“وطن- ترجمة خاصة”- قالت صحيفة معاريف العبرية إن إسرائيل رغم أنها بلد صغير دون طموحات إقليمية، إلا أنها تفوقت على دول الجوار في التفكير التكتيكي على مر السنين، لا سيما في ضوء انهيار نظام الدولة بالعالم العربي، كما أنه خلال هذه الأيام كثر الحديث عن وفاة الحدود التي وضعت من قبل البريطانيين والفرنسيين في نهاية الحرب العالمية الأولى.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أنه مع انهيار النظام العربي تطور أمام أعين إسرائيل عالم جديد بقواعد مختلفة من شأنها أن تؤثر على الأجيال القادمة، لافة إلى أنه خلال هذا الأسبوع ظهرت إيران كلاعب مركزي جديد فبعد توقف دعمها لحركة الجهاد الإسلامي لمدة عامين، قدمت لها منحة قدرها 70 مليون دولار.
وأوضحت معاريف أنه ليس جديدا لإسرائيل أن إيران تعمل بجد لإنشاء وإدارة الجبهات ضد إسرائيل في جميع المناطق، حيث طورت تهديدا استراتيجيا لتل أبيب من لبنان عبر حزب الله، كما أن إيران تسيطر على مجموعة متنوعة في غزة من خلال تزويدها بالأسلحة العسكرية، بما في ذلك حركة حماس وكذلك الضفة الغربية.
واعتبرت الصحيفة أن المشكلة تتمثل في أن كل هذا النشاط الذي تبذله إيران في فلسطين هو مجرد جزء من اللعبة التي تشمل مساحة أكبر من ذلك بكثير، والغرض منها السيطرة وفرض الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط من خلال بسط نفوذها على العراق وسوريا، لكن إسرائيل لديها ما يجب القيام به حيال هذه اللعبة.
وأوضح هذا الأسبوع الخبير الاستراتيجي الأمريكي جنيفر داير، أنه عندما تكمل إيران الهجوم الاستراتيجي على العراق، ستتجه نحو نهر الأردن عندما تكون خالية من العقبات التي لا يمكن التغلب عليها، وعندما يحدث ذلك، فإن طهران ستهدد الأردن وإسرائيل مباشرة، خاصة وأن إيران تسيطر بالفعل على عدد من المناطق في شمال شرق محافظة الأنبار من خلال الميليشيات الشيعية وحزب الله.
ولفتت معاريف إلى أنه خلافا لموقف الولايات المتحدة، التي كانت تريد تركيز القوات في الموصل، قررت الحكومة العراقية في لحظة مفاجئة تحويل الجهد إلى الفلوجة ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، قد تم ذلك وفقا لتعليمات قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وأكدت معاريف أن الأمريكيون لا يدركون ما الذي يحدث؟، وللإجابة على هذا يجب التطرق إلى المقال الشخصي الذي نشره بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما، خلال الشهر الماضي في صحيفة نيويورك تايمز، حيث يعتبر رودس، الرجل الأكثر أهمية في رسم السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة، حيث أوضح أنه في نهاية ذلك العام، يجب التحرك بسرعة لإزالة القوات الأمريكية من العراق.