استمرارا لحملة القمع التي يشنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد المعارضين، أقدمت السلطات الأمنية هذه المرة على اعتقال عدد من القضاة البارزين، منهم من اشتهر بمحاكمة الدعاة وإصدار أحكام قاسية بحقهم، مما يدل على ان النظام السعودي بدأ يأكل أبناءه.
وكشف “حساب “ساحة البلد” على موقع التدوين المصغر “تويتر” في تدوينة له رصدتها “وطن”:”خبر من الرياض | إعتقال قاضي الإستئناف في المحكمة الجزائية (سلطان العتيبي) عرف بإصداره أحكام الإعدام والسجن لعشرات السنين بحق معتقلي الرأي”.
من جانبه كشف حساب “معتقلي الرأي” وهو حساب متخصص في نشر أخبار المعتقلين في المملكة العربية السعودية، بأنه :” تأكد لنا #اعتقال_عبداللطيف_العبداللطيف القاضي بالمحكمة المتخصصة بالرياض، بتاريخ 12/9/2017″.
تأكد لنا #اعتقال_عبداللطيف_العبداللطيف القاضي بالمحكمة المتخصصة بالرياض، بتاريخ 12/9/2017
— معتقلي الرأي (@m3takl) October 3, 2017
واضاف في تدوينة أخرى: “تأكد لنا #اعتقال_حمد_المرشد قاضي الاستئناف بالمحكمة المتخصصه، بتاريخ 12/9/2017”.
تأكد لنا #اعتقال_حمد_المرشد قاضي الاستئناف بالمحكمة المتخصصه، بتاريخ 12/9/2017
— معتقلي الرأي (@m3takl) October 2, 2017
يشار إلى أنه منذ 9 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن أجهزة الأمن السعودية حملة اعتقالات شرسة، شملت أساتذة جامعات ومثقفين وكتابا واقتصاديين ودعاة ومحامين وشعراء وإعلاميين.
وبررت السلطات السعودية، حملة القمع التي تقوم بها ضد المعارضة بمواجهتها المصالح الخارجية التي تهدد الأمن الداخلي.
من جهتها، نددت منظمة العفو الدولية “أمنستي” باعتقال ناشطين حقوقيين، قائلة إن ذلك يؤكد أن القيادة الجديدة للأمير محمد بن سلمانولي العهد، مصرة على سحق حركة حقوق الإنسان في المملكة، بينما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن “لهذه الاعتقالات دوافع سياسية”، مضيفة: “الاعتقالات علامة أخرى على أنه لا مصلحة حقيقية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تحسين سجل بلاده في حرية التعبير وسيادة القانون”.
وسبق أن نقلت “رويترز”، عن مصدر سعودي لم تسمه قوله، إن “المشتبه بهم متهمون بأنشطة تجسس والاتصال بكيانات خارجية منها جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها المملكة باعتبارها جماعة إرهابية”، مضيفا أن المجموعة متهمة أيضا بالاتصال وتلقي تمويل ودعم آخر من دولتين (لم يسمهم) بهدف الإضرار بالسعودية وزعزعة أمنها ووحدتها الوطنية تمهيدا للإطاحة بالنظام لصالح جماعة الإخوان.
بينما قال تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن السلطات السعودية لم تحدد هوية الأشخاص الذين قامت باعتقالهم، ولم توضح عددهم، مضيفا أن نصف هؤلاء رجال دين وعلماء بارزون ومعلقون سياسيون وأفراد من العائلة الحاكمة، فيما يشير ناشطون إلى أنه جرى اعتقال ما لا يقل عن 100 شخص.
وأوضح مراقبون أن السلطات بالمملكة أرادت بحملة الاعتقالات التي تشنها مؤخرا، أن تعطي رسالة للسعوديين مفادها أن مصيركم سيكون كمصير هؤلاء الذين سجنوا إذا استمررتم في عدم دعم النظام السعودي في حملته ضد أي دولة، في إشارة إلى دولة قطر.