قالت مجلة “يسرائيل ديفينس”، الإسرائيلية المختصة بالشؤون العسكرية، إن “وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس كشف خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل عن تحالف دفاعي شرق أوسطي على نمط حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
وأضافت أن ماتيس قال إن “تحالفنا مع إسرائيل هو حجر الزاوية لبنية إقليمية أمنية أوسع بكثير؛ والتي تشمل تعاونًا مع كل من مصر والأردن والسعودية وشركائنا في الخليج”.
ونقلت عنه قوله خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قوله، إن “الحديث يدور عن تحالف دفاعي شرق أوسطي”، مضيفا “هدفي هو تعزيز الشراكة والتعاون في هذه المنطقة وذلك لردع وهزيمة التهديدات ومواجهة أعدائنا”.
وتساءلت المجلة: “لماذا تحدث ماتيس عن بنية إقليمية لمواجهة التهديدات؟”؛ لافتة إلى أن “الإجابة ليست عن إسرائيل التي تفضل الصمت؛ لكن يشترط لتأسيس هذه البنية الأمنية الإقليمية توفر تعاون عسكري وتكنولوجي واستخباراتي، فالتهديدات التي تحدث عنها وزير الدفاع الأمريكي هي على ما يبدو المشروع النووي الإيراني والإرهاب الذي تبثه طهران، وتواجهه كل من الدول السنية وإسرائيل”.
وتابعت: “على الصعيد العسكري؛ فإن تحالفًا من هذا النوع يتطلب تدريبات مشتركة، على الأقل في مستوى القيادات التي ستضطر وقت الحرب مع إيران إلى رؤية صورة وضع ونظرة مشتركة للنشاطات الإيرانية ولقوات التحالف الإقليمي من الناحية الأخرى”.
وأشارت إلى أن “تحالفًا كهذا يستلزم قدرة لنقل نقاط توازن بسرعة في أنحاء الشرق الأوسط والخليج العربي من أجل هزيمة إيران، وهذا يتطلب تنسيقًا وتدريبات”.
واستكملت: “على الصعيد الاستخباراتي، فإن تحالفًا إقليميًا من هذا النوع يقتضي تعاون معلوماتي على الصعيدين الاستراتيجي والتكتيكي، ولن تكون هناك أي فائدة في تحالف من هذا النوع أن لم يكن هنا تعاون على مستوى القدرات”.
وذكرت أن “المعنى المقصود هو أن تعمل العناصر الاستخباراتية من إسرائيل ودول عربية أخرى معًا وأن يتعاونون على الصعيد المعلوماتي والمصادر”.
وأشارت إلى أنه “على الصعيد التكنولوجي فإن تحالفًا كهذا ينتظر منه جمع وربط قدرات الدفاع الجوي معًا، من أجل نسيج واحد من الرادارات وضمان دفاع في وجه الصواريخ النووية الإيرانية”.
وأوضحت أن “هناك سؤالاً واحدًا يطرح في هذا السياق هو: كيف يتم جمع وربط منظومات دفاع روسية لهذا النسيج؟، في وقت تملك فيه القاهرة، وفقا لتقارير، منظومة (اس 300 ) الروسية وتهتم السعودية بامتلاك الـ(إس 400)”.
وقالت: “على الصعيد التكنولوجي، تحالف كهذا يتطلب منظومة قيادة وتحكم مشتركة، وكذلك منظومات قتال مشتركة في ميدان المعركة، فنيا وتقنيا هذا أمر ممكن، والسؤال: إلى أين تريد الولايات المتحدة السير بالبنية الأمنية الإقليمية تلك؟ هل لمناورة مشتركة في الشرق الأوسط؛ الإجابة هي أن الأمر غير واضح، وهناك سؤال أخر يطرح: كيف سيدمج هذا التحالف الإقليمي مع الحلف السعودي الذي أقامته الرياض، هل ترى واشنطن صلة بين الجانبين؟”.
وختمت المجلة العسكرية الإسرائيلية: “لا شك أن تصريحات ماتيس، علاوة على تصريحات لمسئولين بحكومة إسرائيل أبيب في السنوات الأخيرة تعكس وجود تعاون إقليمي”.
وتساءلت: “ما شكل هذا التعاون، ما هو نوعه؟ ما هدفه؟ ما هي درجة مصداقيته في وقت الحرب مع إيران؟ كل هذه التساؤلات مفتوحة وتتطلب التوجه بها لحكومة إسرائيل، في وقت تحافظ فيه الأخيرة على الصمت فيما يتعلق بهذا الأمر”.