على أحد الأسرّة في مشفى تركي يرقد المسعف الحلبي “بيبرس مشعل” رئيس مركز الدفاع المدني بباب النيرب بعد إجراء عمل جراحي خطير له إثر الإصابة التي تعرض لها صباح الجمعة في أول عملية إخلاء من حلب المحاصرة، وكان بيبرس يحاول فتح طريق للمحاصرين في منطقة الإجلاء فتم استهدافه من قبل قناص تابع للمليشيات الإيرانية.
وأكد “عبد الرحمن مشعل” شقيق الإغاثي بيبرس في حديث لـ”وطن” أن شقيقه كان خلال الساعات الأولى من إصابته في حالة صحية خطرة لكن حالته استقرت، وأصبح بوضع أفضل وتمكن من الوقوف والمشي بعد ذلك، مشيراً إلى أن الأطباء اضطروا لاستئصال إحدى كليتيه وجزء من الكبد والبنكرياس لأن الطلقة اخترقت جسده.
وروى محدثنا أن بيبرس التحق بالثورة منذ الاشهر الأولى لاندلاعها، وتم اعتقاله من قبل الأمن العسكري للنظام أثناء عمله في ايصال الإغاثة الغذائية والدوائية لمدينة حمص المحاصرة آنذاك وبعد خروجه من المعتقل استمر-كما قال- في عمله الاغاثي وفي مجال تنسيق المظاهرات وكان شقيقه -كما يؤكد- من مؤسسي مشاعل الحرية في حلب، وأردف محدثنا أن بيبرس “عمل مع بداية تأسيس الدفاع المدني الحر عام 2012 مع الناشط “عبد العزيز المغربي”- أبو سلمى- وكان له دور في تأسيس اول منظومة دفاع مدني في مدينة حلب واستمر فيها إلى الآن.
ونال “بيبرس مشعل” البالغ 31 عاماً شهرة عالمية، بعد أن نُشِر مقطعٌ لفريقه في آب الماضي وهو يُنقذ “عمران دقنيش” ذلك الطفل البالغ من العمر خمس سنوات والمذهول والمُعظى بالدم بخروجه من تحت الأنقاض بمدينة حلب وتم تداول المقطع لملايين المرّات حول العالم.
وكان مدير مستشفى القدس في حلب والمسؤول عن الإمدادات الطبية في قوافل الخارجين من حلب الطبيب “حمزة الخطيب” قد أكد لوسائل إعلام غربية أن إطلاقاً للنار خرق هدنة إجلاء المصابين والجرحى أثناء تحرك القافلة باتجاه “نقطة تجمع” في الراموسة وأثناء دخول شاحنة لفتح الطريق أمام عربات الإسعاف وقع إطلاق النار باتجاه الشاحنة وعربات الإسعاف مما أدى لمقتل شخص وجرح أربعة بينهم المسؤول في جمعية “الخوذ البيضاء” للمسعفين، بيبرس مشعل مؤكداً أن المسؤولين عن إطلاق النار هم من عناصر القوات الموالية لنظام الأسد، وقد أطلقوا النار على من كانوا يحاولون الخروج من المدينة بعد اتفاق مع الجانب الروسي.