وطن- وعد الأحمد
كشف مدير معهد بحوث العالم العربي والإسلامي الباحث والمستشرق الفرنسي الدكتور «فرانسوا بورجا» عن خفايا الصراع السعودي الشيعي واتخاذ السعودية من حرب الحوثي ستاراً لتصفية الحسابات مع المعارضة السنية، وقال بورجا في مداخلة له أمام أعضاء من مجلس النواب الفرنسي إن “التوجه السياسي للمملكة السعودية ليس عقائدياً وهم ليسوا حريصين على تصدير الوهابية كل صباح” مضيفاً إن “السعوديين يقولون في الصباح :”نحن يجب أن نبقى في الحكم”.
وأعرب المستشرق الفرنسي عن اعتقاده بأن السعوديين “يستطيعون الاعتماد على جهات يمكن اعتبارها ظاهرياً معادية لهم عقائدياً: وأعطى بورجا مثالاً على ذلك ما وقع في اليمن حيث دعم السعوديون الجنوب (الشيوعي) ضد الشماليين المتدينين أيام الحرب الأهلية في عام 1994 كما دعموا المتمردين الشيعة (جماعة الحوثي) ضد الرئيس المنتخب عبر نظام الاقتراع الوطني.
وأوضح البروفسور الفرنسي أن ثمة عدوان اثنان لآل سعود، والعدو الحقيقي الذي يهددهم ليس شيعياً” وأردف أن “الشيعة موجودون عموماً من خلال الصراع على الهيمنة في المنطقة لكنهم لا يهددون عروشهم” وفسّر بورجا ذلك قائلاً: “الشيعي لا يمتلك الشرعية ولا يستطيع التطلع لتهديد السلطة السياسية لآل سعود”.
ولفت الكاتب إلى أن “ما حدث في الأيام المنصرمة يؤكد أن الحرب ليست بين إيران والسعودية” وليست –كما يدعي “بين الشيعة والسنة” إنما هي طريقة النظام السعودي لتصفية حساباته مع معارضيه، والنظام السعودي بحسب المحاضر مهدد من المعتدلين–وهو هنا يعتبر الحوثيين معتدلين- ومن المتشددين ولكن تهديد المتشددين بحسب رأيه أكثر قوة – وأشار د. فرانسوا ابوجا إلى أن “السعوديين قرعوا طبول الحرب ودخلوها بحجة “كسر الشيعة” في محيط العالم العربي كي يقولوا للمتشددين السنة :” أنتم لا تحتكرون الدفاع عن السنة”.
وتطرق الباحث الفرنسي إلى إعدام النظام السعودي لـ 47 شخصاً من بينهم 43 سنياً وهو أراد –كما يقول أن يرسل رسالة لإيران- واستدرك ابوجا أن “النظام السعودي أساء تقدير أثر الإعدامات في إيران لكنه أراد أن يرسل رسالة للسنة المتشددين مفادها أني سوف أضربكم بطريقتين، أولهما رفع العصا الغليظة بوجه المتشددين السنة وتذكيرهم بوجودها، وثانيهما إمكانية هزيمة هؤلاء المتشددين على أرضية التطرف ضد الشيعة.
و”فرانسوا بورغا فرانسوا بورغا”عالم سياسي ومستشرق، مدير أبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، ومدير المعهد الفرنسي للشرق الأدنى منذ العام 2008 . قدم محاضرات ونصائح خبرة استراتيجية لمجموعة واسعة من المؤسسات الأكاديمية وغيرها الكبرى من القطاع الخاص وفي مؤسسات الفكر والرأي العام. له العديد من المؤلفات حول التطورات السياسية في الوطن العربي ومنها “الإسلام في المغرب”و”الإسلام أمامنا” و”اليمن نحو الجمهورية صور وثائقية من اليمن 1900-1970 .

3 تعليقات
لديّ الكثير عن النقاط الأساسية وكنت أود أن أعلّق لكن الرجل ذهب بعيداً في أطروحته عمّا يدور في الساحة من هنا أدرك أنّه غير مطّلع تمامً عن الواقع.
بورجا هذا ليس مستشرقا…هو رجل مخابرات فرنسي أرسل للعمل في الجزائر واليمن واستنبول…واقرؤوا كتابه (الاسلام السياسي صوت الجنوب) الذي كتبه عن ثورة الجزائر 1991م
ومن يقول الكلام أعلاه لا يميز بين عالم دسائس المخابرات الغربية وعالم الاستشراق…
عدو آل سعود ليس الشيعة ولا السنة بل آل البيت عليهم السلام كل مايهمهم بقاء المملكة
لآل سعود