كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن رسالة الكترونية وصلت إلي إلى هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في 15 نوفمبر 2012، من قبل سيدني بلومنتال أحد المطلعين على الأمور بالبيت الأبيض .
الرسالة المذكورة أرسلها بلومنتال بعد يوم من اغتيال إسرائيل أحمد الجعبري نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس.
وبحسب الرسالة، فقد قال الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إنه يشعر بالقلق من عدم وجود نفوذ كاف له على حماس، محذرا من أن القتال مع إسرائيل قد يخرج عن نطاق السيطرة معبرًا عن قلقه من أن تجر مصر في هذا الصراع، لكن عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك طمأن مرسي بأن الأمور تحت السيطرة.
وصدر هذا التقرير من مصادر ذات صلة مباشرة بأجهزة استخبارية غربية، تحت عنوان “عودة مصر إلى دور صانعة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وكشف التقرير أنه كانت هناك لقاءات سرية بين أجهزة مخابرات مصرية وإسرائيلية، ووافقت تل أبيب على لعب القاهرة دورا إيجابيا في الوساطة من أجل إنهاء الصراع في ذلك الوقت موضحًا أن السيسي تفهم أن اغتيال الجعبري جاء بسبب دوره في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
رسالة بلومنتال ذكرت أن مرسي كان يشعر بضغوط من الإسلامين الذين يطالبونه بمواجهة إسرائيل، كما ألمح إلى شعور السيسي بالقلق من الأوضاع في هذا الوقت.
وكتب بلومنتال مستشار كلينتون: “مرسي قائد جديد يمتلك قبضة متزعزعة على بلاده، الأمر الذي يخلق بيئة خطيرة لكن السيسي، بحسب الرسالة، لم يخبر مرسي بوجهة نظره الخاصة تجاه تلك المسألة.
جيروزاليم بوست ذكرت أنه بعد سبعة شهور من تلك الرسالة، خرج مرسي من السلطة، وتقلد السيسي مقاليد الأمور.
وأشارت الي أن الأمر الواضح الآن من تلك المراسلات السرية أن السيسي كان يخشى على أمن مصر، ويراوده قلق عميق تجاه التوترات الطائفية وصعود الإسلاميين والجماعات الجهادية لا سيما في سيناء”.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: “لقد قضى السيسي العام الأول بعد عزل مرسي محاولا تعزيز شعبيته ومحو مخالب الإخوان المسلمين من السلطة، وفي أواخر مايو 2014، انتخب السيسي رئيسيا بأغلبية كاسحة”.
وبعد سنوات عديدة من عدم اليقين، بحسب الصحيفة، يسعى السيسي لإعادة مصر إلى الاستقرار واستعادة دورها في المنطقة. وقبل الإطاحة بمبارك، كانت مصر تعمل مع إسرائيل بشكل وطيد في القضايا الأمنية. وعلى سبيل المثال، بحسب برقية أمريكية دبلوماسية، حذر مبارك الجنرال الأمريكي ديفيد باتريوس عام 2009 من أن قطر وسوريا دفعتا لحماس 50 مليون دولار للاحتفاظ بالأسير جلعاد شاليط. وكان مبارك يرغب بوضوح في الإفراج عن شاليط، لكن بالرغم من ذلك كان هناك ثغرة في العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد اتجاه القاهرة للشأن الداخلي.
واعتبرت الصحيفة أن السيسي مُنح فرصته الأولى للعب دور في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما ضربت تل أبيب غزة في يوليو 2014.
وذكر تقرير بصحيفة المونيتور أن تلك الحرب كانت بمثابة نصر كبير للسيسي، حيث غيرت موازين القوى في صراع الشرق الأوسط، وتسببت في تهميش قطر وتركيا وحماس، ووضعت كافة الكروت في يد إسرائيل ومصر والخليج باستثناء قطر، ولم تمنح تلك البلدان أي وزن لإدارة أوباما في خطوة غير مسبوقة.
وكشف التقرير أنه في مارس 2015، أجرى السيسي مقابلتين تحدث خلالهما عن رغبته في العمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكر السيسي خلال المقابلة مع الصحيفة الأمريكية أنه يتحدث مع نتنياهو كثيرا، معلنا عن رغبته في تحقيق “اتفاق تاريخي” مع إسرائيل.
وفي أواخر مايو وأوائل يونيو، قالت مصر المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية بوساطة من السيسي، في وقت كانت تدفع فيه فرنسا لتفعيل مبادرتها التي رفضتها إسرائيل ورأت الصحيفة أن زيارة سامح شكري العلنية جدا لإسرائيل ولقائه مع بنيامين نتنياهو إنما هي نتاج تراكمي لجهود مصرية لإعادة العلاقات كما كانت قبل الربيع العربي.

