في الوقت الذي لم يترك فيه النظام السعودي مجالا إلا ودمره سواء على مستوى الاقتصاد والاستثمار أو المستوى الحقوقي، وأيضا في الوقت الذي يحارب فيه ولي العهد محمد بن سلمان، الإسلام، ويسعى لطمس هوية البلاد الإسلامية ونشر العلمانية بدلا منها، خرج (شيخ البلاط) عائض القرني متجاهلا كل هذا ليحدث متابعيه عن المشاكل الزوجية وكيفية التغلب عليها.
وفي مقطع مصور له عبر قناته بـ”يوتيوب” رصدته (وطن) تجاهل “القرني” زملاءه المعتقلين وما يدور على الساحة من مستجدات خطيرة ستغير خريطة المملكة بأكملها، ليتحدث وكأنه يعيش بكوكب آخر وينصح الرجال المتزوجين بالاستسلام أمام زوجاتهم.
ودعا “القرني” في حديثه إلى “الانهزام أمام الزوجة” في المسائل الجدلية التافهة على حد قوله، معتبرًا أن في هذا انتصار للزوج.
وقال: “يطالب الكثير من العلماء منهم الجوزي وعلى الطنطاوي أن تنهزم في المسائل الجدلية أمام زوجتك لأنّ أكثر مسائل الطلاق والفراق مسائل تافهة، فانهزم أنت تَكُن منتصرًا”.
وأضاف: “مثلا درجة الحراة 50 درجة ودخلت على زوجتك قلت الجو حار اليوم فقالت :لا برد فقل هلا بتشتي، وقل: صقيع وبرد وثلج، صدقت يا أم فلان” ، مردفا: “وش الفايدة أنك تكسب الجولة لو قلت أنه حر”.
ومضي “القرني” المقرب من النظام السعودي يقول: “إذا قلت إن هارون الرشيد هو اللى نكب البرامكة فقالت : لا ، قل: فداك هارون الرشيدة والبرامكة لأن بعض الزوجات جدليات، فانهزم تكسب الجولة ، لأنك تكسب العائلة وتكسب الأبناء وترضى الزوجة” ، متابعًا: “تسألك مثلًا الصين في أستراليا؟ قل لها: اللي تشوفيه ..الصين كلها فداكم وكوريا الشمالية وأستراليا”.
واختتم المقطع بالقول: “تنازلوا يا أخوة، انهزموا أمام الزوجات الصالحات البارات الكريمات حتى يصلح الوضع”.
وعاد ” القرني” الشهير بـ”شيخ البلاط”، لـ”التطبيل” للملك سلمان وولي عهده بقصيدة جديدة في أوائل نوفمبر الجاري، بعد الأوامر الملكية التي صدرت، وأطاحت بالأمير متعب بن عبدالله وعدد آخر من الأمراء والمسؤولين.
ونشر “القرني” قصيدة بعنوان “تحية وطن” استكمل فيها شيخ البلاط مسلسل تمجيده وتأليهه لرموز النظام القمعي وعلى رأسهم الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان.
وشن النشطاء هجوما عنيفا على “القرني” وأشباهه من علماء السلطان، حيث كانوا ينتظرون منهم كلمة حق على اعتقاد أنهم علماء همهم نصرة الدين فقط.
وعبر البعض أيضا عن استيائهم واشمئزازهم من أمثال هؤلاء الدعاة، الذي باعوا دينهم وأمانتهم بحفنة من الريالات أو خوفا من بطش النظام بهم.
وكشف حساب “معتقلي الرأي” والمتخصص بنقل أخبار المعتقلين في 7 نوفمبر الجاري، أن السلطات السعودية أدرجت الداعية السعودي الدكتور عائض القرني على قائمة الممنوعين من السفر، على الرغم من تطبيله الدائم للملك سلمان وولي عهد محمد بن سلمان.