، منذ توليه ولاية العهد عام 2017.
وشملت هذه الإصلاحات تحجيم هيئة الأمر بالمعروف إلى حد بعيد، وإلغاء العديد من المظاهر التي كانت تنفرد بها المملكة دون سواها، خاصة فيما يتعلق بحرية المرأة.
وقبل أقل من شهر، أثار قرار قصر استخدام مكبرات الصوت في المساجد على رفع الأذان دون الإقامة والصلاة جدلاً في السعودية، لكن الحكومة دافعت بأن الأمر ليس فرضاً وإنما هو اجتهاد.