“وطن- ترجمة خاصة”- قالت صحيفة معاريف العبرية إن قيادة حماس مشغولة في المناقشات لشحذ مواقف المنظمة وصياغة استراتيجيتها في الحرب ضد إسرائيل خلال السنوات القادمة، موضحة أنه من الصعب تأكيد صحة توقع أن يكون هناك تغييرا في القيادة السياسية والعسكرية للحركة في نهاية العام.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن هذه المشاورات تعقد بمشاركة قادة الأجنحة في الحركة، فالجناح السياسي في غزة برئاسة إسماعيل هنية ومحمود الزهار وخالد مشعل وموسى أبو مرزوق، والجناح العسكري برئاسة يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك هدف آخر من المحادثات هو استخلاص الدروس العسكرية والسياسية من الحرب الأخيرة التي وقعت في صيف عام 2014 ، والتحقق ما إذا كانت المنظمة ينبغي أن تتبع نهجا آخر لتغيير المفاهيم والسياسات، والتوفيق بين الاختلافات الراهنة بين مختلف عناصر حماس، خصوصا بين القيادة السياسية والعسكرية، كما أنها تتباحث في النهج الواجب اتخاذه تجاه إيران والعلاقات مع المملكة العربية السعودية ومصر.
وأكدت معاريف أنه تم حل بعض النزاعات، والبعض الآخر مثل ما يتعلق بإيران لا تزال قائمة، بانتظار تحقيق توافق واسع، وتقرر أنه ليس هناك مجال للمساومة أو تقديم تنازلات سياسية لإسرائيل، ناهيك عن تغيير ميثاق حماس الذي يعتبر فلسطين من البحر إلى النهر، كما لا تزال الحركة متمسكة بأن الدولة الفلسطينية التي تسعى لإقامتها، يجب أن تكون دولة إسلامية تستند إلى الشريعة والقوانين.
واعتبرت الصحيفة أن حماس تعيش الآن محنة استراتيجية، فلا يوجد لديها حلفاء في العالم العربي، وتعتبر قطر هي أكبر ممول لإعادة إعمار قطاع غزة، والمملكة العربية السعودية أيضا تساهم بالأموال، لكن لها كراهية واسعة في قيادة حماس، كما أن دخول تركيا باعتبارها عاملا مساعدا يدعم كذلك إعادة بناء قطاع غزة، وذلك بعد اتفاق المصالحة مع إسرائيل، لذا لن يتغير الوضع كثيرا.
وعن الجيش الإسرائيلي، قالت الصحيفة إنه توصل لعدد من أهم الاستنتاجات التي تؤكد أن حماس سوف تتجه لاستخدام صواريخ بعيدة المدى تطلق نحو وسط إسرائيل ومطار بن غوريون، كما أن حماس ربما تتجه في المعركة المقبلة إلى استخدام قذائف المورتر والصواريخ قصيرة المدى ضد المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، خاصة وأن منظومة القبة الحديدية ليست قادرة على اعتراض هذه الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى نظرا لقرب المسافة وقصر زمن الاستهداف، لذا المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، بما في ذلك سديروت، سوف يتم استهدافها في الحرب القادمة من قبل حماس، وفي الوقت نفسه، ستواصل حماس إطلاق صواريخ ذات مدى بعيد نحو كل مدن الجنوب والوسط وحتى في الشمال.
وأشارت معاريف إلى أن إزالة خطر الحرب يعتمد على الردع لدى الجيش الإسرائيلي وبناء طبقات من الحماية والحواجز الترابية، وتحسين التأهب، ولكن حتى لو كانت هذه الإجراءات تحدث فإن أكبر تهديد لكسر الاستقرار في غزة هو الوضع الاقتصادي الصعب الذي لا يتحمله نحو 1.8 مليون من سكان غزة.
ويعتقد عدد غير قليل من المحللين والخبراء أن الحرب الأخيرة تمت بسبب الأزمة الاقتصادية ورغبة حماس في كسر الحصار، وهذا أيضا هو السبب في رفض إسرائيل ومصر خلال الحرب والمفاوضات التعهد بتخفيف الحصار من أجل عدم إعطاء المنظمة فرصة الظهور بتحقيق إنجاز واحد، لكن اليوم غزة على عتبة ما يعرف بأنه “كارثة إنسانية”، ومن المتوقع أن تحدث في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، طبقا لتقارير خبراء الأمم المتحدة، لذا يجب التحرك لتغيير هذا الواقع ومنع انفجار القطاع.

