“وطن- ترجمة خاصة”- قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن مصر في ظل حكم عبد الفتاح السيسي فشلت في مكافحة الزواج المبكر، وتلقت ضربة قوية خلال اليومين الماضيين، بعد ظهور التقارير الإخبارية التي كشفت عن زواج طفلين في قرية شمال البلاد، موضحة أن جماعات حقوق الإنسان انتقدت ذلك واعتبرته خطرا على حياة الأطفال.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن الصور ظهرت في محافظة الدقهلية الواقعة شمال شرق القاهرة، توضح زواج الطفل فارس البالغ من العمر 12 عاما بملابس نوبل، والفتاة نانسي تبلغ 10 سنوات بملابس الزفاف، وهو الأمر الذي سلط الضوء مجددا على ظاهرة الزواج بين القصر في العالم العربي، لا سيما وأن منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة أعربت عن احتجاجها ورفضها لما حدث.
ووفقا للتقرير، فإن أسر اثنين من الأطفال بقرية المعصرة قررتا عقد حفل زفاف حضره كثير من السكان والجيران والأقارب بما في ذلك الفرقة والراقصين والمغنين، وقال أحد الجيران أن والد العريس كان في حاجة إلى المال وأعلن على الملأ عن زواج ابنه، وأضاف كنا نعرف أن الفتاة وافقت على الزواج، لكن فوجئنا لتحديد موعد هذا الحدث، وأشار إلى أن عقد الزواج لا يتم توثيقه رسميا، ولكن تم توقيع اتفاقات بينهما للتحايل على القوانين التي تحظر الزواج قبل 18 عاما.
وقال أحد الحاضرين أنه قبل الحفل في الصباح، استغرق العريس والعروس وقتا في الاتفاق على لون فستان العروس، حيث لم يكن أبيض، وزعمت وسائل الإعلام المصرية أن العائلة حاولت خداع السلطات لخلق شعور بأن هذه حفلة خطبة فقط، بحيث لا يمكن لأحد يشكو من زواج القاصرات، ومع ذلك، ادعى أحد القرويين أن الزواج وقع فعليا حيث تم تخصيص بالفعل شقة للزوجين.
ونقلت صحيفة مصرية عن والد العريس 30 عاما أنه يريد الاحتفال بشكل معنوي، لذا دعا عدد من الراقصين والمغنين الشعبيين وجميع أصدقائه لجمع أكبر قدر من المال، أما بالنسبة لزواجهما، فقد ادعى أن هذا قد تم وفقا للممارسة المعتادة، وليس رسميا، لتجنب الوقوع في مشاكل مع السلطات.
واختتمت الصحيفة استنادا لقول أحد القرويين أن هذا الأمر في الواقع ممارسة شائعة في هذه المنطقة، مضيفة أن هذه الأمور التي تخالف القانون تسيئ إلى صورة مصر لدى منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة، فهذا العمل الإجرامي قبل كل شيء هو جريمة اجتماعية، وقال محامي يدعى جمال مأمون، متسائلا ماذا سيحدث إذا ولد طفل للزوجين؟ وكيف سيتم تسجيله رسميا؟، وقال إن هناك حالات أخرى من هذا الطراز في المنطقة نفسها، ولكن لا أحد يقدم لهم القانون.

