“خاص- وطن”- قالت صحيفة هآرتس العبرية إن الرئيس الأمريكي بدأ الأربعاء زيارة الوداع إلى المملكة العربية السعودية، لكن المملكة تبدو اليوم أكثر قتامة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها بسبب أنها تعتمد على النفط وتأثرها بانخفاض أسعاره، خاص في ظل فشل اجتماع الدوحة الهادف إلى خفض حصص إنتاج النفط وزيادة الأسعار في السوق العالمية، فضلا عن الحرب التي لا تنتهي في اليمن، ووصول المفاوضات هناك إلى طريق مسدود.
وأكدت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن زيارة أوباما إلى السعودية هي الأسوأ منذ سنوات، خاصة وأنها تأتي عقب التصريحات التي أدلى بها وتضمنت أخطاء كثيرة جدا وانتقادات لسياسة الرياض في الشرق الأوسط، لا سيما وأن المملكة تعتبر الولايات المتحدة حليف أساسي لها في العالم.
ولفتت هآرتس إلى أن بعض المحللين يقولون إن بداية الغضب السعودي من واشنطن كانت عقب تخلي أمريكا عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك خلال ثورة يناير 2011، والبعض الآخر يلوم أوباما على أنه يقف عاجزا رغم ذبح السوريين، فضلا عن التنازلات التي قدمها بسبب الضغوط الروسية، وأخيرا الاتفاق النووي مع إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية حاولت إفشال الاتفاق، أو التسبب في دفع إيران لتقديم المزيد من التنازلات، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، كما أنها زادت إنتاجها من النفط مما تسبب في تراجع الأسعار وكان الهدف هو ممارسة الضغط الاقتصادي على إيران وروسيا، حتى تجعل طهران تتخلى عن القضية النووية، كذلك كانت تسعى لمواءمة روسيا الموقف السعودي حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن الضغط لم يساعدها والآن المملكة العربية السعودية نفسها تواجه صعوبات مالية.
وشددت هآرتس أنه على الرغم من وجود قائمة طويلة من الشكاوى، لكن السعوديون يعترفون بأنه ليس هناك بديلا أمامهم لواشنطن، خاصة وأنه على الرغم من محاولات التقرب من روسيا، لكنها ليست بديلا، لأن المملكة تنظر إليها على أنها حليف لإيران.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن هناك شخصين يتنافسان على الحكم في المملكة هما ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ونائبه محمد بن سلمان، مؤكدة أن نظرتهما تجاه واشنطن متطابقة ويميلان للتعاون معها كثيرا.

