“خاص- وطن”- كتب محمد أمين ميرة”- يبدو أن مبدأ المؤامرة الكونية الذي ضج به إعلام النظام السوري، منذ بدأ الثورة السورية عام 2011 بدأ يظهر بشكل واضح خلال الأيام الأخيرة، ولكن بشكل معكوس، خاصة بعد زيارة وفد أوروبي جرحى قوات الأسد والاطمئنان عليهم حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية DBA.
وأكدت المصادر ذاتها قيام نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، خافيير كوسو، ووفدُ برلماني مرافق، بزيارة العاصمة السورية دمشق، والالتقاء برئيس مجلس الشعب السوري، هدية عباس، واعدًا بـ”نقل الصورة الحقيقية عن الأحداث في سوريا إلى أوروبا”!.
لم يزر النائب الأوروبي مناطق سيطرة المعارضة أو غوطة دمشق المحاصرة، ليتابع عن كثب القصف والحصار، ولكنه تعمد زيارة “جرحى قوات نظام الأسد” في في مستشفى حاميش، ليتم تصويرهم على أنهم ضحايا.
و أكد المسؤول على دعمه ومساندته لسوريا في مطلبها برفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليها، وإدانته “الغطرسة الأوروبية أحيانًا والأمريكية بشكل دائم ضد دول العالم”، وضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول في العالم.
وكان فيصل القاسم الاعلامي السوري المذيع في قناة الجزير أكد سابقاً في مقال له أنّ النظام كان صادقاً عندما تحدث عن “مؤامرة كونية”، لكن المؤامرة لم تكن عليه، كما يدّعي، بل كان هو أحد أركانها، لا بل أهم أدواتها. لقد كانت المؤامرة، وما تزال على سوريا الشعب والوطن والحضارة، والنظام كان وما زال أداة التنفيذ.
وأضاف القاسم حول ذلك: “لم يحدث في التاريخ أن العالم غض الطرف عن طاغية، وحماه كما حمى بشار الأسد، وتركه ليصبح أغلى طاغية عبر التاريخ”.
وتابع: “ولو لم يكن النظام الدولي سعيداً وراضياً بما يحدث في سوريا، لما استمر النظام في أفعاله، ولما بقي أصلاً. دعكم من ترهات أوباما وخطوطه الحمراء وقوله إن النظام فقد شرعيته. صدقوني: النظام السوري ليس عملاقاً ولا خارقاً للعادة، وهو يفعل كل ما يفعل ليس لأنه صاحب إرادة، بل لأن ما يفعله يتماشى مع المطلوب دولياً في سوريا”.