قالت صحيفة “فايناننشال تايمز” البريطانية إن الشباب السعودي اعتاد على الحصول على وظائف القطاع العام بسهولة منذ عدة عقود، ولكن مؤخرا تم تقليص الرواتب نتيجة تراجع عائدات النفط في المملكة، وهي الظاهرة التي دفعت إلى العمل بالقطاع الخاص، وهو ما يستتبعه ساعات أطول وأقل امتيازات، والنتيجة هي أن المغتربين الذين يشكلون ثلث سكان المملكة العربية السعودية يشغلون حوالي 85 في المائة من وظائف القطاع الخاص.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير ترجمته وطن أنه برغم هذا محمد بن سلمان نائب ولي العهد يريد أن يغير الواقع. ويدفع الملايين من السعوديين نحو العمل بالقطاع الخاص عبر تنفيذ خطة التحول الجريئة التي تتوخى تقليص الخدمة المدنية، وتدفع نصف السعوديين للبحث عن عمل في القطاع الخاص بحلول عام 2020.
واستطردت الصحيفة أنه بينما يتفق المحللون على أن هناك حاجة إلى إصلاح جذري في الاقتصاد المعتمد على النفط، إلا أن الخطر تمثل في كون التغيير الاجتماعي قد يثير استياءً شعبيا، وهذه النقطة تثير القلق لدى القيادة السعودية. كما أن هناك مبدأ المركزية في برنامج التحول الوطني الخاص بالأمير محمد بن سلمان، التي تم الكشف عنها في شهر يونيو للحد من البطالة بحلول عام 2020.
ولفتت فايناننشال تايمز إلى أن صناع السياسة في الرياض يدركون أن الشباب فريسة سهلة للتطرف من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة، ويمكن استغلالهم لتنفيذ هجمات محلية أو التوظيف في ساحات القتال بسوريا واليمن، ولمعالجة هذه القضايا، هناك هدفا طموحا يتمثل في خلق 450 ألف وظيفة في القطاع الخاص بحلول عام 2020 من خلال التوسع في القطاعات غير النفطية، مثل التعدين والسياحة. ولكن في الوقت نفسه يخطط لخفض الخدمة المدنية بنسبة 20 في المائة.
ويقول ستيفن هيرتوج، أستاذ مشارك في كلية لندن للاقتصاد، إنه ينطوي على تخفيض غير مسبوق من الوظائف الحكومية في الوقت الذي كان فيه سوق العمل في القطاع الخاص يكافح في أعقاب تراجع أسعار النفط، في حين لا يزال السكان السعوديين في سن العمل وستنمو بمعدل سريع، وهذا الحد في الخدمة المدنية سيكون سياسيا وصعبا للغاية.
ويقول عبد الله العلمي، كاتب سعودي إن الحكومة تحتاج لإصدار تشريعات لتحسين ظروف العمل للسعوديين وجعل القطاع الخاص أكثر جاذبية للمواطنين. وشملت المقترحات السابقة تقصير ساعات العمل في القطاع الخاص، وتخصيص عطلة نهاية الأسبوع لمدة يومين، والسماح للعمال السعوديين بقضاء المزيد من الوقت في المساء في المنزل.