“وطن – ترجمة خاصة”- أعدت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية تقريرا عن المصالحة التركية الاسرائيلية مشيرة إلى أنه بعد ساعات من توقيع اتفاق المصالحة، تم تنفيذ تفجير إرهابي في اسطنبول، حيث كان الهجوم على ما يبدو من عمل منظمة داعش، وقتل 42 شخصا، معتبرة أن الهجوم في مطار اسطنبول يؤدي إلى نتيجتين: الأولى هي أن تركيا ومعظم البلدان في الشرق الأوسط وأوروبا، أصبحت هدفا للمنظمات الإرهابية بمختلف الأجندات، والثانية هي أن إسرائيل مع تركيا تشترك في العديد من الأخطار، مما يعزز من فرص تعاون البلدين معا أمنيا وسياسيا لأجل مكافحة الإرهاب.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن الهجوم الذي وقع في اسطنبول يعتبر أحدث حلقة في سلسلة الهجمات التي نسبت لداعش في الأشهر الأخيرة، وكان هذا انتقاما للمنظمة من تركيا بعد الانضمام للجهود الدولية التي تستهدف التنظيم، حيث كان يعتقد في السابق أنه من المحتمل أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد يسير في كلا الاتجاهين دون الحاجة إلى دفع الثمن، عبر مساعدة المنظمات السُنية المسلحة ضد نظام الأسد، والتعاون مع داعش من خلال التجارة في النفط، بينما كانت عمليات داعش تدفع المدنيين الذين يفرون من ويلات القتال في سوريا والعراق عن طريق تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأكدت هآرتس أن داعش لديها الآن مصلحة خاصة في نظام التواجد في أراضي العدو، في ضوء الغارات المتزايدة على المناطق الخاضعة لسيطرتها وخطر فقدان قبضتها على الأرض، لذا انضمت تركيا إلى الأعمال الإرهابية التي وقعت في فرنسا وبلجيكا وهو الخطر ذاته الذي تواجهه إسرائيل على الحدود في سوريا ومصر عبر التنظيمات المسلحة المنتشرة في جنوب هضبة الجولان والحدود في سيناء المصرية.
وشددت الصحيفة على أن إسرائيل تحتاج لعلاقات جيدة مع تركيا، لأنها ضغطت علاقتها مع مصر، وتمكنت من الوصول إلى الاهتمام المشترك مع الأعضاء الآخرين في المعسكر السني في المنطقة، بقيادة السعودية، لا سيما وأن مواجهة داعش وإيران تتطلب أن تكون العلاقات بين إسرائيل وتركيا جيدة.
واختتمت هآرتس بأن الإرهاب وانتشار الجماعات المسلحة في محيط إسرائيل وتركيا واحدا من القواسم غير السارة المشتركة بينهما، فضلا عن إيران حليف الأسد والذي يعتبر عدوا مشتركا للطرفين التركي والإسرائيلي، بالإضافة إلى الانضمام للتحالفات الأقليمية لمواجهة التحديات بالمنطقة، مؤكدة أن كل ما سبق برغم أنه غير جيد، لكن يجمع تركيا وإسرائيل معا في خندق واحد.